مستوى راق
اختتمت يوم أمس في العاصمة اللبنانية بيروت منافسات النسخة الثامنة عشرة من بطولة غرب آسيا بكرة السلة للأندية، والتي شارك فيها ممثّلنا فريق الجيش الذي لعب أمس آخر مبارياته مع فريق رام الله الفلسطيني.
الجيش خسر مباراته الأولى أمام الرياضي اللبناني بطل النسخة الماضية، وأمام بتروشيمي الإيراني بصعوبة، وبعيداً عن الخسارتين فإن الجيش قدم أداء عالياً، وأثبت أن أنديتنا قادرة على منافسة نظيرتها من دول غرب آسيا إذا ما توفرت لها الفرص المناسبة للمشاركات الخارجية، فالجيش غير الصورة التي ظهر عليها أمام الرياضي، والتي اعتبرت المباراة الرسمية الأولى له منذ فترة طويلة، وعليه لم يقدم الفريق المستوى الذي يليق به، لكنه أمام بتروشيمي محا تلك الصورة المتواضعة، وقدم مباراة للذكرى أمام أفضل فريق بآسيا، لاسيما أنه ضم بصفوفه ستة لاعبين من منتخب إيران، ولاعبين محترفين، في حين لم يضم الجيش سوى لاعبينا المحليين، ولولا غياب طارق الجابي (بسبب الإصابة) لربما حقق الفريق فوزاً تاريخياً، لكن فارق الخبرة هو الذي حسم اللقاء لمصلحة الفريق الإيراني.
ما قدمه لاعبو الجيش دليل على أن سلتنا تزخر بالكثير من اللاعبين القادرين على تقديم مستوى يليق بها، وأن سلتنا لاتزال ولادة، لكنها بحاجة لمن يعرف كيف يقودها عن قرب ولا يتحكم بها من وراء الطاولات، فما قدمه رامي مرجانة، وطارق الجابي، ومحي الدين قصبللي، وخليل خوري، من أداء جيد دليل على كلامنا هذا، فاللاعبون الثلاثة لم يرض بهم مدرب منتخبنا الوطني الصربي فيسلين ماتيتش الذي استبعد قبل المباريات السابقة لمنتخبنا بتصفيات كأس العالم (المرجانة والقصبللي) بحجة أن مستواهم لا يتوافق مع أسلوب لعب المنتخب، وفي الوقت نفسه لم يمنح الفرصة للجابي للمشاركة مع المنتخب، واستعان بدلاً عنهم بلاعبين أقل مستوى منهم، ولم يلتزموا مع المنتخب بالتدريبات بشكل جدي، ويبدو أن ماتيتش لديه خبراء من خارج كادر المنتخب يضعون التشكيلة التي لعب بها منتخبنا، والجميع من متابعي سلتنا يعرفون من يضع التشكيلة، وفهمكم كاف!!.
ما نتمناه أخيراً أن يعي القائمون على سلتنا أن اللعبة بحاجة ماسة لانطلاق مباريات الدوري بشكله القديم، فهو الوحيد والكفيل ببقاء اللاعبين “بالفورمة”، فمن غير المقبول أن الدوري بكافة دول المنطقة قد شارف على نهايته، في حين أن الدوري عندنا لم ينطلق بعد، والواجب أيضاً أن تتم مساعدة أنديتنا على المشاركة بكافة البطولات الخارجية كي تبقى على مسافة قريبة مع بقية الدول، فما قدّمه الجيش دليل على أنه لا مستحيل في كرة السلة أمام إرادة اللاعبين، فكان الفريق منظماً دفاعاً وهجوماً، ولم يكن لقمة سائغة رغم افتقاده للاعب المحترف الأجنبي، وكانت خطوط الاتصال مع مدربهم في أوجها.
عماد درويش