الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

حكاية أغنية “ست الحبايب”

قد تبدو القصة غريبة لمشوار تأليفها وتلحينها وغنائها، كتابتها لم تستغرق أكثر من خمس دقائق ففي بداية الستينيات من القرن الماضي وفي عيد الأم في مصر ذهب الشاعر الغنائي حسين السيد لزيارة أمه في ليلة عيد الأم وكانت تسكن في أحد الأحياء الشعبية في الطابق السادس، وبعدما صعد الدرج ووصل شقة والدته اكتشف أنه نسي شراء هدية لها بهذه المناسبة وكان من الصعب عليه النزول والعودة مرة أخرى، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلماً وورقة وبدأ يكتب هذه الكلمات ليهديها إلى أمه في عيدها، وقد كتبها بشكل تلقائي ثم طرق باب الشقة وفتحت له والدته وبدأ يسمعها كلمات الأغنية ففرحت بها جداً، ثم وعدها بأنها ستسمعها في اليوم التالي في الإذاعة المصرية بصوت غنائي جميل، وقال السيد هذا بشكل عفوي دون أن يعرف كيف سيفي بهذا الوعد.

اتصل السيد بالموسيقار محمد عبد الوهاب وأعطاه كلمات الأغنية على الهاتف فأعجب كثيراً بكلماتها، وقام بتلحينها في بضع دقائق ثم اتصل بالمطربة فايزة أحمد لتحضر لعنده وأسمعها الأغنية وتدربت عليها وحفظتها، وفى صباح يوم 21 آذار الذي يصادف ذكرى عيد الأم غناها محمد عبد الوهاب على العود فقط في الإذاعة، ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها في الإذاعة بالتوزيع الموسيقي، وبذلك وفى حسين السيد وعده لوالدته، وربما هذه العفوية والصدق الذي يملأ الأغنية هو سر نجاحها لأكثر من 50 عاماً والتي تحتفل بيوبيلها الذهبي هذا العام كأهم أغاني عيد الأم على الإطلاق.

“ست الحبايب ياحبيبة يا أغلى من روحي ودمي/ياحنينة وكلك طيبة يارب يخليكي ياأمي/يارب يخليكي ياأمي ياست الحبايب ياحبيبة/زمان سهرتي وتعبتي وشيلتي من عمري ليالي/ولسة برضو دلوقتي بتحملي الهم بدالي/أنام وتسهري وتباتي تفكري/وتصحي من الأذان وتيجي تشقري/يا رب يخليكي ياأمي ياست الحبايب يا حبيبة/تعيشي ليا ياحبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكي/دا أنا روحي من روحك أنتي وعايشة من سر دعاكي/بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة/وتحسي بيشكوتي من قبل ما أحسها/يارب يخليكي ياأمي ياست الحبايب ياحبيبة/لو عشت طول عمري أوفي جمايلك الغالية عليا/أجيب منين عمر يكفي ولاقي فين أغلى هدية/نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي/لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي/يارب يخليكي ياأمي ياست الحبايب ياحبيبة/وحبيبة”.