الصفحة الاولىصحيفة البعث

هزيمة سياسية لواشنطن وباريس ولندن إلغاء جلسة لمجلس الأمن حول سورية لعدم ميثاقيتها

في رسالة سياسية مهمة، ألغى مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة حول حقوق الإنسان في سورية، نتيجة اعتراض روسيا والصين وكازاخستان وبوليفيا على عدم ميثاقية عقد الجلسة، في حين امتنعت ساحل العاج وغينيا الاستوائية وأثيوبيا عن التصويت.

وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري، أن إلغاء الجلسة يدلّ على وعي أغلب الدول الأعضاء، لأن مناقشة هذا الأمر ليس من ولاية المجلس، وأضاف: “إن ما حصل اليوم مهم جداً من الناحية السياسية، لأن مجلس الأمن ظهر بمظهر المنقسم على نفسه سياسياً، وليس إجرائياً حول الملف السوري”، مبيناً أن احدى النقاط المهمة أيضاً لفشل عقد الجلسة هو أن ولاية مجلس الأمن لا تخوّله النظر بقضايا حقوق الإنسان، وهذا الأمر من اختصاص مجلس حقوق الإنسان في جنيف.

وأضاف الجعفري: “إن محاولة عقد جلسة لمجلس الأمن محاولة رخيصة وخطأ استراتيجي كبير وقعت به الدول الغربية، لأنها أظهرت ضعف حساباتهم كدول دائمة في مجلس الأمن، وشكّلت هزيمة لثلاث دول مجتمعة هي أمريكا وبريطانيا وفرنسا.

ولفت الجعفري الى أن الوفود الغربية تحاول عقد أكبر عدد ممكن من الاجتماعات حول سورية بهدف ممارسة الابتزاز السياسي على الحكومة السورية وأصدقائها في مجلس الأمن، وأضاف: هذا ما شاهدناه في الفترة الماضية من طلبها عقد جلسات بشأن استخدام المواد الكيميائية وبشأن الغوطة الشرقية وحقوق الإنسان واللاجئين، ما يعكس حالة الاستثمار المبتذل والرخيص لآليات مجلس الأمن لممارسة الضغوط على سورية وأصدقائها والتشهير بهم من خلال ادعائها بأنهم هم من يمنعون المجلس من اتخاذ عمل ضد الحكومة السورية، وأكد أن الدول الغربية باتت يائسة من محاولاتها لاستخدام آليات مجلس الأمن في ظل وجود أصدقاء لسورية ثقيلي الوزن بالمجلس يدركون تماماً ماذا يجري في الأجندات الخفية للدول الغربية، وأوضح أن الجلسة كان هدفها استثمار وجود ما يسمى المفوض السامي لحقوق الإنسان المعروف بأجندات معادية لسورية.

وكان رئيس المجلس، السفير الهولندي كيفن أوستروم، اضطّر إلى اللجوء للتصويت بعد إعلان نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، اعتراضه على عقد الجلسة. وقال الدبلوماسي الروسي، في بداية الجلسة، إن “بلاده تعترض على عقد هذا الجلسة التي لا مبرّر لها، لأن مجلس الأمن لا يمثّل الجهة المختصة لمناقشة مثل هذه الموضوعات”، وطالب من رئيس مجلس الأمن التصويت على عقد الاجتماع قبل المضي قدماً في عقد الجلسة، ولفت إلى أن وجود مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في نيويورك ليس سبباً مقنعاً لتبرير تقديم إحاطة حول حقوق الإنسان أمام المجلس، مبيناً في الوقت ذاته أن الاجتماع لم يكن مخططاً له، ولم تتمّ الموافقة عليه على جدول أعمال المجلس لهذا الشهر، وأشار إلى أن الحديث عن حقوق الإنسان في سورية لا يتطرّق الى الإرهابيين، الذى يحصلون على الدعم العلني، ويرهبون المواطنين السوريين لسنوات كثيرة، بل يبدو أن هناك إشارة إلى الحكومة السورية، وهو ما يؤكّد مخاوفنا بشأن الطابع المسيّس لهذه المبادرة، التى لا علاقة لها اطلاقاً بالسوريين.

وانضم نائب السفير الصيني لنظيره الروسي، وقال خلال الجلسة: “دفع مجلس الأمن لمناقشة ملف مثل حقوق الإنسان سيؤدي إلى تهميش الأجهزة الأخرى المختصة بالموضوع، ولذلك نحن نعارض عقد الاجتماع”، وأشار إلى أن الدور الرئيسي لمجلس الأمن هو صون السلم والأمن الدوليين، وليس النظر في قضايا حقوق الإنسان، ومناقشة مثل هذه القضايا لن تساعد في التوصل إلى حل في هذه الأزمة.

واستجابة للطلب الروسي طرح رئيس مجلس الأمن على ممثلي الدول الأعضاء الموافقة أو عدم الموافقة على عقد الجلسة، وصوّتت 8 دول لصالح عقد الجلسة، فيما اعترضت 4 دول “بينهما روسيا والصين وهما ممن لهما حق الفيتو”، وامتنعت 3 أخرى عن التصويت.

مهرجان في حيفا

من  جهة ثانية أقامت اللجنة الشعبية الفلسطينية للتضامن مع سورية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 مهرجاناً تحت شعار “نعم لتوحيد القوى والجبهات في المعركة ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية”، وذلك على مسرح الميدان بمدينة حيفا في فلسطين المحتلة.

وشارك في المهرجان قيادات سياسية ودينية فلسطينية في الجليل والكرمل والقدس المحتلة ووفد من أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل.

حيث أكدوا أن الغاية من المؤامرة هي النيل من سورية المقاومة والممانعة وتصفية كل من يعارض المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.‏

وفي رسالة صوتية بعث بها إلى المشاركين في المهرجان أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن سورية رغم الحرب الإرهابية التي تتعرّض لها لم ولن تفقد البوصلة ولن تتراجع عن موقفها الثابت حيال القضية الفلسطينية والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ولن تدخر جهداً في الدفاع عن حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح الجعفري أن أحد أهم أسباب استهداف سورية هو ثنيها عن نهجها الرافض للاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية ورفضها التخلي عن أي ذرة تراب من فلسطين والجولان السوري المحتل، وأشار إلى العلاقات والترابط الوثيق بين الكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة فصل القوات بالجولان العربي السوري المحتل وقيامه بتقديم العلاج للإرهابيين المصابين في مشافيه على نفقة النظامين القطري والسعودي، مضيفاً: إن هذا الأمر موثّق بالتقارير الخاصة بـ “الأندوف”، وبعدسة المناضل صدقي المقت الذي فضح تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع الإرهابيين في الجولان السوري المحتل، وذلك بالصوت والصورة.

ولفت الدكتور الجعفري إلى أن سورية مستهدفة أيضاً بسبب دعمها للمقاومة ورفضها المساومة على الحقوق العربية ومناهضتها للمشاريع الغربية في المنطقة، وأضاف: “في كل لقاءاتنا السياسية كانوا يعرضون علينا التخلي عن القضية الفلسطينية والمقاومة مقابل مغريات سياسية واقتصادية ولكننا رفضنا ذلك، فليس من عادتنا المساومة على الحقوق والمبادئ، وحتى لو تخلى كل العرب عن القضية الفلسطينية فإن سورية لن تفعل، وستبقى فلسطين هي قلب سورية النابض، كما أن سورية هي قلب الوطن العربي النابض”.

من جانبه أشار المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إلى أن الهدف من مشاركته في المهرجان التضامني تجديد التأكيد على الوقوف إلى جانب سورية إلى أقصى درجات التضامن بمواجهة المؤامرة الخطرة التي تتعرض لها.

بدوره أوضح المحامي سعيد نفاع رئيس لجنة التواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 أن المهرجان التضامني مع سورية هو أقل ما يمكن تقديمه من الفلسطينيين لسورية وشعبها وقيادتها، مؤكداً أن سورية هي الداعم الأساس للقضية الفلسطينية وهي تدفع اليوم ثمن موقفها هذا.‏

كما ركزت كلمات المشاركين في اللقاء على أهمية تقديم الدعم لسورية شعباً وجيشاً وقيادة وطنية، ولمحور المقاومة والشعب اليمني الشقيق في التصدي للعدوان السعودي الإمبريالي الغاشم، مؤكدين أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين إلى الأبد، ويجب التصدي لما يسمى “صفقة القرن”، إلى جانب التمسّك بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة.