ثقافة

بسيليس تغني ألواناً من الحبّ على مسرح الأوبرا

نثرت ميادة بسيليس الحبّ والفرح على وجوه الكثيرين في أمسيتها على مسرح الأوبرا والتي قدمت فيها ألواناً من الحبّ، لتختمها بكلمات صفوح شغالة “شوفوا بلدي بلد الشمس” التي تحمل رسالتها إلى العالم بأسره بأن سورية كانت وستبقى بلد الحبّ والجمال والفنون والأصالة، الأمسية التي افتتحت أمسيات يوم الثقافة لوعي الحياة المتتالية، وقد أوجدت حالة حبّ رومانسية تكاملت فيها موسيقا سمير كويفاتي وكلمات سمير طحان مع صوت بسيليس الساحر، لتقترب بروحها الرومانسية من عوالم أغنيات فيروز، وحضورها على المسرح وإحساسها بالمفردات زاد من جمالية الأمسية.

الأمر اللافت هو جمالية موسيقا كويفاتي التي كانت حاملاً لمشروعه الثقافي بنشر الأغنية السورية التي كتبها بلهجتها المحلية وبذائقة فنية تعتمد على الكلاسيكية المعاصرة، بتشكيلة موسيقية خاصة لفرقته، ويبدو تأثره الواضح بالرحابنة باعتماده على البيانو بالتلوين الموسيقي وبإظهار نغماته منفرداً في مواضع ليشكّل مع الدرامز والأكورديون –العازف وسام الشاعر- الذي رافق السيدة فيروز سنوات طيفاً موسيقياً خاصاً يقترب في مساره اللحني من التطور الحداثي لخصوصية موسيقا زياد الرحباني، إذ شكّلت الإيقاعيات المتداخلة مع الدرامز والأكورديون والبيانو والغيتار والتشيللو والوتريات لحناً متناغماً مع الكيبورد لقائد الفرقة سمير كويفاتي والذي كان له دور كبير في أغلب الأغنيات، وإبداعه في تأليف الموسيقا التصويرية امتد إلى موسيقاه بالأغنية ليرسم في مخيلة المستمعين بشغف حالة حبّ تصويرية شدّت الجمهور، وأرادت بسيليس أن تهدي الشعب السوري رسالة حبّ ممزوجة بعطر رومانسي بكلمات تبوح بمشاعر أنثى وبحالات حب مختلفة الصور، فبدأت مع البيانو والدرامز والناي والفرقة بأغنية”بقلبي في حكي- مين عم يحكي ومين عم يسمع” كتبها سمير كويفاتي، وتابعت معه على الكيبورد والوتريات والبيانو” لو مرة حبينا ومابقى التقينا وراحت علينا” لتتشارك الفرقة بتدرجاتها الصوتية لتصل إلى القفلة الهادئة، ويتغير المسار اللحني لتصبح إيقاعاته أكثر حيوية وتسارعاً وتأخذ الجمل الموسيقية طابع القوة والزخم الموسيقي في أغنية على عيني كلمات كويفاتي “والله اشتاقت أنا عيوني لعيونك” وشكّل الناي فواصل بجمل موسيقية صغيرة في”على عيني”، لتنهي أغنيتها بارتجالات آه ياليل بأسلوب غنائي مختلف، إلى أن ألهبت المسرح بالتصفيق بأغنية “عادي” التي تحكي عن المفارقات والظلم الاجتماعي وتأخذ منحى الإنسانيات المغناة، والتي تميزت بحضور خاص للغيتار والدرامز”عادي تتعب وتشقى وغيرك يلقى” كلمات سمير طحانِ.

في الأمسية أيضاً عادت بسيليس إلى التراث لاسيما أنها غنت كثيراً منه فاختارت أغنية ” يا محلا الفسحة” وبدأت بالبيانو والوتريات والأكورديون، المنعطف بالأمسية كان الأغنية الحزينة “تلجك دفاني”-كلمات طحانِ، والتي غنت فيها في مواضع مع البيانو فقط –مع ابنتها العازفة نور كويفاتي- ما بقى تسمع مني أنا بحبك”، ثم عادت إلى أجواء الفرح في أغنيتها الشهيرة “يا طيوب” التي سُبقت بصولو الناي- العازف جورج ضاوي- ثم رومانسية” أنت بقلبي ياساكن ضلوعي” وتميزت بحضور البيانو، وتغيّر المسار اللحني أيضاً في أغنية التراث “ما بدي يا ماما” والتي سُبقت بصولو القانون.

في القسم الأخير من الأمسية غنت من أغنياتها التي ارتبطت بأذهان الناس فغنى الجمهور معها “ياغالي بضلك غالي”وأنهتها بتفريدة ياغالي وبتدرجات صوتها التي جعلت الجمهور يتوحد معها، ثم كذبك حلو لتختم الأمسية برسالتها إلى الشعب السوري وإلى العالم بأسره بانتصار حلب وسورية بأغنية “شوفوا بلدي بلد الشمس اللي بتشرق بالحرية شوفوا بلدي وكيف الحب بيتصدر للبشرية” لصفوح شغالة.

ملده شويكاني