أخبارصحيفة البعث

إعادة النظر بالسياسات الاقتصادية أبرز مطالب عمال دمشق.. عزوز: تكريس العمل المؤسساتي لتحقيق النهضة الشاملة

دمشق-بسام عمار:

عقد اتحاد عمال دمشق، أمس، مؤتمره السنوي، تحت شعار “سورية تستحق منا كل الجهد والعرق والعمل ونحن لن نبخل عليها بشيء كما لم يبخل أبطالنا بدمائهم وأرواحهم”، وطالبت المداخلات بضرورة الإسراع بتطبيق مشروع الإصلاح الإداري لما له من دور كبير في مكافحة الفساد، وتطوير الإدارة، واختصار الزمن والجهد، ووضع برنامج إصلاح اقتصادي يشمل جميع قطاعات الاقتصاد الوطني ويعالج المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما مشكلتي الفقر، وإعادة النظر بالسياسة الاقتصادية القائمة واستبدالها بسياسات وإجراءات تتلاءم مع الظروف الحالية، وتقديم الدعم والعون للشركات والمؤسسات العامة وتطويرها والحفاظ عليها، لأنها تشكّل الرافعة الحقيقية للنمو، من خلال استراتيجية واضحة الأهداف والبرامج، ومحددة زمنياً، والإسراع بتأهيل الشركات المتضررة بشكل جزئي، وتفعيل دور المؤسسات الحكومية في مجال التجارة الداخلية والخارجية، ومحاربة حالات الغش والاحتكار وتشديد الرقابة على الأسواق، ودعم وتشجيع الإنتاج الوطني، وحل التشابكات المالية بين جهات القطاع العام، وأن يكون هناك معايير واضحة عند إسناد أي مهمة إدارية، أهمها الخبرة والكفاءة.

وأكد الرفيق شعبان عزوز عضو القيادة القطرية رئيس مكتبي العمال والفلاحين أن انعقاد المؤتمرات النقابية في مواعيدها خير دليل على حيوية هذه المنظمة التي نعتز ونفتخر بها، كونها الرافد الحقيقي لحزب البعث، وخلال مسيرتها المشرفة كان العمال دائماً عند حسن ظن شعبهم وقيادتهم النقابية والسياسية، وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد، وأضاف: ما قدّم اليوم من مداخلات يدل على المستوى العالي والحس الوطني والإدراك الجيد لواقع الاقتصاد الوطني وما يعانيه من ظروف صعبة بسبب الحصار الظالم عليه من قبل الدول الشريكة في الحرب على سورية، وتدمير منشآته وبناه التحتية التي يكلّف إعادة بنائها مئات المليارات من الليرات، مشيراً إلى أن الهدف من التدمير المنهج للبنى التحتية هدفه ضرب مقومات الصمود الوطني وإخضاع إرادتنا السياسية، إلا أنهم فشلوا في تحقيق ذلك، بسبب قوة هذه الإرادة وصمود عمالنا وما قدّموه من تضحيات، حيث قدّمت المنظمة العمالية آلاف الشهداء دفاعاً عن منشآتهم ووطنهم، فكانوا رديفاً حقيقياً للجيش العربي السوري.

وأضاف: إن القطاع العام هو الداعم الأساسي لاستقلالنا الاقتصادي وصمودنا الوطني، وقد قام بهذا الدور على مدى العقود الماضية، وكان في ذروة عطائه رغم الدمار الذي طاله خلال الأعوام الثمانية من الحرب التي نواجهها، الأمر الذي يفرض علينا، منظمة نقابية وحكومة، الإسراع بإعادة تأهيله وتقديم المقترحات التطويرية له.

ودعا الرفيق عزوز إلى تعزيز العلاقة مع الإدارات لخدمة العمال والعمل، وزيادة التواصل مع العمال واللجان النقابية والاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم والمساعدة في حلها، وأن يكون هناك تدقيق في المصطلحات التي يتمّ طرحها لأنه ما طرح قبل الحرب يختلف عمّا يطرح الآن، وتكريس العمل المؤسساتي بهدف تحقيق نهضة اقتصادية شاملة، لافتاً إلى أن مرحلة إعادة الإعمار ستكون بأيد وخبرات وطنية والعمال عمودها الأساسي.

وأكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الرفيق جمال القادري أن لمؤتمر الاتحاد خصوصيته المستمدة من مدينته ومن الموقع المميز له في المنظمة ولما لكوادره من خبرة عالية في العمل النقابي، وما قدّموه من مداخلات وطروحات تؤكد على إدراكهم للمهام الملقاة على عاتقهم تجاه وطنهم، فقد أشارت إلى مختلف جوانب التقصير في عملنا النقابي والأداء الاقتصادي، مبيناً أن التقرير المقّدم تم إعداده بشكل جيد، وهو شامل لعمل الاتحاد، ولفت إلى أن أغلب المداخلات طرحت قضايا تتعلّق بهموم العمال، وفي مقدمتها تحسين الوضع المعيشي لتعزيز مقومات صمود هذه الطبقة، التي تشكل الجيش الخدمي الاقتصادي لسورية في ظل الحرب الاقتصادية التي لا تقل خطورة وشراسة عن الحرب الإرهابية التي تمثّلت في حصار الاقتصاد السوري وفرض العقوبات عليه، مشيراً إلى أن جميع الطروحات محقة وسيتم العمل على بلورتها وطرحها أمام الحكومة لإيجاد الحلول المناسبة لها.

من جانه أوضح رئيس اتحاد عمال دمشق الرفيق حاتم الجغصي أن الاتحاد حرص العام الماضي على تعزيز العمل النقابي، من خلال التواصل الدائم مع اللجان النقابية، وتمّ الاجتماع مع الإدارات والعمال واللجان والاستماع إلى همومهم وظروف عملهم ومتطلباتهم، وتمّ تقديم العديد من المقترحات التي من شأنها تطوير العمل والسير به للأفضل، ومعالجة الصعوبات التي تواجهه.