هيئــــة الإشــــراف علــــى التأميــــن.. بيـــــن هـــــدر الوقــــت وفــــراغ الجعبــــة!
دمشق– ف. شنان
لا نبالغ بتأكيدنا على نمطية تفكير هيئة الإشراف على التأمين في إدارة ندواتها الأسبوعية، إذ يبدو أن الإفلاس المعرفي وفراغ جعبتها من خطط ورؤى استراتيجية لرفع السوية المعرفية والتثقيفية التي اعتمدتها منذ قرابة العام وروجت لها، حداها إلى استجرار ندوات سابقة من العام الماضي بنفس المضمون، في مشهد يوحي أن الغاية هي ملء أجندة أصبحت عبئاً عليها، بدلاً من استثمارها في إطار رفع الوعي التأميني بشكل مدروس على أسس اختيار المضمون والمكان والجمهور المستهدف، علماً أننا أشرنا إلى هذه النقطة أكثر من مرة، فرغم أن الهيئة سبق وأن وعدت بالتوجه إلى الفعاليات الاقتصادية والتعاون معها في إطار توسيع قاعدة المتلقين المستهدفين، فإنها لم تبر بوعدها لأسباب ربما تكون لوجستية.
ومع أن الهدف الأساسي لهذه الندوات هو الترويج للثقافة التأمينية والتعريف بالمنتجات الموجودة في السوق السورية، لزيادة إقبال الأفراد للتعرف إليها والاستفادة منها، وبالتالي تنشيط واقع القطاع التأميني بشكل كامل، والذي يرتب على الهيئة دراسة خياراتها بشكل أفضل لتقديم المعلومة وتشجيع الشركات على التعاون معها في هذا المضمار، إلا أن كوادر شركات التأمين لم توجد بالشكل المطلوب، مما يشي بالمحصلة بوجود خلل أيضاً في إطار التنسيق بين الهيئة وقطاعها.
وقد يكون مفهوم “إعادة التأمين” عنوان ندوة أمس يحمل أهمية خاصة في ظل انتعاش الاقتصاد الوطني وتوجهه باتجاه التعافي، إلا أن عمل شركات إعادة التأمين يرتبط مع عمل شركات التأمين، أي لا يوجد علاقة مباشرة مع الأفراد، بل ما بين شركات التامين وشركات إعادة التأمين فقط، فما الغاية من تخصيص ندوة عامة وشرح العلاقة التعاقدية وآليات عملها لعامة المجتمع..!
لاشك أن الأفضل هو التركيز على حث شركات التأمين لإعادة توثيق وتفعيل العلاقة مع شركات إعادة التأمين العالمية بغية تشجيعها لرفع مقدار التغطية لكل المشاريع الاستثمارية القادمة، وعلىالرغم من تأكيدات بعض المصادر التأمينية أنه لا يزال لدى كل شركة تأمين معيد تأمين خارجي بالإضافة إلى الشركة الوحيدة لإعادة التأمين المحلية وهي الاتحاد العربي، فإن أداء معظم الشركات يبقى أدنى من المأمول منها..!