“إننــــا محكومـــون بالأمـــل”
كتبت الفنانة نسرين طافش على صفحتها الشخصية على الانستغرام بمناسبة اليوم العالمي للمسرح: “أثار هذا اليوم في قلبي بعض الشجن، والكثير من الحنين والحب، تذكرت العروض الرائعة التي قدمتها، تذكرت عشقي الأول، وأول لوثة جنون عشتها على تلك الخشبة، أطلقت العنان للهبة التي أعطاها الخالق لي وأعطاني أساليب التعبير عنها، داهمني الشوق بلا مقدمات للوقوف على خشبة المسرح، تذكرت مسرحية “كذا انقلاب” مع المبدع والقدير الأستاذ بسام كوسا والرائعين سوسن أبو عفار وأحمد الأحمد والراحل نضال سيجري، تذكرت مسرحية “النفق” مع الأستاذ القدير فايز قزق وأصدقائي في المعهد العالي للفنون المسرحية، تذكرت مسرحية تخرجي “ليالي الحصاد” مع الأستاذ القدير تامر عربيد، تذكرت الأشياء الجميلة فقط وكأنه ما كان هناك تعب ولا قلق ولا جهد، تذكرت عندما كنت انتهي من مشهد ما ويخبرني أحدهم كم كنت رائعة في لحظة تجلٍ لم أكن فيها على الأرض، ولم اعرف حقاً ما فعلت حينها سوى أني كنت أحلق بلا أجنحة، تحملني روحي بخفة ريشة في سماوات أبعاد الشخصية، على المسرح الأمر مختلف تماماً بالأداء وكأنك متلبس بروح أخرى تعيشها تتنفسها وتراقبها بكامل إحساسك وأتساءل أين هو المسرح في عالمنا العربي بعيداً عن الحروب والصراعات، أبدعنا في الدراما والسينما ولدينا إمكانيات الإبداع والنجاح في المسرح، في الوقت الذي لا يزال يشع المسرح ألقاً وحياة في الغرب على خشبات أوروبا وبرودواي في أمريكا وغيرها، ولا زال الناس يتدفقون إليه بالآلاف من كل أنحاء العالم، مما يؤكد أنك عندما تصنع فناً جميلاً سيترك الناس منازلهم ويأتون للفرجة الممتعة والدهشة التي ليس كمثلها دهشة. المسرح عشقي الأول الذي حررني ربما كنت حالمة ولكني لازلت أؤمن به، عندما تتوفر الظروف التي تليق بجلالته: تحية لكل من لازالوا مخلصين له فإني أقبل جبينكم على صبركم الجميل، وتحية لكل من هجروه فأني أضم قلوبكم المثقلة بالشوق له وأتفهمكم، واختم بمقولة الكاتب المسرحي الكبير الراحل سعد الله ونوس “إننا محكومون بالأمل”.