29 شاحنة من المساعدات لدعم صمودأهالي عفرين في مواجهة العدوان التركي.. لليوم الثالث.. الإرهابيون يمنعون المدنيين من الخروج من الغوطة ويحتجزون العشرات دروعـــاً بشرية في دوما
في انتهاك جديد لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، القاضي بوقف الأعمال القتالية باستثناء تنظيمات “داعش” و”جبهة النصرة” والقاعدة وجميع الجماعات الأخرى والكيانات المرتبطة بها، أصيب مدني بجروح ووقعت أضرار مادية نتيجة اعتداء التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة على أحياء في مدينة دمشق وريفها، فيما واصل إرهابيو “النصرة”، والمجموعات التابعة له، منع، المدنيين الراغبين من الخروج من الغوطة، وذلك لليوم الثالث على التوالي، بغية الاستمرار في احتجازهم واتخاذهم كدروع بشرية.
وفي التفاصيل، بدأت عند الساعة التاسعة صباحاً فترة التهدئة لإفساح المجال للمدنيين الراغبين بالخروج من الغوطة، وذلك بعد منع التنظيمات الإرهابية خلال اليومين الماضيين خروج أي مدني. وكانت وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع الجهات المختصة اتخذت الثلاثاء الاستعدادات اللوجستية لاستقبال المدنيين فور خروجهم من الغوطة ونقلهم إلى مركز الإقامة المؤقتة في الدوير بريف دمشق، المجهّز مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها.
وذكرت مراسلة سانا من مخيم الوافدين أن عدداً من سيارات الإسعاف وسيارات النقل العامة تنتظر منذ الساعة التاسعة صباحاً أمام نقطة العبور المحددة لنقل المواطنين الخارجين من الغوطة إلى مركز الإقامة المؤقتة في الدوير، وأفادت بأن إرهابيي “النصرة” والمجموعات التابعة له ما زالوا يمنعون المدنيين الراغبين من الخروج من الغوطة بغية الاستمرار في احتجازهم واتخاذهم كدروع بشرية. واستهدفت التنظيمات الإرهابية الممر الآمن بعدد من القذائف خلال فترة التهدئة المحددة بين الساعة الـ9 صباحاً والثانية ظهراً، كما اعتدت بـ40 قذيفة على ضاحية الأسد السكنية في حرستا ومدينة جرمانا بريف دمشق، ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات.
وتنتشر في عدد من قرى وبلدات الغوطة مجموعات إرهابية مرتبطة بتنظيم جبهة النصرة تعتدي بالقذائف على الأحياء السكنية في مدينة دمشق وريفها حيث تنفذ وحدات من الجيش عملية عسكرية لاجتثاثها وإعادة الأمن والاستقرار إلى الغوطة.
وفي السياق، أكدت مصادر مطّلعة أنه لا أمل بخروج المدنيين بسبب رصاص القنص من إرهابيي “جيش الإسلام” على المعبر الآمن الذي خصص لخروج المدنيين، وأضافت: إنّ المجموعات الإرهابية ترصد بواسطة القناصة ممرات إجلاء المدنيين لمنعهم من المغادرة، مشيرة إلى أن تعامل الإرهابيين مع الطريق الآمن المؤدي إلى معبر الوافدين يشبه إلى حد كبير ما كان يفعله التكفيريون عند معبر الكاستيلو في حلب، حيث يعملون على استخدام المدنيين كورقة في مناطق تواجدهم.
إلى ذلك، قال الجيش الروسي: إن مدنيين في الغوطة الشرقية قدّموا طلبات إجلاء عديدة، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء نقلاً عن الميجر جنرال الروسي فلاديمير زولوتوخين، الذي أكّد “أنّ المسلحين يواصلون قصف ممر الإجلاء من الغوطة”، فيما ذكرت مصادر أهلية أنّ المجموعات المسلحة تحتجز تجمعاً لعشرات العائلات من أهالي الغوطة الشرقية في سوق الهال بدوما وتمنعهم من الخروج باتجاه الممر الإنساني.
وبحسب الجيش الروسي فإنّ إرهابيين قاموا بقتل 4 مدنيين في الغوطة الشرقية خلال احتجاج لهم للخروج من الغوطة.
يأتي ذلك فيما أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق بأن إرهابيين ينتشرون في الغوطة استهدفوا بأربع قذائف أحياء الشعلان وأبو رمانة والتجارة ما تسبب بوقوع أضرار مادية بالممتلكات، ولفت إلى أن قذيفتي هاون أطلقهما الإرهابيون سقطتا بمنطقة باب السلام في دمشق القديمة ما أدى إلى إصابة مدني بجروح ووقوع أضرار ببعض منازل الأهالي وممتلكاتهم.
وإلى الشمال من مدينة دمشق لفت مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق إلى أن 13 قذيفة أطلقتها المجموعات الإرهابية سقطت في محيط ضاحية الأسد السكنية في حرستا أدت إلى أضرار مادية دون وقوع إصابات بين المدنيين.
كما أصيب 3 مدنيين بجروح جراء استهداف إرهابيي تنظيم جبهة النصرة بقذائف الهاون بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب، وذكرت مصادر أهلية أن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة في بلدة معرتمصرين أطلقوا عدة قذائف هاون على منازل المواطنين في بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين ما تسبب بإصابة طفلين وشابة بجروح ووقوع أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة.
ويعاني أهالي بلدتي كفريا والفوعة جراء حصار إرهابيي “جبهة النصرة” والمجموعات التابعة له للبلدتين منذ أكثر من 3 سنوات، حيث يعد رمي المواد الغذائية والطبية بالمظلات عبر طائرات الشحن السورية الطريقة الوحيدة لإيصال الاحتياجات الأساسية للأهالي، ولا تسلم هذه المظلات من اعتداءات الإرهابيين الذين يحاولون استهدافها بالرشاشات الثقيلة لمنع وصولها.
وفي درعا، أصيبت طفلة بجروح نتيجة اعتداء إرهابيي “النصرة” برصاص القنص على حي المطار، وأفادت مراسلة سانا في درعا بأن إرهابيين يتحصّنون في منطقة درعا البلد استهدفوا بالرصاص منازل الأهالي في حي المطار ما أدى إلى إصابة طفلة بجروح، ولفت مدير مشفى درعا الوطني الدكتور بسام الحريري إلى أن طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات أسعفت إلى المشفى، وهي تعاني إصابة بليغة ناتجة عن طلق ناري، وتمّ اتخاذ التدابير الطبية المناسبة ووضعت تحت المراقبة المستمرة.
وتنتشر في منطقة درعا البلد مجموعات إرهابية من “النصرة” والتنظيمات المنضوية تحت زعامته المرتبطين بكيان العدو الإسرائيلي، وتعتدي على الأحياء السكنية الآمنة بالقذائف ورصاص القنص ما تسبب بارتقاء شهداء وإصابة المئات من الأهالي أغلبهم من الأطفال والنساء.
قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى عفرين
من جهة ثانية وصلت قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى أهالي منطقة عفرين بريف حلب، هي الأولى من نوعها، وذلك بعد أن استهدف العدوان التركي الخميس الماضي قافلة مساعدات في قرية الزيارة قبل دخولها إلى المنطقة، فيما صعّدت قوات النظام التركي ومرتزقته عدوانها المتواصل على المنطقة، عبر استهدافها بمختلف أنواع الأسلحة، وذلك في انتهاك جديد لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401.
ودخلت قافلة المساعدات الإنسانية والإغاثية، والمؤلّفة من 29 شاحنة، عبر معبر الزيارة إلى منطقة عفرين بالريف الشمالي، وذلك بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتضمنت القافلة مواد غذائية وصحية وغيرها من المواد الإغاثية لدعم صمود الأهالي في مواجهة آثار عدوان النظام التركي المتواصل على منطقة عفرين.
وبين مصدر في فرع الهلال الأحمر العربي السوري في حلب أن قافلة المساعدات الإنسانية تكفي لتأمين احتياجات أكثر من 5 آلاف عائلة، وتتضمّن 5500 سلة غذائية و2000 حصة معلبات و1700 سلة صحية و2500 سلة أدوات مطبخية و2500 فرشة اسفنجية و20 ألف حرام، بالإضافة لكميات منوعة من الأدوية والألبسة وخزانات المياه وأقراص تعقيم للمياه وغيرها من المستلزمات، ولفت إلى أن هذه المساعدات الإنسانية ستوزّع على أهالي مدينة عفرين وقراها ومناطقها، بإشراف شعب ونقاط الهلال الأحمر العربي السوري، مبيناً أن الجهود مستمرة لتأمين احتياجات الأهالي وتسيير المزيد من قوافل المساعدات خلال الفترة القادمة، وذلك في إطار الجهود الإنسانية الرامية لمساعدة الأسر المحتاجة.
وكانت مديرية صحة حلب قامت بإيصال شحنة متنوعة من الأدوية لمنطقة عفرين مؤخراً وذلك لتأمين الرعاية الصحية والعلاجية للأهالي الذين يتعرّضون لعدوان تركي منذ الـ20 من شهر شباط الماضي.
وتستهدف قوات النظام التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية بشكل متكرر طريق حلب عفرين في منطقة الزيارة الممر الوحيد إلى عفرين لمنع وصول المساعدات إلى المنطقة، حيث استهدفت بأكثر من 50 قذيفة باصات وسيارات مدنية وشاحنات تحمل مساعدات واسطوانات غاز وصهاريج وقود قرب قرية الزيارة، ما تسبب بتدميرها، واستشهاد أحد المدنيين وإصابة 12 آخرين.
وبالتوازي أفادت مصادر أهلية بأن قوات النظام التركي والمجموعات الإرهابية التابعة له اعتدت بالمدفعية والصواريخ على عدد من القرى في ناحيتي راجو ومعبطلي بمنطقة عفرين ما أسفر عن إلحاق أضرار مادية كبيرة بالمنازل، وأشارت إلى أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً نتيجة العدوان التركي على قرى منطقة عفرين، وعدم تمكن المواطنين من تأمين احتياجاتهم اليومية، والدمار الكبير في البنى التحتية والمرافق العامة.
وتسبب العدوان التركي المتواصل على منطقة عفرين منذ أكثر من40 يوماً باستشهاد وجرح أكثر من 730 مدنياً وتهجير آلاف المدنيين من منازلهم، إضافة إلى توقف التعليم في مئات المدارس، وتدمير البنى التحتية والخدمية، ولا سيما الأفران ومحطات ضخ المياه وتحويل الكهرباء والأماكن الأثرية.