ثقافة

حفل توزيع جوائز هيئة الكتاب الأدبية وتكريم الفائزين

احتفاء بيوم وزارة الثقافة السورية أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب في مكتبة الأسد أمس حفل إعلان نتائج الجوائز الأدبية وتكريم الفائزين وأعضاء لجان التحكيم، وفي كلمته أوضح وزير الثقافة محمد الأحمد بأننا نجتمع في هذا الصرح الثقافي لتكريم ثلة من المبدعين ومنح الفائزين الجوائز التي أعادت الوزارة إطلاقها في مجال الرواية والشعر والترجمة بعد أن كانت توقفت منذ عام 2007، والتي يتزامن إطلاقها مع حرب شعواء تحاول وأد النور والمعرفة، لافتاً أنه لا ريب أن رعاية الوزارة واهتمامها بالمبدعين وصناعة الثقافة ليست فقط أنبل المقاصد السامية بل أنها جزء لايتجزأ من مواجهة الحرب التي كانت منذ بدايتها أزمة ثقافة فالاهتمام بالمبدع لا يختلف عن رعاية الجندي الرابض على حدود الوطن.

جدة ورصانة

وبين الأحمد بأن الوزارة اختارت كوكبة من الأدباء لتحكيم أعمال المبدعين وامتازت تقاريرهم بالجدة والرصانة، وقد احتكمت تلك اللجان في جائزة الشعر إلى سلامة اللغة والأوزان وسمو الفكرة وبهاء الصورة، وفي الراوية فقد أولت اللجنة مضامينها أهمية خاصة وكذلك الشكل لأن المعاني النبيلة لا تقدم إلا في طبق بهي، أما في الترجمة فاحتكمت إلى امتلاك المترجم لناصية اللغتين الناقل منها والمنقول إليها وماقدمه للنص من إثراء، كذلك نوهت اللجان إلى الأعمال المتميزة لما لها من سمات إبداعية تستحق الشكر، وبارك في ختام كلمته للمبدعين الفائزين وتمنى عليهم أن يستمروا بعملهم النبيل متعهداً لهم بأن تبقى الوزارة الحضن الدافئ والحصن المنيع لهم.

جوانب إيجابية

من جانبه أوضح د. ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة للكتاب أنه لا يختلف اثنان في أن الجوائز الأدبية مهما بلغت أهميتها المعنوية وقيمتها المالية لا تصنع مبدعاً واحداً، لأن المبدع يولد وهو يحمل جينات الإبداع، ثم تأتي الجوائز فيما بعد لتمنحه بعض حقه، ولتعكس رقي المجتمع الذي تنتمي إليه في المجالات المختلفة وطريقة نظره إلى المبدعين من أبنائه، ولفت إلى  الجوانب الإيجابية للجوائز التي من شأنها ولاسيما الوطنية منها، أن تسهم في تقديم أصوات جديدة للساحة الثقافية والإبداعية وأن تطلق كتاباً كان من شأنه أن يظل حبيس الأدراج، وأن تساعد المبدع مالياً ولو لبضعة أشهر في حياته، ناهيك عن النهوض بالمشهد الثقافي والأدبي، متابعاً: ومن هنا أطلقت الوزارة هذا العام الجوائز في ظل ما عاشته البلاد من دمار واستهداف مما يجعلنا ننحني إجلالاً لهذه الخطوة ولإرادة الشعب ولموقف الدولة من الشأن الثقافي، مبيناً أنه من هذا المنطلق عملت الهيئة ومنذ بداية العام على استقبال الأعمال المقدمة للجوائز الثلاث، وشكلت ثلاث لجان تحكيم من خيرة المبدعين وقدمت الأعمال إلى اللجان مغفلة من أسماء أصحابها فعملت على تقويمها ووضع نتائجها بين أيدي “أمانة جوائز وزارة الثقافة” التي استقبلت النتائج ودرستها، منوهاً أن المشاركات كانت جميلة ومشجعة حيث شارك في مجال الرواية 40 مخطوطاً وفي الشعر أكثر من ذلك وأما الترجمة فقد كانت المشاركات قليلة نسبياً.

معايير الاختيار

وقرأ تقرير لجنة تحكيم  جائزة عمر أبو ريشة  للشعر والمكونة من (عبد الكريم الناعم، بيان الصفدي، ومحمد شفيق البيطار) الذي أوضح أنه قدمت إلى اللجنة 48 مشاركة وتم تقدير الدرجة بناء على معايير فنية من حيث الشكل والمضمون والمستوى العام، وجمعت الدرجات لكل قصيدة وتم تقسيمها على ثلاثة فكانت المشاركات التي حازت أعلى درجات هي: قصيدة(ملك ضليل)لأسد خضر، و(أين بيتي) لغازي الخطاب، و(وطن التاريخ)لطلعت سفر،أما د.عاطف بطرس فقدم كلمة لجنة تحكيم جائزة “حنا مينه” للرواية المكونة منه ومن أحمد يوسف داود ومحمد أبو معتوق مبيناً أنه تقدم حوالي 40 عملاً روائياً يتراوح بين الممتاز والجيد والمتوسط والمتدني، وقد تم الاطلاع على الأعمال وقراءتها باهتمام بالغ وموضوعية ومهنية عالية، وقد استندت اللجنة في التقييم على معايير فنية جمالية مع مراعاة الموضوعات التي عالجتها وإعطاء المضامين أهمية خاصة، وكان الحكم النهائي للبنية الروائية والانسجام بين الوعي الفكري والجماعي وموقفه من قضايا الوطن والإنسانية، والأعمال التي حصلت على أعلى العلامات هي وفق الترتيب: “وصايا” من مشفى المجانين” لصفوان إبراهيم، رواية “نبات شوكي” لحسن حميد،  “مطر أسود” لسليم عبود، وأما اللجنة المكلفة باختيار جائزة سامي الدروبي للترجمة فتألفت من (د جمال شحيد، نزار عيون السود، توفيق الأسدي) وقدم كلمتها نزار عيون السود وقد استقر رأيها بالإجماع على أن الكتب الفائزة هي: “استعباد العالم” ترجمة إبراهيم اسطنبولي، “ثلاث دقائق من التأمل” ترجمة آلاء أبو زرار، مسرحية “الأم والطفل بخير” ترجمة شادي حمود، مشيراً إلى أن اللجنة تأمل في الدورات القادمة أن تصلها أمهات النصوص الحديثة والكلاسيكية في الأدب والعلوم الإنسانية.

لوردا فوزي