أردوغان يستهدف المواقع الأثرية السورية

على خطا التنظيمات الإرهابية التي استباحت البشر والحجر، ودمّرت العديد من الآثار السورية في تدمر، والرقة، ودير الزور، وحلب، وغيرها، يسير النظام التركي بالنهج العدواني نفسه من خلال استباحته لمدينة عفرين، وتدميره العديد من أوابدها الحضارية، كان آخرها استهداف موقع براد الأثري الذي يضم ضريح مار مارون في شمال حلب، والمسجّل على لائحة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو”.
ولم يكتف النظام التركي، بالتعاون مع مرتزقته من التنظيمات الإرهابية، خلال عدوانه على مدينة عفرين، بتهجير المدنيين منها وسرقة ممتلكاتهم، بل تدمير حضارتهم التي تعود إلى أكثر من 3000 سنة، وأدّى القصف التركي المتعمّد أيضاً إلى إحداث أضرار في الكثير من المباني الأثرية المهمة التي يعود تاريخها إلى نهاية القرن الرابع للميلاد، والتي تضم العديد من الكنائس والأديرة البيزنطية، علاوة على معبد، وحمام، ودور سكنية، ومعاصر، ومدافن تعود كلها إلى العصر الروماني خلال القرنين الثاني والثالث للميلاد.
ولم يكن الاعتداء التركي على موقع براد الأول من نوعه، إذ سبقه تدمير معبد عين دارة، وموقع النبي هوري قورش، وتل جنديرس الأثري في عفرين.
وهذه الشواهد الجديدة على همجية النظام التركي تدل بكل وضوح على النوايا الخبيثة التي يكنّها للمنطقة وأهلها في إطار سعيه لطمس معالمها وتاريخها وهويتها، وتكريس الواقع الجديد الذي يحاول فرضه عبر أدواته الإرهابية التي يستخدمها منذ بداية الأزمة في سورية لتحقيق أوهامه بإعادة إحياء النظام العثماني البائد.
إلى ذلك، أكدت الصحفية التشيكية ماركيتا كوتيلوفا أن عدوان النظام التركي على عفرين يكشف الوجه الحقيقي للديكتاتورية التي يقودها أردوغان، وانتقدت في مقال نشرته على صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي، فيسبوك، الصمت الغربي المطبق على الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها أردوغان ونظامه، والتي تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية في هذا العدوان، مشيرة إلى عمليات النهب والتدمير والسرقة التي ترتكبها على نطاق واسع الميليشيات الإرهابية التي يدعمها، والتي أدخلتها قواته إلى عفرين.
ولفتت كوتيلوفا إلى أن هذه الممارسات العدوانية لنظام أردوغان تقترن بممارسات قمعية فظة بحق الأتراك أنفسهم، تظهر من خلال انتهاك حرية التعبير والحريات الأخرى، وزج عشرات آلاف الأشخاص في السجون، وارتكاب ممارسات تعذيب وحشية بحق المعتقلين.