لافروف إلى أفريقيا في جولة تشمل 5 دول بوتين: مستعدّون للتعاون مع جميع الدول لمكافحة الإرهاب
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا مستعدة للتعاون مع جميع الدول في مجال مكافحة الإرهاب وضمان الأمن الدولي، وقال، خلال اجتماع لكادر وكالة الأمن الفيدرالية الروسية بموسكو، أمس: “في مجال مكافحة الإرهاب والتحديات الأخرى للحضارة والأمن الدوليين كانت روسيا دائماً وستكون مفتوحة للتعاون مع حلفائها ومع جميع البلدان الأخرى حتى لو كان لنا مع بعض منها خلاف أو جدل على جدول الأعمال الدولي مهما كان نوعه”.
وأشار الرئيس الروسي إلى ضرورة تعميق التعاون مع وكالات المخابرات الأجنبية، وخاصة مع شركاء روسيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي ودول منظمة شنغهاي، داعياً إلى تطوير قدرات بنك البيانات الدولي الخاص بمكافحة الإرهاب بما يساعد على التحقق بسرعة من الأشخاص المتورطين في الأعمال الإرهابية، ولفت إلى أنه تمّ خلال السنوات الأخيرة تطوير الكثير من قدرات وكالة الأمن الفيدرالية بعدما تلقت أحدث التقنيات وأدوات الاتصال والمعلومات الحديثة والموارد التحليلية وتعزيز قدرات كادرها، مشدداً على ضرورة استخدام هذه القدرات في عملية مكافحة الإرهاب.
وأعرب بوتين عن رضاه لتراجع معدل جرائم الإرهاب في روسيا خلال السنوات الست الأخيرة، مبيناً أنه في عام 2012 كان هناك 316 اعتداء إرهابياً وفي عام 2014 أصبحت 84 وفي العام الماضي انخفضت إلى 25 جريمة إرهابية، وأنه في 2017 تم إحباط 68 جريمة ذات طابع إرهابي، و25 عملية إرهابية.
كما كشف بوتين عن أن أجهزة الأمن الروسية تمكنت من إحباط نشاط 72 من كوادر الاستخبارات الأجنبية و397 من عملاء هذه الاستخبارات خلال 2017، وقال: “يسجل خلال السنوات الأخيرة تنامي نشاط الاستخبارات الأجنبية، التي تعمل في روسيا بشكل حثيث وتستخدم مختلف أساليب العمل الاستخباراتي من خلال العملاء والوسائل التقنية”.
ودعا بوتين جهاز الأمن الفيدرالي إلى مواصلة العمل الفعال في هذا الاتجاه ومنع محاولات الاستخبارات الأجنبية الحصول على أي معلومات حساسة ذات طابع سياسي أو اقتصادي أو تقني أو دفاعي.
وطالب بوتين قيادة جهاز الأمن الفيدرالي بتعزيز التعاون مع الدول الأخرى في مجال محاربة الإرهاب، مؤكداً أن روسيا كانت وستبقى منفتحة على التعاون والعمل المشترك مع حلفائها وغيرهم وكافة الدول الأخرى، رغم وجود بعض الخلافات حول الكثير من القضايا على أجندة العمل الدولي، وأهاب بالأمن الفيدرالي بذل الجهود الفعالة لمحاربة الفساد، لما لذلك من أهمية كبرى بالنسبة للدولة والمجتمع.
في الأثناء، اتّهم سيرغي ريابكوف نائب وزير خارجية روسيا، الولايات المتحدة بأنها أكثر الدول تدخلاً في شؤون بلاده الداخلية، متوقعاً زيادة حدّة المواجهة الإعلامية بين موسكو وواشنطن في الفترة المقبلة، وأضاف: “الولايات المتحدة هي الدولة التي تتدخل أكثر من غيرها في شؤوننا الداخلية وبأشكال مختلفة وعبر قنوات مختلفة، لا بل هي الأكثر إصراراً في محاولات اتهامنا بالتدخل المزعوم في شؤون أمريكا الداخلية”.
ولفت إلى أن محاولات تصوير روسيا على هذا النحو، لا تصدر عن الولايات المتحدة وحدها، إلا أن واشنطن حسب قوله: “تبقى محط اهتمامنا الرئيس، وموضع جهودنا ذات الصلة”.
وأشار ريابكوف إلى أن الصراع في المجال الإعلامي، الذي يمثل خطاً محورياً للمواجهة الروسية الأمريكية سيزداد حدة، وعلينا التعايش مع ذلك في الفترة المقبلة، وأكد ضرورة إيلاء اهتمام خاص للجهود التي يمارسها أعداء روسيا وخصومها من أجل التأثير على الشباب والكيانات الروسية.
يأتي ذلك فيما بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، جولة إفريقية تستغرق 5 أيام يزور خلالها أنغولا وزيمبابوي وموزمبيق وناميبيا وإثيوبيا.
وأكد لافروف، خلال مؤتمر صحفي في لواندا عاصمة أنغولا، أن تقسيم السودان الذي فرضته القوى الخارجية لم يحلّ المشاكل التي يعاني منها هذا البلد، وقال: “حل مشكلات إفريقيا يكون على يد الأفارقة أنفسهم وعلى أساس اتفاقيات يتوصلون إليها دون تدخلات خارجية”، مضيفاً: “إن روسيا متمسكة بمبدأ قضايا إفريقيا حلولها إفريقية”.
وفي مقابلة مع مجلة “هوميز دي أفريكا” الإفريقية، أعلن لافروف أن لدى بلاده شكوكاً في أي مساعٍ ترمي إلى تقييد استخدام حق النقض “فيتو” في مجلس الأمن الدولي، مشدداً على أن الفيتو يشكل الآلية الحاسمة لاتخاذ القرارات المهمة في المجلس.
وقال لافروف: “هناك حاجة لمواصلة الحوار بشأن إجراء إصلاحات في مجلس الأمن ودراسة كل المقترحات دون تسرع ودون محاولة تضييق جدول الأعمال ووضع جداول زمنية ومواعيد نهائية عشوائية”.
وأوضح لافروف أن روسيا تعتبر أن الأمر الأهم هو جعل مجلس الأمن أكثر تمثيلاً للدول لكن دون إلحاق ضرر بفعاليته، حيث ينبغي على عضويته أن تعكس عملية تأسيس وتعزيز نظام عالمي متعدد المراكز.
وأضاف: “لكننا في الوقت عينه مرتابون من فكرة وضع حدود لحقوق استخدام الفيتو ونعتبر حق النقض عنصراً مهماً في اتخاذ القرارات المناسبة في المجلس والدفاع عن حقوق الأقليات”.
إلى ذلك، أعرب لافروف عن تأييد موسكو لتمثيل عادل للدول الإفريقية في مجلس الأمن نظراً لأن القضايا الأفريقية تشكل جزءاً كبيراً من جدول أعمال هذه المنظمة، وعبر عن استعداد موسكو للمساعدة في تحقيق طموحات الدول الأفريقية بهذا الاتجاه، وأشار إلى أن روسيا حافظت على حوار يستند إلى الثقة مع البلدان الإفريقية بشأن هذه القضية في الأمم المتحدة على المستوى الثنائي وعلى وجه الخصوص عندما قام وزير خارجية سيراليون بزيارة إلى موسكو في تموز الماضي بصفة رئيس “لجنة العشرة” في الاتحاد الأفريقي التي تأسست للترويج لمصالح إفريقيا في عميلة توسيع مجلس الأمن.
وكالات