الكرملين: بوتين لن يسمح لأحد بتجاوز المصالح القومية الروسية
أعلن رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف بأنه تمّ إنشاء مجموعات من ناقلات الصواريخ الجوية والبحرية بعيدة المدى في جميع الاتجاهات الاستراتيجية في روسيا، فيما شدد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتمد على دعم شعبي واسع، لن يسمح لأحد بتجاوز الخطوط الحمراء للمصالح القومية الروسية، وقال: “الجميع يعرف أن رئيسنا لن يسمح لأحد بتخطي الخطوط الحمراء لمصالح روسيا القومية، وهو أمر آخر يتجلّى فيه الدعم الغالب والمطلق من قبل المواطنين الروس الذين تكاتفوا حول زعيمهم”.
وذكر بيسكوف أن أبعاد الدعم الشعبي لبوتين لقيت تعبيراً واضحاً عنها في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث حصل على حوالي 77 بالمئة من أصوات الناخبين، مشيراً إلى أن سياسة بوتين الخارجية تبقى متسقة وبنّاءة مع بقاء توجّه موسكو نحو بناء علاقات ودية مع جميع دول العالم محوراً لهذه السياسة.
وقال بيسكوف: إن اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع بوتين بعد إعادة انتخابه رئيساً لروسيا لم يكن بروتوكولياً مجرداً، بل تناول مواضيع مهمة بما يدل على طبيعة العلاقات الناشئة بين رئيسي الدولتين العالميتين، لافتاً إلى أن تفاصيل المحادثات من هذا النوع “لا يتم الإفصاح عنها أبداً”، وأوضح أن بوتين وترامب أعربا خلال الاتصال الهاتفي عن رغبتهما ببدء البحث عن إمكانية عقد لقاء شخصي بينهما سعياً لتعزيز الثقة المتبادلة، وإعطاء التوجيهات لكل من وزيري خارجية البلدين.
وفي سياق متصل أعلن بيسكوف في حوار مع قناة روسيا 24 أن تنفيذ برنامج بوتين للفترة الرئاسية الحالية سيبدأ بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وأضاف: “الرئيس بوتين أعلن عن البرنامج المحدد له خلال الرسالة الأخيرة إلى الجمعية الفيدرالية، وسيتم تصديقه ليصبح قانونياً الآن، وسيبدأ تنفيذه عند تشكيل الحكومة الجديدة”.
وكان بوتين أكد في كلمة توجّه بها إلى الشعب الروسي بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية عزمه على تنفيذ جميع الوعود التي تضمنتها حملته الانتخابية، والتي من شأنها أن تمضي بالبلاد نحو “تغيير تدريجي عميق” يؤدي إلى نتائج إيجابية ثابتة لروسيا وللشعب الروسي.
إلى ذلك أكد النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانتس كلينتسيفيتش أن أي قرار أمريكي محتمل بطرد دبلوماسيين روس قد يؤدي إلى إفشال عقد لقاء بين رئيسي البلدين، ويؤثّر على التعاون بين واشنطن وموسكو، ولاسيما فيما يخص الوضع في سورية، وقال، تعليقاً على توصيات مجلس الأمن القومي الأمريكي لترامب بإبعاد الدبلوماسيين الروس على خلفية تسميم الضابط الروسي السابق سيرغي سكريبال: “يواجه رئيس الولايات المتحدة خياراً صعباً للغاية، والمسألة هنا ليست توصيات مجلس الأمن فقط، لاسيما أنه في أيامه الأخيرة، حيث لا يخفى على أحد بأن جون بولتون ينوي تحديثه بشكل جدي”، وأوضح أن الضغط الذي يمارسه الكونغرس الأمريكي وحلف الناتو والدول الحليفة لواشنطن، وعلى رأسهم بريطانيا، يعد عاملاً خطيراً حقاً وسيؤثّر بلا شك على تبني القرار النهائي، وأضاف: “في الوقت نفسه يبدو لي أن ترامب لا يريد أن يتخذ مثل هذه الخطوة، ويجب أن يفهم بأن طرد الدبلوماسيين الروس سيشطب المحادثة الأخيرة بينه وبين الرئيس بوتين، ما يجعل عقد اجتماع شخصي لهما غير محتمل في المستقبل القريب”.
وكان مجلس الأمن القومي الأمريكي أوصى ترامب بإبعاد دبلوماسيين روس بذريعة حادثة تسميم سكريبال في مدينة سالزبوري البريطانية في الرابع من آذار الجاري.
من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس الدوما، دميتري نوفيكوف، أن خطوات أوروبا الأخيرة ضد موسكو خير دليل على أنها تطبق استراتيجية بعيدة الأمد لعزل روسيا، وأضاف، وهو نائب عن الحزب الشيوعي في مجلس الدوما (البرلمان): إن “الغرب يتبع نهجاً متسقاً في تحقيق استراتيجيته الهادفة إلى عزل روسيا، وخلق أسوأ الظروف لتفاعلها الاقتصادي مع الدول الأخرى”.
وشدد البرلماني الروسي على أن الاعتقاد بأن تلك الحملة استهدفت انتخابات الرئاسة الروسية فقط غير صحيح، مؤكداً أن هذه الاستراتيجية بعيدة الأمد، وتطبيقها سيستمر تحت أي ظرف، بغض النظر عن “تنظيم الاولمبياد، وبطولات العالم، والانتخابات، وأي حدث آخر في روسيا”، واعتبر أن الإدارة الأمريكية هي من تنسق العملية وتديرها.
وأضاف: “لكن الدول الأوروبية، رغم أن مصالحها القومية لا تتوافق دائماً مع دعم نظام العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، مضطرة للخضوع للسياسة الأمريكية واتباع نهجها”.
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة “تايمز” بأن نحو 20 دولة أوروبية تستعد لطرد الدبلوماسيين الروس الذين يُزعم أنهم على صلة بـ “شبكات التجسس الروسية”، وذلك تضامناً مع بريطانيا التي اتهمت موسكو بتسميم سكريبال، وهو ما ترفضه موسكو.
يأتي ذلك فيما قال رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف: “لزيادة فعاليتها يتم إيلاء اهتمام خاص لتطوير الأسلحة الدقيقة، وفي كل اتجاه استراتيجي تمّ إنشاء مجموعات من حاملات الصواريخ بعيدة المدى في القواعد الجوية والبحرية والبرية القادرة على الردع في المناطق المهمة استراتيجياً”، وأضاف: إن روسيا تمكّنت من تقصير فترة جاهزية الأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة لاستخدامها القتالي، بمقدار 1.5 مرة، كما أشار إلى أن رفع قدرة الأسلحة عالية الدقة التي عرضها بوتين في رسالته أمام الجمعية الفدرالية بداية الشهر الجاري، سيسمح بنقل الجزء الكبير من الردع الاستراتيجي من المجال النووي إلى المجال غير النووي، وتابع: إن تطوير القوات النووية الاستراتيجية في روسيا يتم بفضل إنتاج منظومات الصواريخ الحديثة القادرة على ردع منظومات الدفاع الصاروخي للعدو، وكذلك بفضل إنتاج معدات القتال الجديدة مبدئياً، بما فيها تلك التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ووسائل تحت الماء لنقل الأسلحة النووية، والسلاح الاستراتيجي الآخر الذي لا مثيل له في العالم.
وكالات