73 طبيباً لمليون مريض.. وقلة المردود والوصمة الاجتماعية يحرجان الطلبة .. الحرب ترفع معدل الإصابة بالاضطرابات النفسية.. والجامعة تدرس إحداث قسم خاص ومستقل
دمشق – فداء شاهين
لم يكُ مستغرباً ذلك الرقم الذي أفصحت عنه وزارة الصحة مؤخراً بأن عدد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية الشديدة يقارب مليون شخص في ظل الأزمة والضغوط النفسية والمعيشية بوجود ملفات اجتماعية واقتصادية تتعلق بذوي الشهداء والمفقودين والمخطوفين والمهجرين…؟.
ولكن الموضوع الأكثر إشكالية وغرابة هو نُدرة الأطباء النفسيين الأخصائيين لعلاج هذه الأمراض النفسية المتعددة والتخفيف عن المرضى. ومع أن الاضطرابات النفسية تلقى المتابعة والاهتمام بالمرضى في دول الجوار، إلا أنه ما زالت توجد حساسية لزيارة الطبيب مع عدم استعداد الطلبة لهذا الاختصاص في هذا المجال.
ويبين رئيس الرابطة السورية للطب النفسي الدكتور مازن حيدر لـ”البعث”: إن الاضطرابات النفسية تتضاعف أثناء الأزمات، في وقت لا توجد فيه إحصائيات دقيقة للمرضى النفسيين حتى الآن، وكنسب عالمية حسب منظمة الصحة العالمية فإن نسبة الاضطرابات النفسية الشديدة تكون 3 و4% فضلاً عن الاضطرابات المتوسطة.
ولم يخفِ حيدر قلة الكادر المؤهل لمعالجة هذه الاضطرابات، إذ لا يوجد سوى 73 طبيباً نفسياً فقط يغطون 10% من الاحتياج، وتكمن المشكلة في عدم الدخول في هذا الاختصاص بسبب قلة المردود والوصمة الاجتماعية وعزوف المرضى عن مراجعة الأطباء النفسيين غير المؤمّنين صحياً في ظل عدم وجود مؤسسات كافية، إضافة إلى أنماط التدريس في الجامعات التي تركز على مرض الفصام فقط.
ويبدي رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد ماهر قباقيبي استعداد الجامعة للموافقة على اقتراح تطوير الاختصاص وتأمين الكوادر، ليبيّن عميد كلية الطب البشري في جامعة دمشق الدكتور نبوغ العوى أنه سيتم إحداث قسم خاص مستقل بالطب النفسي في الكلية، في ظل وجود الكادر التدريسي بعد الحصول على الموافقات اللازمة، علماً أن الاختصاص لم يكن مطلوباً كما يوجد خجل من مراجعة الناس للطبيب النفسي، إلا أنه مع تطور العلوم أصبح الطب النفسي أساساً في ظل الضغوط والمصاعب الحياتية التي يتعرض لها الناس.
وأشارت اختصاصية العلاج النفسي في كلية التربية بجامعة دمشق الدكتورة كارولين محسن لـ”البعث”، إلى ارتفاع نسب العنف القائم على النوع الاجتماعي على مستوى العالم ولا يوجد إحصائية في سورية، وأهم آثاره زيادة نسبة الاكتئاب للأشخاص المعنفين والإدمان على المهدئات والمخدرات والكحول وانخفاض تقدير الذات وكذلك الأعراض الجسدية، وتدني مستوى التعليم وانتشار حالات الانتحار، علماً أنه يجب تكامل جميع الجامعات للتوعية من خلال المحاضرات والمقررات وتغذية الحملات التي تقام في هذا المجال.