ثقافة

الورد الشهيد

يباعُ الوردُ في وطني شهيداً

وقد أغرته هاتيكَ السَّنابل

أغرتهُ شقائق النعمان

وتربةُ الشُّهداء

وأغرته تغاريدُ البلابل

تناستْهُ حدائقُنا.. طفولتُنا

دفاترُنا.. وأحرفُنا

وشرفاتُ المنازل

يُباعُ  الوردُ.. ومن إحساسنا خرجَ

ولم ندرِ بأنَّ الوردَ إن عشقَ

تكفَّنَ جفنُهُ بالدَّم حيناً

وأحياناً بزردِ السَّلاسلْ

******

يباعُ الوردُ في وطني شهيداً

لا تلمني

إن غدا وردي مقاتل

لم يعدْ للحبِّ وردٌ

لا تلمني

فعدوي جاء يغتالُ الفضائلْ

قتلوا كلَّ الحمائمْ

لوَّثوا عذبَ المناهلْ

شوَّهوا الأحلامَ فينا

كيفَ يا سلمى نُغازلْ

******

يباعُ الوردُ  في وطني شهيداً

قد كفَّنتهُ لي كلُّ النَّسائم

حملتهُ فوق جنحِ الغيمِ

أوصلتهُ هاتيكَ الحمائمْ

لم يكنْ للوردِ حلٌّ

إلاَّ في تلكَ المآتمْ

******

يباعُ الوردُ في وطني شهيداً

قد غادرَ كلَّ الخمائلْ

كلُّ الورودِ في بلادي

لبستْ ثوبَ المناضلْ

كلُّ الورودِ في بلادي

صار ت  يا سلمى تُقاتلْ

باتَ عطرُ الوردِ عندي

قاذفاتٌ أو قنابلْ

******

أصبحَ الوردُ صريعاً

بين أعمى.. بين جاهلْ

ويقولُ الوردُ حيناً

إنَّني باقٍ بأرضي

عن بلادي لستُ راحلْ

سوف نثأر يا سُليمى

ثأرَ أجدادي الأوائلْ

ما نسينا الثَّأرَ حيناً

اسألي بكراً ووائلْ

******

لن يباعَ الوردُ بعدَ اليومِ

دون حقٍّ.. دون سيفٍ.. دون نازل

ويموجُ الوردُ عندي يا شهيدي

مثلَ أمواجِ السَّنابلْ

لن يباعُ الوردُ عندي

وسيزهر من جديدٍ تحت أصواتِ القنابلْ

لن يباعَ الوردُ عندي

انثروا وردي سنابل

د. منيف حميدوش