ثقافة

(على سطح دمشق) في مهرجان كام السينمائي الدولي بمصر

تنوعت مواضيع الشعراء السوريين خلال الحرب الإرهابية على سورية بين التغني بانتصارات الجيش العربي السوري والأسى بسبب الآثار السلبية للإرهاب على المجتمع وانتقاد الظواهر الاجتماعية السلبية التي تفشت في هذه المرحلة.

وظهرت في قصيدة الدكتور جابر سلمان (وطن الخلود) نبرة التحدي عنده بوجه الجرائم الإرهابية التي أرادت النيل من سورية فكانت صورة مدينتي دمشق وحلب عنده رمزا للتحدي والصمود فقال فيها:

“وطني أبي وإليه انتسب                       ودمشق أمي والهوى حلب

وبتله الفيحاء رابضة                                كالقمة الشماء تنتصب

فوق الذرى راياتها لمعت                         خفاقة تعلو بها رتب”.

انتقاد ظاهرة الهجرة خلال سنوات الحرب جاء على لسان الشاعر محمد حديفي الذي عبر عن ألمه الكبير بسبب الذين هاجروا مرغمين جراء الارهاب فقال في قصيدته (من مقام الوجد):

“يا بحر تذكر كم جلست على رمالك..اقتفي آثار من رحلوا بعيدا..في سراديب الضياع.. خيباتهم فوق الظهور حكاية..فهي التي بقيت لديهم من متاع”.

محبة دمشق سكنت وجدان الشاعر الفلسطيني خالد ابو خالد الذي عبر عن اشتياقه لها في قصيدة (الشام) حتى وهو بين ذراعيها فقال:

“شوقي لصوتك جلنار في الاغاني..زهر نار في رمادي..من دار لدار … شوق البياض الى المحابر..والحصار الى المعابر..بين ميلاد القصيدة .. بين حامدتين من قصف المدارس والدمار..شوق البنادق للمعارك في مخاضات المدائن..فاحتضار الموت في موت الصغار”.

وعما خلفته الحرب من آثار مؤءلمة في نفسية الشاعر كتب غسان كامل ونوس قصيدته (حداءات) فقال:

“القلب غير القلب..جفت اذرع السقيا..وهاض نجيها ..وتعفرت في الركن اوردة..وضاقت بردة التعويذ..واندلعت حداءات الرحيل”.

رفض الإجرام بحق الشعب السوري ونبرة المقاومة كانت عالية في قصيدة الشاعر الدكتور نزار بني المرجة (طائر الرعد) مختارا لأجلها دلالات رمزية بعيدة عن الضبابية والغموض فقال:

“من فوق .. من عليائك الزرقاء هل رأيت دمي ..أنا لست هابيل الضحية .. لست انتظر الغراب … كي يواري جثتي .. هم افلحوا في القتل .. والروح تمتلك الجواب .. أنا العقاب أنا العقاب”.

السخرية مما سمي “الربيع العربي” كانت واضحة في قصيدة الشاعر الفلسطيني صالح هواري بالسيف قد لا نلتقي أبدا فقال:

“هب الربيع وما انتظرناه.. يا ليتنا ما رأيناه قلنا قطار الشمس عاد لنا.. والورد بعض من هداياه لكن ويا أسفي أتى قمر..دامي المحيا ما عهدناه”.

واختار الشاعر محمد حسن العلي أن يعارض قصيدة محمود درويش (سجل أنا عربي) ليوجه انتقاده المر لعربان كانوا يعتبرون سورية موئلهم فخانوها وتآمروا مع الأغراب وكانوا أدوات لهم في الحرب الإرهابية فقال في قصيدة أنا العربي:

“أنا خجل من التاريخ والأدب.. ورقم بطاقتي صفر وفاصلة من التعب..رماني اخوتي في الجب..وبيتي كان موئلهم .. وكم ناديت في الجلى ضمائرهم ولم تجب .. وخانوا إرث أجدادي .. وعهدي دونما سبب”.

وتبدو صورة الشعر السوري خلال فترة الحرب جلية في التحول إلى مواضيع وأفكار جديدة غير مسبوقة وأساليب مختلفة وهيمنة مفردات الحرب ضمن العناوين والنصوص فضلا عن تفاعل الشعراء مع صمود الشعب السوري وتضحيات جيشه الباسل.