الشهادة وحديث الروح… في لوحة “ارتقاء” لنهى جبارة
تأخذنا لوحة “ارتقاء” للفنانة التشكيلية نهى جبارة إلى عوالم من السمو والرفعة كيف لا؟ وموضوعها الأساسي هو الشهيد أنبل بني البشر الذي قدم حياته فداء لتراب وطنه فارتقت روحه نحو العُلا وارتقت معه أجمل المعاني وأنبلها مرتبة نحو السماء، وعن لوحة “ارتقاء” تقول الفنانة جبارة لـ”البعث”: تحدثت من خلالها عن أرواح شهدائنا التي ارتقت نحو السماء، أرواحهم التي تحيط بنا تحدثنا حديث الروح وأنا أراهم في سماء الوطن يطيرون كحمام أبيض، ويشعون كنور الشمس التي ستشرق نصراً وسلاماً يعم وطننا الحبيب سورية، مضيفة: اللوحة أكريليك على القماش وهي قياس 100/120 وقد استخدمت اللون الكحلي لأعبر عن الظلام الذي حل بالوطن ولكن شهداءنا بفضل تضحياتهم أناروا بأرواحهم الظلمة وأزاحوها، ومازال سرب أرواحهم في ازدياد إلى أن ترفع بيارق النصر والنور، و”ارتقاء” هي اللوحة الوحيدة بين أعمالي التي تتحدث عن الشهادة ولكني عادة أركز على تأثير الأزمة وما حل بنا من ألم وحزن، وقد شاركت بها مع مجموعة لوحات ضمن معرضي الفردي في دار الأوبرا “بقايا فرح”، وكذلك قدمتها في معرض جماعي عن شهداء قوى الأمن الداخلي، موضحة: أنا أقدس الشهادة في سبيل الوطن وأعتبرها أعلى مرتبة يمكن لإنسان بلوغها، ولذلك عندما نسمع كل يوم بارتقاء شهداء من كافة الأعمار “أطفال، نساء، شيوخ” إلى جانب شبابنا الجنود المدافعين على خط النار هذا يترك أثراً بالغاً في نفسنا ويدفعنا للتعبير عما يجول بداخلنا لذلك ننقل ما نشعر به من خلال أعمالنا، ولاسيما أن الفنان يعتبر هو الموثق الأول للأحداث التي يمر بها، خاصة عندما تكون الأحداث المحيطة به بحجم الوطن.
وترى الفنانة جبارة التي شاركت مؤخراً في “المعرض الاستعادي الثاني لفنانات سوريات” أنه لا يمكن الفصل في الفن بين الرجل والمرأة فهل يستطيع المتلقي إذا رأى لوحة أن يميز إن كان الذي رسمها رجل أو امرأة، وتقول: الفن لا يعترف بهذه الفروق مع أن بعض النساء تغرق بالزخرفة والمنمنمات وكأنها تقوم بالتطريز، وهذا شيء يصعب على الرجل عمله.
لوردا فوزي