“ساعات تمحو الأيام”
“أي كنوز الأرض هذه تعادل حبك أمي/ وأنت أم كل الدنيا والحسن/ فأي عطر مصنوع هذا ينافس رائحتك/وأنت كل الرياحين/وأي كلمة شكر هذه تنصفك وأنت كل الامتنان/لقد حملتني في أحشائك صبراً تسعة شهور/وأهديتيني عمرك وطناً من الدفء والأمان/وارتديت البرد والصقيع سنين تخفين شكوى الحرمان/سهرت الليالي تكابدين الفقر وعدو الزمان/فشبعت من جوعك وارتويت من عطشك كصحارى وأطعمتني كالعصفور من تعبك شهدا/فأنام أنا وتبقين كشمعة تنير ظلمتي/كل عام وأنت ست الحبايب”.
أهدى الكاتب الشاب محمود الأرمنازي هذه الكلمات لجميع الأمهات في سورية، وهو صاحب الفيلم القصير “ساعات بتمحي الأيام” الذي يتناول الواقع الأليم لأطفال سورية، والذي تم إطلاقه بمناسبة عيد الأم وفي حديثه مع “البعث” قال عن الفيلم أنه رسالة وطنية تمس الأطفال الذين ليس لهم ذنب بكل ما يحدث.
يحكي الفيلم قصة طفلة تمشي في الشوارع، وبالصدفة رأت ساعة والدتها على الأرض ركضت نحوها وحملتها، وفي ذات الوقت جاء رجل كبير في العمر ليسألها عن أهلها لترد الطفلة بدموعها، ومن ثم بدأت بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء فعاد وسألها لماذا تعيدي عقارب الساعة، وترد الطفلة بالقول: “بلكي بيرجعوا أهلي ودنيتي”، ويجيب الرجل: يا ابنتي لو نستطيع إعادة الزمن لكنا أعدنا حياة طفولتنا، فترد الفتاة الصغيرة: يجب أن تمشي الساعة ومكتوب علينا أن نمشي معها بمعنى أن حياتنا ذهبت وطفولتي راحت وأهلي ماتوا ويجب أن أكون معهم الآن، ولكن لماذا تركوني فأنا خائفة جداً ياعمو، فأجاب الرجل: تعالي يا ابنتي وعيشي معنا فنحن نعيش في خيمة بإحدى الحدائق مع أولادي وزوجتي وسأكون لك مثل أباك وأصبحت الخيمة بيت الطفلة وهو مليء بالدفء والحنان.
جمان بركات