مؤتمر ميونيخ.. ألمانيا تنتقد سياسة واشنطن العسكرية لافروف: محاولة الغرب تغيير أنظمة الحكم أدت للفوضى
وجّهت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين انتقادات واضحة للحكومة الأميركية، في افتتاح مؤتمر الأمن في ميونيخ، أمس، مطالبة إدارة دونالد ترامب بمزيد من الدبلوماسية، وقالت: “إنها قلقة من أن بعض الشركاء سيواصلون خفض التمويل الدبلوماسي والتعاون الإنمائي في إشارة إلى الولايات المتحدة”، داعيةً إلى زيادة الاهتمام بإعادة الإعمار والمساعدات التنموية في العالم.
ولفتت فون دير لاين إلى أن الأمريكيين لديهم التزام باهظ التكلفة يتجاوز الأمور العسكرية، مشيرةً إلى ضرورة تعزيز إمكانيات الأمم المتحدة وعدم تقليصها كونها درعاً للنظام الدولي.
ويعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراء تقليص واضح للمخصصات المالية التي تقدمها بلاده للأمم المتحدة، وكذلك الحال بالنسبة للمساعدات التنموية.
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن قلقه إزاء “عدم موثوقية الحكومة الأمريكية في ظل الرئيس الحالي دونالد ترامب”، ودعا الولايات المتحدة إلى تبني نهج جديد للتعامل مع مختلف الملفات الدولية، كما أعلن تأييده تخفيف العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا موضحاً أنه”من غير الواقعي الإصرار على التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك للسلام قبل عرض تخفيف بعض العقوبات عن روسيا”، وأشار إلى وجود بعض الخلافات الأساسية بشأن اقتراح روسيا جلب قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى شرق أوكرانيا، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن هذه الفكرة هي أحد الخيارات الواقعية القليلة لتحقيق بعض التقدم لإنهاء العنف في المنطقة.
وتحاول الولايات المتحدة ومن خلفها حلفاؤها في الاتحاد الأوروبي ممارسة الضغوط على روسيا وفرض عقوبات متكررة ضدها وكان آخرها ما دعي بقائمة الكرملين الأمريكية التي شملت 114 شخصاً بينهم مسؤولون روس ورجال أعمال.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على أساس الحوار والتعاون وفق مبادئ الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن محاولة الغرب تغيير أنظمة الحكم التي لا تنسجم مع سياساته أدت إلى الفوضى وتنامي الإرهاب، وقال خلال المؤتمر: “إن التعاون بين روسيا وأوروبا والولايات المتحدة والصين وغيرها من الأطراف بات ضرورة ملحّة لحل المشاكل المتفاقمة في الشرق الأوسط وتعزيز الأمن والاستقرار العالمي”، وجدّد استعداد بلاده إلى تطوير العلاقة مع الاتحاد الأوروبي على أساس المنفعة المشتركة والحوار المتساوي والمتزن، منتقداً سياسات الإملاء التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي وأضرّت بالعلاقة مع موسكو، وأضاف لافروف: “إن من مصلحة روسيا وجود اتحاد أوروبي قوي من شأنه أن يكون لاعباً ممتازاً في عالم متعدد الأقطاب”.
وشدّد لافروف على ضرورة تنفيذ اتفاقات مينسك لحل الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا، محذراً من مخاطر سعي كييف إلى عسكرة الأزمة والخروج من إطار مجموعة النورماندي.
وافتتحت الدورة الـ54 لمؤتمر ميونيخ للأمن، الجمعة، بحضور عدد من رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية والدفاع وخبراء الشؤون العسكرية والأمنية.