ثقافة

المعرض السنوي للخط العربي والتصوير الضوئي والخزف

تجارب متعددة لفنانين سوريين من مختلف الفئات العمرية ضمن المعرض السنوي للخط العربي والتصوير الضوئي والخزف الذي تقيمه وزارة الثقافة-مديرية الفنون الجميلة في مكتبة الأسد في الأمس، حيث تنوعت الأعمال المعروضة بين الخط العربي بمدارسه من نسخ وديواني جلي وثلث وعثماني وغيرها، ولوحات جمعت الخط مع الزخرفة والرسم على الورق وحضور لوحات الحروفية بقوة، وتحدث معاون وزير الثقافة علي المبيض حول المعرض فقال: الخط العربي هو حرفة نعتز بها، والمعرض عبارة عن تشكيل لوحات فنية فريدة جميلة جذابة تعكس مرحلة التطور التي وصل لها الفنان والخبرة الطويلة التي تراكمت وعمرها مئات من السنين، ولوحات التصوير الضوئي تبشر بمستقبل واعد للفنان السوري، بالإضافة إلى أعمال خزفية جميلة، وأدعو كل المهتمين لزيارة المعرض المستمر لمدة أسبوع ليطلعوا على مرحلة هامة من مراحل وزارة الثقافة، فالإبداع ليس وظيفة، والفنان  السوري مبدع بطبيعته، وإن رعاية المواهب والحالات الإبداعية هي واجب وطني يقع على عاتق كل فرد في المجتمع وليس واجب مؤسسات رسمية فقط، وترعى وزارة الثقافة هذه المواهب وتحاول تطويرها، وقد تبنت مثل هذه الحالات من خلال إقامة مثل هذه المعارض وهو نوع من أنواع الدعم والرعاية، بالإضافة إلى اقتناء بعض اللوحات وفق ضوابط محددة يتم اختيارها من قبل مختصين في هذا المجال. وأكدت رنا حسين رئيس دائرة المعارض والمقتنيات في مديرية الفنون في وزارة الثقافة على أهمية إقامة المعرض سنوياً حيث ضم مجموعة من أعمال الخط العربي 36 عملاً خط و24 عملاً تصوير ضوئي و12عملاً خزفياً تم تقييمهم من قبل لجنة تحكيم بالاختصاصات الثلاثة من كبار الفنانين السوريين، وسيتم اقتناء بعض الأعمال المعروضة من قبل وزارة الثقافة، والذي يميز هذا المعرض تزايد عدد المشاركين، فالمعرض يستقطب أكبر عدد من الفنانين من كافة المحافظات السورية ومن جميع الأعمار، وهناك أيضاً مشاركون من ذوي الاحتياجات الخاصة تم قبول عدد من أعمالهم.

وتحدث مدير مديرية الفنون الجميلة عماد كسحوت عن المعرض الذي بدأ من الستينيات واستمر إلى هذا الوقت ولم ينقطع مرة واحدة، وكان مرافقاً لمعرض الخريف: إن مديرية الفنون في وزارة الثقافة هي الداعم الأساسي للفن التشكيلي بكل فئاته، ويوجد لدينا الكثير من التجارب والفنانين الذين يعملون بحس عال، يمتلكون أفكاراً يريدون تقديمها للجمهور، ونحن نقدم لهم المكان والوقت والإمكانيات لتقديم نتاجهم وخبرتهم، وكل سنة لها أهمية من خلال رفع السوية وتقديم الفنانين، ونأمل في السنوات القادمة أن يكون العدد أكبر والمستوى أفضل، ونطمح دائماً أن يكون الفن التطبيقي والتشكيلي في سورية على مستوى عال لأن سورية بلد الحضارة والتاريخ.

بدوره قال عضو في لجنة الانتقاء والاقتناء ومشارك بعملين وضيف الشرف د.محمد غنوم عن المعرض: هناك حالة من الانتعاش الفني والثقافي هذا العام ، والمعرض في أعلى مستوى، والأمر الأهم الذي لفت نظري هو المشاركة الأنثوية، فهناك لوحات لفتيات خطاطات تدل على المستوى الراقي، والإيمان بأن الخط ليس مقتصراً على الذكور فقط، ويصنعن أيضاً لوحات خطية جميلة وشاركن بلوحات ملفتة للنظر، وقد تنوعت الخطوط والتقنيات والقياسات وهذه نقطة جيدة، وكالعادة تصدّر خط الثلث أهم اللوحات المشاركة، وهذا المعرض يشكل إضافة جميلة.

وكل عام يشارك الخزاف بشار قوبا في هذا المعرض بعمل خزفي، واليوم يشارك بعمل تبسيطي بشكل كتلة معمارية مقتبسة من الفنان النحات العالمي “غاودي” الذي عمّر مدينة برشلونة في اسبانيا، وأخذت الرموز التي اعتمدها الفنان الاسباني بالزخارف على جدران الأبنية، وجسدها في عمل خزفي تشكيلي تطبيقي ولكن بطريقة فنية مميزة.

وإذا أراد الإنسان أن يتحدث عن الحرف العربي فإن الحديث يطول، لأنه انتقل من قضية الكتابة والفكر إلى قضية التشكيل، لذلك يقول “بيكاسو” إن أقصى نقطة أردت الوصول إليها في الرسم وجدت الخط العربي قد سبقني إليها من أمد بعيد، هذا ما أكد عليه الفنان أحمد المفتي عضو لجنة الاقتناء والانتقاء، وتحدث عن تاريخ الحرف العربي، هذا الحرف الذي ندوّن به أفكارنا وأشعارنا وفلسفتنا وحضارتنا كيف تطور مع الزمن من مدينة دمشق التي كانت قبل الميلاد عاصمة الممالك الآرامية ومن خلالها تطور الخط الآرامي من معبد جوبيتر -مكان الجامع الأموي حالياً- فكان يرسم الخط العربي في هذه المنطقة بالذات، ومن ثم تطور إلى الأنباطية، وبعد ذلك إلى العربية من خلال رحلة الشتاء والصيف حتى وصل إلى الجزيرة العربية، ودُون القرآن الكريم بأولى الحروف العربية التي تعتبر من الخطوط الجميلة في الفنون التشكيلية في جميع أنحاء العالم وله فلسفات كثيرة جداً.

علا أحمد