رفع مصبات الصرف الصحي عن نبع عنبورة يوقف تلوث مياه الشرب
حماة – محمد فرحة
كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث حول تلوث مياه الشرب في عدة قرى في ريف مصياف جراء صبيب الصرف الصحي بجوار نبع عنبورة المغذي لمياه الشرب لهذه التجمعات على الرغم من مطالبة المؤسسة العامة لمياه الشرب بذلك منذ عدة أشهر؛ ما دفع محافظ حماة لتكليف فريق عمل من الصحة والمياه والصرف الصحي للكشف والبحث عن الحلول والأسباب، فما الأسباب؟ وماذا كانت المشاهدات والمقترحات؟
في المذكرة التي زودتنا بها مؤسسة مياه الشرب والتي جاءت لتوضيح ملابسات التلوث على أرض الواقع فليس من العدل بمكان أن يتعرض بئر خاص للتلوث من جراء الجور الفنية للصرف الصحي ويتم إلصاق التهمة بمؤسسة المياه، وهذا ما جاء في المذكرة، موضحة أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذا التلوث الجرثومي فقط هو الصرف الصحي لبلدة الحريف الذي يصب بالقرب من نبع عنبورة الذي يغذي هذه التجمعات السكانية في كل من قيرون وعنبورة وطير جملة وغيرها. وفي التفاصيل الأخرى تشير المذكرة التي أعدها الفريق الفني الذي شكله المحافظ والمؤلف من الصحة والصرف الصحي والمياه إلى أنه قد وضع الكرة في ملعب الصرف الصحي، فهو المعني برفع التلوث عن نبع عنبورة وإقامة الخطوط الإقليمية للمنصرفات الصحية وصولاً إلى مجراها البعيد ألا وهو موقع محطة المعالجة التي يجري العمل فيها الآن، والمسألة ليست كيمياء؛ فهذا هو السبب وهذا هو الحل.
المؤسسة العامة لمياه الشرب تقول إنها تقوم بتعقيم المياه في مجمع النبع المذكور وعلى خط الضخ بشكل دائم، ولا يمكن الضخ ما لم يكن هناك تعقيم، وقد كثفت ذلك في الآونة الأخيرة بالتعاون مع مديرية صحة حماة من عمليات المراقبة بعد ظهور حالات التهاب الكبد، في الوقت الذي أظهرت فيه العينات المقطوفة صلاحية المياه من الناحيتين الكيميائية والجرثومية، وقد تم مناقشة نتائج التحليل بشكل جيد وفعال من قبل الصحة.
وفي المقلب الثاني قام فريق العمل – والكلام ما زال لمؤسسة المياه – بزيارة العديد من المدارس المجاورة للنبع للتأكد من سلامة ونظافة خزانات المياه المستعملة، فكثيراً ما كانت غير نظيفة وترمى فيها مخلفات، وخاصة إن كانت غير محكمة الإغلاق، مشددة على تأمين الكلور إلى جميع أنحاء الشبكة في القرى المستهدفة والمعنية بالمشكلة؛ ما يدل على سلامة المياه وصلاحيتها للشرب في المدارس فيزيوكيميائياً وجرثومياً.
إلى ذلك أكد الحضور ضرورة أن يقوم رئيس بلدية الحريف بإبلاغ الأهالي لتعقيم المياه في الآبار الخاصة بمنازلهم وعدم استخدامها للشرب إلا بعد التأكد من عملية التعقيم وفقاً للمقاييس الفنية الصحية، ومعالجة الجور الفنية للصرف الصحي. إلا أن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو أين كانت الجهات المعنية من كل ذلك منذ عشرات السنين حيث كانت منصرفات الصرف الصحي لبلدة الحريف وحيالين تلوث مجرى وموقع نبع عنبورة..؟
ولماذا لم تدرجه الشركة العامة للصرف الصحي في أولوياتها مادام هناك تلوث لمياه الشرب منذ سنوات وليست وليدة اليوم، لكن درجت العادة أن يقذف كل منهم التهمة باتجاه الآخر لكون ذلك من أسهل الأمور، ما دفع بمدير عام مؤسسة المياه الدكتور مطيع عبشي إلى رفع كتاب للمحافظ منذ مطلع شهر شباط الماضي يرجو فيه مخاطبة بلدية الحريف لرفع الصرف الصحي عن النبع الذي يغذي هذه التجمعات السكانية وتخليصها من مسالة التلوث، في حين يتساءل الأهالي لماذا لم يطرح الموضوع أمام الوفد الحكومي الذي زار مدينة مصياف أربع مرات، منها اثنتان بحضور رئيس الحكومة..؟