مرحلة جديدة
لم تكن استضافة صالة الجلاء لبطولة نصر سورية للكيك بوكسينغ حدثاً عادياً، بل كانت بمثابة المرحلة الجديدة التي بدأت رياضتنا تعيشها، فرغم أن عدد الدول المشاركة لم يتجاوز الأربع، إلا أن إقامة البطولة وطريقة تنظيمها كانت خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، فصالاتنا وملاعبنا اشتاقت لاحتضان مثل هذه الأحداث، ومع مرور سنوات الأزمة بات نشاطنا الرياضي روتينياً، ولم يتخلله أي جديد، وما عكس مدى التعطش لمثل هذه الأحداث الحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ جنبات الصالة، ولم يهدأ عن التشجيع والمؤازرة ليكمل اللوحة الجميلة التي بدأت بالتنظيم الجيد، ومستوى المشاركين المميز.
وبعيداً عن حسابات الفوز والخسارة، يمكن القول بأن إقامة هذه البطولة من المفترض أن تفتح الباب أمام استضافة مزيد من البطولات، وفي مختلف الألعاب، فما الذي يمنع أن تقام مثل هذه البطولات بمشاركة دول إقليمية، وفي رياضات جماهيرية، وخاصة أن انتصارات الجيش العربي السوري قد أعادت الأمن والأمان لمعظم جغرافيا الوطن، وبالتالي بات من الممكن أن تشهد بعض المحافظات أيضاً مثل هذه البطولات؟!.
على العموم نجاح البطولة هو جزء من المفردات التي يجب أن تكون حاضرة في قادم الأيام، فالتعلق بشماعة الأزمة ووضعها كحجة للتقصير لم يعد ممكناً، فصفحة الماضي الأليم قد تم طيها إلى غير رجعة، وضوء نهاية النفق بدأ في التجلي، ومن لا يقدر من اتحادات الألعاب التعامل مع مرحلة ما بعد الأزمة بكل تفاصيلها، من المفترض أن يخرج من دائرة المسؤولية لمصلحة أشخاص يمتلكون طموح التجربة والنجاح.
رياضتنا بدأت تتلمس طريق العودة التي يجب أن تقترن بجهود جدية لرفع الحظر عن ملاعبنا وصالاتنا التي تنتظر أن تحتضن مباريات منتخباتنا وأنديتنا، وتعود الحياة إلى مدرجاتها بعد غياب طويل.
مؤيد البش