الصفحة الاولىصحيفة البعث

فرعا الحسكة والرقة يعقدان مؤتمريهما الهلال: ستبقى الجزيرة رمزاً للعروبة المتجذرة وخزاناً للبطولة

 

 

الحسكة-اسماعيل مطر/حماة-محمود البعلاو:

لم يكن الحضور البعثي يوم أمس كثيفاً وحسب في مؤتمر فرع الحسكة، ولم يعكس فقط حرارة وشوق العلاقة بين محافظة عاشت على تماس مباشر مع إنجازات الحزب ولعقود طويلة وبين بعث نذر نفسه لخدمة الفلاحين والمنتجين في الجزيرة السورية، بل كان أيضاً فرصة لالتقاط جرعة أنفاس مديدة من الوطنية الأصيلة والعروبة المتجذّرة بين أهلنا في المحافظة الصامدة برصيدها الوطني والعروبي والإنساني وبتعدديتها التي جسّدت أنموذجاً للمقاومة الحضارية المستلهمة من واقع التجانس القائم بين مختلف المكونات المجتمعية ومن الحنين الجارف إلى مرحلة لا بد عائدة مع عودة البعث إلى جماهيره بقوة وعودة جماهيره إليه بوعي وطني وقومي أشد قوة وصلابة.
تلك كانت أجواء المؤتمر السنوي لفرع محافظة الحسكة بحضور الرفيقين المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب وياسر الشوفي رئيس مكتب التربية والطلائع، والذي عُقد تحت شعار “علينا كحزب أن نعيد العلاقة بين الناس إلى طبيعتها.. وكيف نبني الاقتصاد وكيف نعمّره.. وكيف نعيد العلاقة كما كنّا ونكون قياديين فيها”، حيث نقل الرفيق الهلال تحية ومحبة الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد لأهالي الحسكة، الذين تجذّروا بتراب الوطن، فكانوا كباقي أبناء وطننا الأبطال الشرفاء مثالاً للقدوة والتضحية والفداء، مؤكّداً أن سر قوة سورية وانتصارها في جميع المحافل السياسية والعسكرية هو الجيش العربي السوري وقائد الوطن الذي أثبت للعالم أجمع أنه خير ربان قاد السفينة إلى بر الأمان في وجه حرب كونية لم يشهد التاريخ مثيلاً لوحشيتها، فكانت الانتصارات المتتالية في حلب ودير الزور واليوم في الغوطة، وعلى امتداد ساحات الوطن، مشيراً إلى أن تلك الانتصارات هي إنجاز لكل من يتصدّى لأساليب الهيمنة الصهيوأطلسية على شعوب العالم، مشدداً على أن صمود سورية الأسطوري، شعباً وقيادة، ودعم حلفائها لها، أدى إلى انكسار شوكة المخطط الذي يريد هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة، وهيمنة الولايات المتحدة والغرب الاستعماري على العالم، وغيّر المعادلات الإقليمية والدولية.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن الغرب وأدواته ممن يتباكون على السوريين في الغوطة الشرقية لم يذكروا كلمة واحدة عن الجرائم التي ارتكبها “التحالف” في مدينة الرقة، المدمّرة بشكل كامل، وتجاهلوا جرائم نظام أردوغان بحق عفرين ودعمه للإرهابيين التكفيريين طيلة السنوات الماضية، ولم يكترثوا لحصار كفريا والفوعة المستمر منذ أكثر من 3 سنوات، وحصار “داعش” لمدينة دير الزور، والذي نجح الجيش في كسره محرراً المدينة وريفها من التكفيريين، وشدد على أن سورية ستبقى عصيّة على الإرهاب والدول الداعمة له، وستبقى الجزيرة رمزاً للعروبة المتجذرة وأنموذجاً للمقاومة الحضارية، ونبعاً للخير والعطاء والنماء وخزاناً للبطولة، وأنها استطاعت دحر الإرهاب بفضل نسيجها الوطني الذي قل نظيره في العالم، وبفضل التضحيات الكبيرة لقواتنا الباسلة.
وشدد الرفيق الهلال على أن بناء الإنسان واجب يقع على عاتق الحزب والمدرسة والأسرة والمنظمات الشعبية والمؤسسات الدينية، وأشار إلى أن المعركة الفكرية ضد الفكر التكفيري لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية ضد الإرهاب، وأضاف: إن علينا التسلّح بفكر الحزب الذي قدم الكثير لسورية وتقع على عاتق القيادات الحزبية مهمة نشر فكر الحزب، سلوكاً وعملاً وفكراً، ولفت إلى أن ثوابتنا الوطنية والقومية، وتلبية احتياجات المواطنين، والسلوكية البعثية الحقيقية المبنية على النزاهة والكفاءة والإخلاص والبعيدة عن المصلحة والشخصنة والانتهازية، هي العنوان الأول للبعثيين.
كما نوّه الرفيق الأمين القطري المساعد إلى ضرورة إيلاء ذوي الشهداء كل الاهتمام، وهذه مهمة القيادات الحزبية والإدارية في كل محافظة، موضحاً أن قيادة الحزب بصدد إنجاز 14 فرناً وتوزيع الخبز على أسر الشهداء مجاناً.
من جانبه دعا الرفيق الشوفي كافة القيادات الحزبية الفرعية إلى أخذ دورها الريادي، والوقوف على مطالب واحتياجات المواطنين والعمل بالتعاون مع الجهات المعنية لتلبيتها، لافتاً إلى ضرورة الارتقاء بمهامنا الحزبية والحكومية إلى مثوى وعظمة التضحيات الكبيرة لبواسل قواتنا المسلحة، التي سطّرت أروع ملاحم البطولة والفداء في الدفاع عن تراب الوطن، وأضاف: إن العملية التربوية تشاركية بين الأسرة والنقابات والمنظمات المختصة والأسرة التربوية، ومهمة الارتقاء بها واجب على الجميع.
ودعا الرفيق سليمان الناصر أمين فرع الحزب إلى الالتصاق بالجماهير، لاسيما  القيادات القاعدية في القرى والأرياف وتلبية احتياجاتها ضمن الإمكانيات المتوفرة، فيما أشار الرفيق جايز الموسى محافظ الحسكة إلى أن العمل جار لإيجاد بدائل لمصادر المياه في الحسكة.
ودعت المداخلات إلى إحداث وزارة خاصة بذوي الشهداء، وجدولة ديون الفلاحين وإعفائهم من الفوائد، لتجاوز قيمة الفوائد لقيمة القروض، وإعادة الدراسة في كليتي طب الأسنان، ودعم مشفى القامشلي باختصاص الجراحة القلبية ومركز اللؤلؤة بجهاز الرنين المغناطيسي، وتعميم تجربة استخدام الطاقة الشمسية بالتعاون بين نقابة المهندسين ومديرية التربية لتوليد الطاقة الكهربائية، وإحداث مراكز إغاثية في الشدادي، وإيجاد بديل لمصدر مياه الشرب الوحيد في آبار علوك، وإعادة مادة التربية العسكرية، وتطوير مناهج التربية الوطنية.

السباعي: ستبقى قلعة حصينة في وجه التحديات

كما عقد فرع الرقة مؤتمره، في قاعة فرع الحزب بحماة، تحت شعار “ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الاستسلام”، وذلك بحضور الرفاق المهندس عمار السباعي رئيس المكتب الاقتصادي والمهندس حسين عرنوس وزير الإسكان والأشغال العامة وزياد صباغ عضو لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية، وتركّزت المداخلات على عدم وجود مقر موحّد للفرع، وتوزّع الجهاز الحزبي في المحافظات، وعدم توفّر مستلزمات العمل الحزبي ونقص عدّد المفرغين، ودعت إلى ضرورة اعتبار الالتزام الحزبي معياراً أساسياً أثناء التكليف بالمهام الحزبية والنقابية والإدارية، وتأمين الكراسات الحزبية وتوزيعها على الشعب الحزبية، ومستلزمات العمل لإقامة دورات الإعداد الحزبي في المناطق المحرّرة، وتفعيل دور مديرية الأوقاف بالتواصل مع الشعب الحزبية والمنظمات الشعبية ومديريتي الثقافة والتربية، وإعادة العمل بالصندوق المشترك، وتمثيل النقابات في لجان المصالحات الوطنية، وتفعيل دور الشباب في الجامعة، وضرورة عودة فرع الشبيبة بالرقة إلى المناطق المحرّرة، والعمل على إحصاء أعداد الثروة الحيوانية وتأمين الأعلاف لها، وتقديم المساعدات إلى أهالي البادية، وتمويل الفلاحين بمستلزمات الإنتاج من بذار وسماد، والإسراع بصيانة وإصلاح محطات الري.
ونقل الرفيق السباعي تحية ومحبة الرئيس الأسد إلى أبناء محافظة الرقة الحبيبة، درة الفرات، والتي ستكون قلعة من قلاع البعث بعد أن حرّر أبطال الجيش العربي السوري أكثر من ثلث مساحتها من رجس الإرهاب، مؤكداً أن سورية ستبقى قلعة حصينة في وجه التحديات والمؤامرات، بتلاحم شعبها ودماء شهدائها وبواسل جيشها وحكمة وشجاعة قائد الوطن، وأشار إلى أن سورية تمكّنت من إفشال المؤامرة الصهيوأمريكية وأدواتها الإقليمية، ومواجهة الإرهاب والفكر الوهابي التكفيري، وتمضي اليوم بكل شجاعة وإقدام من أجل تطهير كل شبر من كل المرتزقة والعملاء وعصاباتهم المسلحة.
وأشار الرفيق السباعي إلى أن نجاح المؤتمرات الحزبية هو المعيار الحقيقي للعمل خلال المرحلة القادمة، ولذلك لا بد من طرح كل الهموم والمشاكل بجرأة ووضوح، وتحليل الأمور بشكل علمي ومدروس، فلا خطوط حمراء تحت سقف الوطن، وشدد على ضرورة الاهتمام بالاجتماع الحزبي، وممارسة النقد والنقد الذاتي، وإجراء مراجعة دائمة للعمل التنظيمي، وتقديم الآراء والمقترحات لتطويره وتجاوز حالات التقصير.
وأوضح الرفيق عرنوس أن من أولويات الحكومة في الوقت الحالي تأمين مقومات الصمود، وبيّن أن الرقة دمّرت ضمن مخطط ممنهج من قبل “التحالف الأمريكي” وصنيعته “داعش”، وأضاف: إن الحكومة تعمل لإعادة الأهالي الى المناطق التي تمّت إعادة الأمن والاستقرار إليها، وتأمين متطلباتهم واحتياجاتهم، إضافة إلى متابعة أوضاع الأهالي فيها.
من جانبه أكد الرفيقان علي العجيل أمين فرع الرقة وعبد الخالد الحمود نائب رئيس المكتب التنفيذي لمحافظة الرقة أنه تمّ الانتهاء من تثبيت العضوية وتشكيل قيادات الشعب والفرق الحزبية، وأشارا إلى الإجراءات المتخذة لضمان عودة المهجرين الى أماكن سكنهم.