تشكيل السوري لست قامات في صالة تجليات
ازدانت صالة تجليات للفن التشكيلي مساء اليوم بأعمال ستة فنانين تشكيليين من قامات التشكيل السوري المعاصر في معرض أقيم للمرة الأولى في مدينة الكويت ليحط رحاله في دمشق قبل أن ينتقل لمدينة عربية جديدة بعدها.
وقال علي المبيض معاون وزير الثقافة “المعرض مثال صريح وجميل لواقع الحركة التشكيلية في سورية لأنه يضم نخبة من التشكيليين الذين قدموا ما يمر به الإنسان في بلدنا من هموم إلى جانب الطموحات والأمل من خلال رؤى فنية إبداعية عميقة” مشيرا إلى أن الوزارة ترعى إقامة مثل هذه المعارض بهدف “نشر الثقافة السورية الحقيقية في المجتمع”.
وقدم المشاركون 30 عملاً مثلت تجاربهم الفنية الأخيرة بأساليب جديدة لدى بعضهم حيث قدم الدكتور نزار صابور أحد عشر عملاً تنوعت من عدة تجارب خلال سنوات الحرب على سورية وعكست رؤيته للمكان والروحانيات إلى جانب تعلقه بالثقافة الاجتماعية السورية بتقينات غنية ومبتكرة كاسراً نمطية اللوحة في الشكل والمضمون.
أما عبدالله مراد فقدم لوحات غنية في عناصر تكويناتها التعبيرية طارحا علاقة لونية متمردة على المألوف في سعي لتسجيل موقف من الواقع عبر ضربات ريشة قوية وتشابك عناصر التكوين في مشهدية مفعمة بالعنفوان في الحس واللون.
واختار الفنان إدوار شهدا ان يقدم تجربته مع التدمريات التي قال عنها “قدمت في هذه المجموعة موضوع الآثار التدمرية بعد ما تعرضت له من تدمير وسرقة من الإرهابيين وحاولت تنفيذها بحس جمالي” لافتا إلى أن العرض مجد للفنان كي يتطور إلى الأمام من خلال طرح أفكاره للجمهور.
ونثر التشكيلي غسان النعنع شخوصه على سطح لوحاته الأربع بكثير من الحساسية اللونية والضبابية في الرؤية وأوضح أن موضوع لوحته اختلف مع الحالة التي طرأت على سورية وأن هناك علاقة جديدة بين شخوصها نشأ فيها شيء من الحزن عبر تجاور الألوان الفاتحة والغامقة ما أنتج إحساسا بالضبابية.
والعرض الدائم برأي النعنع يجدد علاقة الفنان مع المتلقي كما أن عودة الصالات إلى العمل يفعل النشاط التشكيلي بعدما انحسر لبعض الوقت واقتصر على الملتقيات التشكيلية.
ليلى نصير التي اختارت ألواح اللاتيه الخشبية كخامة لترسم عليها بتقنية طباعة خاصة قالت عنها “في هذه المجموعة أردت أن أشير إلى ما مارسه الإرهاب بحق نسائنا واطفالنا والتعبير عنهم بإحساس فني إلى جانب إظهار الإصرار على البقاء والحياة مع إدانة واضحة لما يحاك لبلدنا من مؤامرات”.
ورغم بصمتها المعروفة في أعمالها إلا أن التشكيلية أسماء فيومي قدمت أربعة أعمال فيها الكثير من التجديد على صعيد المضمون والحوار اللوني وقالت “الظروف الصعبة التي مررنا بها أثرت في ببداية الأزمة وعانيت منها حتى خرجت من هذا الشعور برسم اللوحة التي عبرت من خلالها عن المعاناة السورية” لافتة إلى أن لون التراب هو الأغلب في لوحاتها لما له من دلالات مرتبطة بالوطن إلى جانب الأحمر وهو لون الدم الذي امتزج مع تراب الوطن.
والفن وفقا لفيومي يخلق علاقات جميلة بين الناس ويفتح بابا للحوار مؤكدة أن الجيل الجديد من التشكيليين السوريين يضم عددا من الموهوبين الذين يدعون للتفاؤل بمستقبل الفن التشكيلي السوري.