عصابات أردوغان تنهب عفرين بعد احتلالها الخارجية: عمل غير مشروع وجريمة ضد الإنسانية
تفضح الصور القادمة من عفرين بعد احتلال من قبل عصابات أردوغان بشكل لا يدع مجالاً للشك بأن المدينة أصبحت تحت سطوة إرهاب حاول النظام التركي أن يضفي عليه صفة الاعتدال لكن مشاهد القتل والنهب والتشريد تؤكد أن المدينة تم تسليمها إلى تنظيمات لا تقل إجراماً عن “داعش” و”النصرة” وهذا ليس بغريب على تركيا التي شكلت رأس الحربة في دعم وتمويل جماعات إرهابية منذ سبع سنوات على الأراضي السورية. في وقت أمنت محافظة الحسكة مراكز الإيواء والمستلزمات الضرورية لعشرات الأسر الهاربة من عفرين.
وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أن احتلال قوات النظام التركي لمدينة عفرين عمل غير مشروع يتناقض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مطالبة القوات الغازية بالانسحاب فوراً من الأراضي السورية التي احتلتها.
وفيما شددت مصر على أن الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية غير مقبولة وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فيها، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإتاحة مجال أكبر أمامها للوصول إلى المدنيين في عفرين في ظل استمرار العدوان الذي يشنه النظام التركي على المنطقة.
……………
وفي التفاصيل، قالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي: إن رئيس النظام التركي أعلن بتاريخ 18 آذار 2018 سيطرة قواته الغازية على مدينة عفرين السورية وذلك بعد عدوان استمر طوال الشهرين الماضيين وقد كانت نتيجة هذا العمل غير المشروع والذي يتناقض مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي مقتل وجرح الآلاف من المواطنين في مدينة عفرين ومحيطها كما أدى هذا الفعل الإجرامي إلى نزوح عشرات الآلاف من السوريين الذين عانوا من ويلات التشرد والحرمان من الخدمات الأساسية.
وأضافت الوزارة وفي إطار الجرائم التي ارتكبتها قوات الجيش التركي بما في ذلك سياسة التطهير العرقي فقد تم نهب ممتلكات المواطنين وتدمير منازلهم وتوقيف الكثير منهم في أماكن اعتقال تتناقض أوضاعها مع القانون الدولي الإنساني وبما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأشارت إلى أن جميع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي أكدت ضرورة الحفاظ على وحدة أرض وشعب سورية واحترام سيادتها إلا أن نظام أردوغان لم يكتف بانتهاك أبسط قواعد حسن الجوار وحقوق الإنسان بل أنه يهدد بكل صلف باحتلال مزيد من الأراضي السورية في محافظات حلب والرقة والحسكة.
وأوضحت الوزارة أنه لا يمكن الفصل بين هذه السياسات والعدوان المستمر الذي تقوم به الولايات المتحدة وتحالفها غير المشروع على سيادة سورية ووحدة أرضها وشعبها.
وقالت الوزارة: في الوقت الذين تدين فيه الجمهورية العربية السورية هذا الاحتلال التركي وما يقترفه من جرائم وتطالب القوات التركية الغازية بالانسحاب فوراً من الأراضي السورية التي احتلتها فإنها تتوجه مرة أخرى إلى مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته في وقف هذه الاعتداءات والعمل على انسحاب القوات التركية الفوري من الأراضي السورية وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المواطنين السوريين الذين كانوا ضحية لهذه السياسات العدوانية التركية.
وختمت الوزارة رسالتيها بالقول: إن هذه الممارسات والاعتداءات التركية لا تهدد حياة المدنيين ووحدة أرض وشعب سورية فحسب بل تطيل أمد الحرب على سورية خدمة للإرهاب وداعميه وتهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
كما أدانت جمهورية مصر العربية احتلال قوات النظام التركي لمدينة عفرين وما رافقه من انتهاكات بحق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: إن الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية غير مقبولة وتزيد من تعقيد المشهد السياسي باعتبارها تقوض جهود التسوية السياسية القائمة وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية. وجددت الخارجية المصرية التأكيد على استمرار الموقف المصري الداعم للحل السياسي في سورية بما يحفظ كيان ووحدة الدولة ومؤسساتها ويلبي طموحات الشعب السوري الشقيق، داعية جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الاضطلاع بدورها لضمان الالتزام بدعم المسار السياسي لتسوية الأزمة ومنع المزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية والإنسانية.
في الأثناء قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير للصحفيين أمس في جنيف: إن مصداقية الهلال الأحمر التركي الذي يعمل في عفرين أقرب إلى الصفر وسط السكان المدنيين في عفرين، مضيفاً: إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تساعد البعض من آلاف النازحين المدنيين الذين فروا إلى قرى ريف حلب ولكنها بحاجة للوصول بشكل منتظم إلى عفرين كونه من حق المدنيين الحصول على مساعدات.
وفي سياق متصل وصل إلى مدينة الحسكة العشرات من أهالي مدينة عفرين هرباً من إرهاب قوات النظام التركي ومرتزقته التي احتلت أول أمس المدينة وقامت بأعمال سلب ونهب للمنازل والمنشآت العامة.
وأكد مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة الحسكة عصام الحسين في أن عشرات المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء وصلوا إلى الحسكة حيث تم استقبالهم وتأمين إقامة مؤقتة لهم في قرية تل نصري بريف مدينة الحسكة الغربي، ولفت إلى أن المديرية بالتعاون مع الجمعية الآشورية الخيرية قدمت للوافدين الخدمات الإسعافية والصحية ومعونات غذائية وإغاثية، مؤكداً أنه سيتم إرسال عيادة طبية متنقلة إلى القرية لتأمين الرعاية الطبية الكاملة لهم. وأشار الحسين إلى أن المديرية وبالتنسيق مع لجنة الإغاثة الفرعية بالمحافظة والجمعيات الخيرية العاملة فيها وضعت خطة عمل متكاملة لاستقبال الأهالي والعوائل الوافدة من منطقة عفرين إلى محافظة الحسكة وتأمين مراكز إقامة مؤقتة وتقديم المساعدات الغذائية والصحية والإسعافية لهم.
وكان الآلاف من أهالي عفرين لجؤوا خلال الأيام الماضية إلى بلدتي نبل والزهراء المجاورتين هرباً من قصف النظام التركي ومرتزقته الذي طال القرى والبلدات ومركز مدينة عفرين وتسبب بوقوع دمار كبير وانقطاع المياه عن المدينة ونقص حاد في المواد الغذائية والأساسية.
وتظهر الصور التي تداولتها العديد من وكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي حقيقة التنظيمات الإرهابية التي غزت مدينة عفرين بدعم من قوات النظام التركي بعد شهرين من العدوان المتواصل بمختلف أنواع الأسلحة الذي تسبب بتهجير سكان المدينة واستشهاد أكثر من ألف مدني وجرح الآلاف.
أبرز هذه الصور كانت صورة لإرهابي تفاخر بها من وسط مدينة عفرين برفع سكين لا تختلف عن تلك التي شحذها إرهابيو تنظيم داعش في مشاهد علنية وثقت من قبلهم وذبحوا فيها مئات الأبرياء من المدنيين سواء في سورية أو العراق.
صورة أخرى لا تختلف كثيراً عن سابقتها وثقت مشاهد لمسلحين من ذات الطينة الإرهابية وهم يرتدون لباس تنظيم القاعدة الإرهابي في مشهد يؤكد أكثر ويفضح حقيقة هؤلاء الغزاة لمدينة عفرين ومنهم من ظهر بصور إلى جانب جنود أتراك الأمر الذي يثبت أن النظام التركي يتخذ من هؤلاء ما يشبه الجيوش البديلة التي تعمل لخدمة مشاريع هذا النظام وأحلامه المستمدة من أسلافه العثمانيين في التوسع والاحتلال وغزو البلدان المجاورة وانتهاك سيادتها بشكل يتنافى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن في احترام سيادة وسلامة أراضي الدول.
صور عديدة وثقت جرائم قوات النظام التركي ومرتزقته في مدينة عفرين حيث أعمال السرقة والنهب لممتلكات الأهالي وأرزاقهم وأثاث بيوتهم وسياراتهم وآلياتهم الزراعية بشكل يعيد إلى الأذهان أعمال تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في المناطق التي سيطروا عليها في سورية كما حصل في مدينة القريتين وتدمر ودير الزور وإدلب وريف حماة.
ولم تسلم المواشي والمحال التجارية وما تحتويه من أعمال السرقة الممنهجة التي مارسها هؤلاء الإرهابيون ووثقتها الصور التي التقطت لهم وهم يرفعون شعارات النصر بعد قتلهم وتهجيرهم لسكان المدينة.
ويرى مراقبون أن الصور القادمة من عفرين تفضح مرة أخرى حقيقة مشروع النظام التركي الإخواني الإرهابي الذي افتتح في أراضيه خلال السنوات الماضية معسكرات لتدريب واستقطاب الإرهابيين من مختلف دول العالم لتهريبهم عبر الحدود إلى سورية لارتكاب الجرائم بحق السوريين وها هم اليوم يزيدون على جرائم جريمة أخرى حيث يسطون على ممتلكات سكان عفرين بعد اجتياح مدينتهم لتؤكد الوقائع أنهم يتبعون لتنظيمات إرهابية تدين بالفكر والولاء لتنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين الذي يدعي النظام التركي محاربتهم.