السيمفونية السورية وجوقة الفرح في أمسية ميلادية بكنيسة الزيتون
أعلن مساء اليوم من كنيسة الزيتون أقدم صرح كنسي مشرقي انطلاق مواسم عيد الميلاد المجيد ليؤكد السوريون مسلمين ومسيحيين أن وطنهم لا يليق به إلا الفرح بعد سنوات حاول فيها الظلام أن يطفئ شعلة النور بأرض النور.. سورية.. التي انطلقت منها رسالة السيد المسيح للعالم أجمع في “المحبة والسلام”.
الأمسية الميلادية التي حملت عنوان “وبيكبر الفرح” احتضنتها كنيسة سيدة النياح البطريركية بحارة الزيتون في دمشق القديمة كانت ثمرة عمل مشترك هو الأول من نوعه بين الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وجوقة الفرح لتحمل طابعاً احتفالياً إضافياً تمثل بالذكرى ال25 لتأسيس الفرقة والأربعين لانطلاقة الجوقة.
وتماهت في الأمسية حصيلة إبداع وخبرة أعضاء الفرقة السيمفونية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان مع كورال جوقة الفرح الكبرى بقيادة الدكتور حبيب سليمان في تقديم أناشيد وأغان عربية وعالمية بلغاتها الأصلية من روح الميلاد المجيد.
وقبل أن تبدأ الأمسية عرض فيلم قصير على شاشة العرض تضمن صوراً من مسيرة جوقة الفرح مع كلمة لمؤسسها الأب إلياس زحلاوي الذي أكد أن رسالة الجوقة مستمرة لأن سورية هي بلد الأبجدية والفن وستبقى شعلة للنور والمحبة ليدخل بعدها أعضاء الفرقة والجوقة موشحين بألوان عيد الميلاد المجيد.
وجنبا إلى جنب حضرت أعمال السيدة فيروز كأغنية “تلج تلج” وليلة الميلاد للأب منصور لبكي وتراتيل مثل المجد لك للموسيقار زياد الرحباني مع أناشيد ميلادية باللغات البيزنطية والايطالية والانكليزية لاعلام التأليف الغربي أمثال فيفالدي ومندلسون وهاندي فضلا عن التراث الكنسي مثل الليلة المقدسة وهليلولا وغلوريا ليكون الجمهور أمام باقة من الموسيقا الاوركسترالية والكورالية التي تحتفي بميلاد رسول المحبة.
وبدا التناغم بين العازفين والكورال كالنجمة المضيئة في الأمسية ليضفي الطابع الروحاني ولتكون أمسية صلاة ودعاء بالمحبة والنصر لوطن السلام حيث ظهرت جليا القدرة الفائقة لدى الموسيقيين بانغامهم وأصواتهم على دمج الجمهور مع المضمون العميق الذي حملته الأعمال المقدمة حيث شارك بغناء عدد من الأناشيد.
يشار إلى أن الفرقة السيمفونية الوطنية السورية أسسها صلحي الوادي عام 1993 وجاءت نتيجة طبيعية لإحداث المعهد العالي للموسيقا ولسنوات طويلة من العمل الدؤوب في مجال نشر الموسيقا الجادة في سورية وقد مثلت الوطن بوجهه الحضاري في الكثير من المهرجانات والمحافل العربية والعالمية.
وتعمل الفرقة بشكل مستمر على توسيع برنامجها وتقديم روائع الموسيقا العالمية للجمهور السوري والتعريف بالمؤلفين الكلاسيكيين من سورية والدول العربية كما ظهرت مع قادة أوركسترا عرب وأجانب معروفين على الصعيدين العربي والعالمي واستضافت العديد من العازفين المنفردين من جميع أنحاء العالم إضافة إلى عازفين سوريين بشكل منفرد كان بعضهم قد حصل على جوائز عالمية.
أما جوقة الفرح فتأسست عام 1977 بقيادة الأب إلياس زحلاوي وتضم قرابة 500 منشد من مختلف الأعمار وتحمل رسالة دينية وطنية فنية إنسانية في قالب متجدد من الأداء المتقن كلمة ولحنا وهي تواكب في توزيعها الموسيقي التطور السريع الذي يعيشه عالمنا مع التمسك بتراثنا الموسيقي العربي العريق وللجوقة العديد من الحفلات خارج سورية منها في الولايات المتحدة وهولندا وفرنسا واستراليا وبلجيكا وحازت جوائز وطنية ودولية عديدة.