صريحة شاهين: الفنانة وأم الشهيد في امرأة واحدة
يتجسّد الوطن لدى المرأة السورية بأشكال جميلة ومختلفة، فنراه لوحة فنية لدى المرأة الفنانة، ويظهر كأغنية لدى المرأة الموسيقية ويكون هو “الابن” لدى المرأة الأم، وتقدّم المرأة في كل الأحوال أغلى ما تملك فداءً لوطنها، فهي القادرة على العطاء وعلى تحدي الحياة، وكم سيكون عطاؤها جميلاً وفياضاً إذا اجتمعت الفنانة المبدعة وأم الشهيد في امرأة واحدة، وهي الفنانة التشكيلية صريحة شاهين التي قدمت فلذة كبدها فداء لوطنها الحبيب سورية، ولم تكتفِ بهذا العطاء الذي لا يوازيه أي شيء في الوجود، بل إنها استمرت بحمل ريشتها لتقاوم بها وترسم بألوان محبتها وتشبثها بأرضها السورية، لتخلق لنا لوحات تضج بالعنفوان والتضحية والصمود.
ومؤخراً شاركت الفنانة صريحة في معرض “امرأة ووطن” لمجموعة فنانات من سورية، والذي جاء احتفاءً بيوم المرأة العالمي والمقام حالياً في صالة “ألف نون”. وعن مشاركتها هذه أوضحت: المعرض هو تحية للمرأة بيومها العالمي بشكل عام، وتحية خاصة للمرأة السورية ولأمهات الشهداء اللواتي ضحين بفلذة كبدهن، وبالطبع هو تحية لجميع شهداء الوطن، مضيفة: لقد لملمت جرحي باعتباري أم شهيد لأن الوطن غالٍ ويستحق التضحية، وأردت أن أعبّر بفني ولوحاتي عن عظمة المرأة السورية وقدرتها على الصمود.
“سورية” هي إحدى اللوحتين التي شاركت بهما أم الشهيد في معرض “امرأة ووطن”، حيث قالت: اللوحة التي سمّيتها “سورية” جسّدت فيها المرأة كدلالة وتعبير عن الوطن، ورسمتها كشجرة جذورها متشبثة بالأرض لأقول من خلالها إن المرأة السورية متمسّكة بوطنها وبمحبتها وبصمودها، وهي لن تكفّ عن تضحياتها كرمى لوطنها، وكذلك لن تكفّ عن انتظارها لعودة الغائبين وستدعو أبناءها على الدوام لمحبة الوطن والدفاع عنه. وترى صريحة أن المرأة السورية هي الرقم الصعب، وقد كانت حاضرة بقوة وأثبتت جدارتها في الساحة التشكيلية وفي مختلف ساحات الوطن، حتى أنها لم تتوانَ عن حمل السلاح ووقفت جنباً إلى جنب مع الرجل في كل جوانب الحياة.
لوردا فوزي