بعد مشاركتهم في المخيّم الببيلاروسي ستة مراكز أولى لأطفال سورية

بعد أكثر من أسبوعين قضاها أطفال سورية في المخيم الشتوي ببيلاروسيا عادوا وقد تركوا وراءهم قصصاً وحكايات عن أطفال عاشوا ويلات حرب ولكن دون أن تهزمهم فلم يتوقف إبداعهم ولم تخبُ نيران مواهبهم، معلنين عبر موسيقاهم ورقصهم  ورياضاتهم واختراعاتهم وعلومهم الوقوف في وجه حرب لا يخفف من بشاعتها إلا هذا التمرد على الدمار والتخريب، فتميزوا وحصدوا الجوائز وتركوا انطباعاً جميلاً عن الطفل السوري.

150 طفلاً سورياً متميزاً

وأكد الموسيقي محمد زغلول مدير المعاهد الموسيقية والباليه في وزارة الثقافة والذي كان أحد المرافقين لهؤلاء الأطفال أن الطفل السوري أثار الإعجاب في بيلاروسيا بالتزامه وتنظيمه وقدرته الكبيرة على التواصل مع كل الأطفال الذين كانوا في المخيم الذي دعت له بيلاروسيا، فكانوا خير سفراء لبلدهم، وأوضح أن نحو 150 طفلاً سورياً متميزاً شاركوا في المخيم من مدرسة الباليه ومعهد صلحي الوادي ومعهد أوتار ومن جهات عديدة أخرى، رياضية وعلمية، ونوه إلى أن الهدف من المخيم كان تنمية الروح والعمل الجماعي والاعتماد على الذات وتعزيز الثقة بالنفس، وما يُحسَب للأطفال السوريين المشاركين قدرتهم الكبيرة على التأقلم ونشر طاقة إيجابية أينما حلّوا، والأهم برأي زغلول ذلك الانطباع الجيد الذي تركوه من خلال مواهبهم التي كانت لا تقل عن مواهب أطفال آخرين يعيشون ظروفاً طبيعية في بلادهم، إلى جانب أن الجميع هناك تفاجأ من أن مدارس ومعاهد سورية الفنية “باليه، موسيقا” والرياضية والعلمية ما زالت مستمرة في عملها على الرغم من الحرب البشعة التي يعيشها أطفالنا في سورية، الذين لم يكن حضورهم في المخيم عابراً، بل كان مؤثراً وفاعلاً.

الرسالة وصلت

وبيَّن زغلول أن أطفالنا التزموا ببرنامج المخيم بشكل كامل، وكانوا فاعلين في النشاطات اليومية من ورشات عمل ورسم وأعمال يدوية وحفلات فنية، كما قام الوفد السوري بزيارة العاصمة مينسك وفيها تعرفوا على الأكاديمية الوطنية للفنون والرقص، وكذلك على الجامعات والمتاحف ودار الأوبرا التي تابعوا فيها عرض “روميو وجولييت” وغيرها من الأماكن المهمة، ونوه إلى أنه رغم عدم دراية مديرية المعاهد والموسيقا بوجود مسابقات ضمن المخيم، إلا أن طلاب المديرية حققوا مراكز أولى في العديد منها، والسبب برأيه التحضير الجيد لهؤلاء الطلاب تحسباً للمشاركة بأي نشاط من النشاطات، فما إن تم الإعلان عن السفر حتى التزموا بتدريباتهم استعدادا لمشاركة تترك أثراً لدى الجميع هناك، وكان زغلول أحد أعضاء لجان التحكيم في مسابقتَي الموسيقا والغناء والمسابقات النهائية، وقد أسعده ما جاء على لسان لجان التحكيم وإدارة المخيم، من أن أطفال سورية يحبون بلدهم  ويسعون لتقديمه بأحسن صورة من خلال إبداعهم ونشاطهم والتزامهم، وكان سعيداً لأن أطفال سورية حققوا مراكز متقدمة في العديد من المسابقات، فكانوا خير سفراء لبلدهم بالصورة الجميلة التي ظهروا بها، وأكد أن الرسالة التي أرادوا إيصالها وصلت بالفعل وبأفضل صورة، وأن النجاح والفوز الذي حققوه هو إهداء لسورية ليثبتوا للجميع أنها بلد ولاّدة، وهي بلد الثقافة والحضارة، ولم يُخفِ زغلول أن هذا النجاح الكبير الذي حققه أطفال سورية إنما يعود لجهود وزارة الثقافة في بناء الطفل السوري من خلال مؤسسات معنية بمواهبه.

أداء رائع

وعن مشاركة معهد أوتار بيّن  مديره الأستاذ أمير قره جولي أن مشاركة الوفد السوري كانت رائعة بسبب الأداء الذي قدمه الطلبة السوريون في جميع المشاركات التي شاركوا فيها، وأشار إلى أهمية هذه المشاركات والمسابقات للتعرّف على مستويات المشاركين من جنسيات مختلفة والاحتكاك بهم لرفع المستوى، وإعطاء الحافز للتمرين أكثر ليحصلوا على نتائج متفوقة أينما وجِدوا، وأكد أن السوريين متميزون دائماً وفي كل المجالات.

حصاد وفير

ستة مراكز أولى كانت من نصيب أطفالنا في ختام مسابقة المواهب الموسيقية في بيلاروسيا، ففي مجال الغناء حصل على المركز الأول الطالب عبد الرحيم الحلبي من معهد صلحي الوادي للموسيقا والطالب يمان قصار من اتحاد  شبيبة الثورة، بعد إعطائه فرصة من قبل لجنة التحكيم للوقوف أمامها مجدداً، وفي مجال الموسيقا حصل على المركز الأول كلٌّ من فرح سليمان بعزفها على آلة الفلوت وماريا شاهين بعزفها على آلة التشيللو من معهد صلحي الوادي، والطالب خالد سنان بعزفه على آلة الغيتار من معهد أوتار للموسيقا، وفي مجال الرقص حصلت مجموعة الرقص الجماعي لمدرسة الباليه التابعة لمديرية المعاهد الموسيقية والباليه على المركز الأول أيضاً، وكان قد تأهل في مجال الغناء في المرحلة الأولى عبد الرحيم الحلبي وياسمين قويدر من معهد صلحي الوادي، ومحمد جنيد من اتحاد شبيبة الثورة، وفي مجال الموسيقا من معهد صلحي الوادي أربعة طلاب هم: سماح أبو راس بعد حصوله على المركز الأول بعزفه على آلة الكمان وفرح سليمان بعد حصولها على المركز الثاني بعزفها على آلة الفلوت، ومياس العيسى بحصولها على المركز الرابع بعزفها على آلة القانون، وماريا شاهين التي حلت بالمركز الرابع بالتزكية بعزفها على آلة التشيللو، كما تأهل في مجال الموسيقا في اليوم الثاني خالد سنان طالب الغيتار في معهد أوتار للموسيقا الذي حلّ بالمركز الأول وفادي سكرية طالب الإيقاع من اتحاد شبيبة الثورة بعد حصوله على المركز الرابع بالمسابقة.

أمينة عباس