الاحتلال يستخدم الغازات السامة لقمع التظاهرات.. واعتقال أكثر من ألف فلسطيني في آذار
لم يترك الاحتلال الصهيوني وسيلة إجرامية إلا واستخدمها لقمع تظاهرات حق العودة، فيما يصر شعبنا في فلسطين على الاستمرار في حراكه حتى استرجاع حقوقه السليبة حيث تؤشر الوقائع أن الأمور تتجه نحو الاستمرار في الاحتجاجات الأمر الذي أربك قوات الاحتلال وجعلها تنفذ حملة اعتقالات عشوائية وتواجه بالرصاص الحي والغازات السامة الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر.
بالأمس أصيب عشرات الفلسطينيين بينهم طلبة مدارس بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الغازات السامة خلال اقتحامها المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قوات الاحتلال اقتحمت حارة أبو سنينة وقامت بالاعتداء على طلبة المدارس وأهالي المنطقة، مشيرة إلى أن هذه القوات أقامت حواجز بالقرب من مدارس عبد العزيز أبو سنينة والزهراء ورابعة العدوية للبنات في المنطقة.
وفي سياق متصل اعتقلت قوات الاحتلال عشرة فلسطينيين بينهم أطفال خلال حملات دهم نفذتها في القدس المحتلة ونابلس وبيت لحم، كما اقتحمت المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال نابلس وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة لمدة يومين.
وأفاد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم بأن مئات المستوطنين قاموا بعد اقتحام قوات الاحتلال المنطقة الأثرية بالدخول إليها.
ميدانياً أيضاً استشهد صباح أمس فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي لمسيرات العودة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر طبية إن الشاب فارس الرقب البالغ من العمر29 عاماً استشهد متأثراً بجروحه الخطيرة بعد إصابته برصاصة في بطنه أطلقتها عليه قوات الاحتلال.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ يوم الجمعة إلى 17 شهيداً فيما لا يزال عدد كبير من الجرحى الذين تجاوز عددهم 1400 يتلقون العلاج في مستشفيات القطاع بفعل إصاباتهم الخطيرة بالرصاص المتفجر.
إلى ذلك أشارت دراسة إحصائية أعدها مركز القدس للدراسات، إلى تصاعد حالات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال في مختلف مناطق الضفة خلال شهر آذار المنصرم، فقد وصلت إلى 1027 حالة اعتقال، طالت 50 طفلاً و20 سيدة، و643 عامل من الضفة خلال تواجدهم في أراضي الداخل الفلسطيني. وأوضحت الدراسة أن حالات الاعتقال التي نفذها جيش الاحتلال منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس عاصمة لـ “إسرائيل”، في السادس من شهر كانون الأول عام 2017، حتى نهاية آذار 2018 وصلت لأكثر من 2500.
وجاء في الدراسة أن الاحتلال اعتقل 11 صياداً من بحر غزة خلال آذار، فيما اعتقل 11 غزياً خلال محاولتهم التسلل إلى أراضي الخط الأخضر، واثنين خلال مرورهم عبر حاجز ايرز، فيما اعتقلت قوات الاحتلال طفلة خلال مشاركتها في مسيرة العودة الكبر على حدود غزة. كما واشتملت إحصائية المركز على اعتقال الاحتلال لـ 643 عامل من الضفة بزعم عدم حصولهم على تصاريح عمل.
وشهد شهر آذار اعتقال قوات الاحتلال الطالب في جامعة بيرزيت عمر الكسواني من داخل حرم الجامعة وفي وضح النهار، الأمر الذي يشير بأن الاحتلال بات ينفذ حملاته الاعتقالية بشتى الطرق، دون مراعاة أن الجامعات أمكنة للتعليم لا يجوز اقتحامها وفق القانون الدولي.