ثقافة

“عاصفة جيولوجية” لا تجد من تَعصِفُه

ثلوج في أفغانستان وحمم بركانية في الصين وتسونامي في الإمارات العربية المتحدة، هذه ليست علامات يوم الدينونة.. إنها لحظة نهوض البطل، كما عودتنا السينما الهوليودية وكرّستها عرفاً لا يقبل النقاش.. فلا هم و”الأمريكي” حاضر للتضحية بنفسه فداء للعالم.

ولكن عذراً هذه المرّة، فلم تفلح بطولتكم في تسلق هضبة أحسن أفلام الخيال العلمي لفئة الكوارث الطبيعية. فبعد أن عصف بالأرض طقس هو الأسوأ على الإطلاق عام 2019، يبني العَالِم جيك لاوسن (يجسد دوره النجم الاسكتلندي جيرارد بَتلر، بطل فيلم 300) شبكة من الأقمار الصناعية، لإنقاذ الأرض والسيطرة على المناخ. وبعد سنتين، يُبَلّغ عن سلسلة من الأعطال يمكن أن تؤدي إلى تدمير العالم بحدث مناخي سمي “GeoStorm”.

قصّة الفيلم

تبدأ أحداث الفيلم بالتعريف عن الاتفاق الذي توصل إليه قادة العالم، وهو إنشاء نظام يتحكم في مناخ الكرة الأرضية من أجل حمايتها. وبعد سلسلة من الكوارث ‏الطبيعية التي أصابتها، جاء ابتكار برنامج “Dutch Boy” وهو عبارة عن شبكة من الأقمار الصناعية التي تحيط بالأرض، ‏مهمتها التحكم بمناخها، الأمر الذي نجح ‏لمدة عامين، لكن فجأة يتعرض الجهاز لخلل، ويظهر إنذاراً بحدوث كوارث‏ نتيجة فَيروس، وتكون ‏أفغانستان أولى ضحاياه، إذ تحول مناخها إلى ثلجي، بعدما كان صحراوياً دافئاً، ويذهب ضحيته الآلاف الذين قضوا متجمّدين، ‏ما يستدعي ‏القائمين على مشروع التحكم العالمي في المناخ لإرسال جيك لاوسن، ‏في مهمة إلى ‏الفضاء ‏لإصلاح العطل، وهناك يكتشف أن الأمر مكيدة مدبرة‎‏، وأثناء هبوب عواصف “GeoStorm” المدمرة على الأرض، يضطر رفاقه إلى خطف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بغرض الحصول على رمز المرور السري للبرنامج من أجل التحكم في المناخ وإنقاذ العالم من كارثة لا يمكن تخيل عواقبها.

أسباب واضحة

حصل الفيلم على تقييمات سلبية من قبل النقاد، وكانت إيراداته سيّئة، فحقق فقط 13 مليون و300 ألف دولار، علماً أنّ ميزانيته تجاوزت 12 مليون دولار أمريكي. وعلى الرغم من نجاح هذه النوعية من الأفلام التي تتمحور حول الغريزة الأقوى عند الإنسان، وهي الرغبة في البقاء على قيد الحياة، إلا أنه لم يترك بصمة واضحة. ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها، تأجيل عرض الفيلم لأكثر من مرة، فقد اشترت شركة “Warner Brothers” المعروفة حقوق عرض الفيلم منذ العام 2014، وحددت تاريخ طرحه في آذار 2016، ولم يكن ذلك إلا بداية لسلسلة تأجيلات مستمرة، ليتم بعدها الاتفاق على عرض الفيلم في تشرين الأول 2016 وينتهي به المطاف ليعرض في 20 تشرين الأول من العام الحالي، وساهم ذلك في خلق حالة من عدم الثقة لدى الجمهور وبالتالي تقليل نسب نجاح الفيلم وبشكل كبير. ثمّ إخراج الفيلم من قبل مخرج غير متمرس، فهي أولى تجارب المخرج دين ديلفن، على الرغم من أنه منتج وكاتب سيناريو معروف، قدّم أعمالاً سينمائية كبيرة مثل فيلمي “Independence Day” و”Godzilla” فضلاً عن العديد من المسلسلات التلفزيونية. وأحد الأسباب الرئيسة وراء إخفاق المخرج، يرجع إلى وقوع كل مهام الإنتاج والإخراج على كاهله بمفرده دون أي دعم جانبي خاصة من الناحية الإنتاجية، لانشغال الشركة المنتجة للفيلم “Skydance Media” بأفلام أخرى ميزانيتها أعلى.

ويضاف لتلك الأسباب وربما يكون أبرزها التوقيت الخاطئ، فقد عرض الفيلم في صالات السينما في وقت كان كثيرون لا يزالون يعانون من آثار الأعاصير الثلاثة المدمرة والتي ضربت الولايات المتحدة، فضلاً عن الزلزال المميت في المكسيك والعديد من الكوارث الأخرى، فمن الطبيعي ألّا يفضل الكثيرون مشاهدة هذا النوع من الأفلام التي ستذكرهم بواقع مؤلم عاشوه من فترة قريبة. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد نشرت في مقال عن الفيلم “بالرغم من توافر كل مقومات وعوامل النجاح وكثرة الرسوميات إلا أنه قليل التشويق وموضوعه مطروق كثيراً”. وبحسب موقع “Rotten tomatoes” الشهير والمختص بتقييم الأفلام، 47% من الجمهور فقط استمتع بمشاهدة الفيلم. والمضحك أنه بعد أن قام بَتلر بإنقاذ الرئيس الأمريكي في فيلميه الشهيرين “olympus has Fallen” و”London has Fallen”، يقوم هذه المرة باختطافه لإنقاذ العالم.

سامر الخيّر