الصفحة الاولىصحيفة البعث

إخراج الدفعة الثانية من إرهابيي “جيش الإسلام”.. ومستودعات أسلحة إسرائيلية الصنع في عربين زملكا تحتفل باندحار الإرهاب.. و40 ألف يعودون إلى منازلهم في الغوطة

 

 

أيام قليلة تفصلنا عن إعلان الغوطة الشرقية خالية من الإرهاب بعد أن بدأت عملية إخراج  إرهابيي “جيش الإسلام” من دوما تسير بخطى سريعة حيث خرجت أمس الدفعة الثانية منهم باتجاه جرابلس تمهيداً لعودة مؤسسات الدولة إلى المدينة.
وفيما احتشد أهالي زملكا في ساحة بلدتهم لشكر الجيش على تخليصهم من سطوة الإرهاب، مناشدين أهالي دوما كي يطردوا الإرهابيين من مدينتهم، تواصلت عودة الأهالي إلى مدن وبلدات في الغوطة وبلغ عدد العائدين حتى يوم أمس أكثر من 40 ألف مواطن.
وأثناء تمشيطها للقرى والبلدات المحررة من الإرهاب عثرت وحدات من الجيش على أنفاق ومعمل لصناعة القذائف الصاروخية ومخزن للعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية وخزانات مواد كيميائية في بلدة عربين، فيما عثرت وحدات أخرى من الجيش على مستودعات من مخلفات “داعش” لمواد كيميائية وأسلحة وذخائر بعضها إسرائيلي الصنع وحشوات قذائف مدفعية تعود لحلف الناتو في ريف دير الزور.
وفي التفاصيل، خرجت عدة حافلات عبر ممر مخيم الوافدين تقل عدداً من إرهابيي “جيش الإسلام” وعائلاتهم بعد تجهيزها في نقطة تجميع الإرهابيين بمنطقة دوما وتوجهها إلى أوتستراد حرستا لتتوقف بانتظار خروج باقي الحافلات ليصار إلى نقلها في وقت لاحق بشكل جماعي إلى جرابلس. وتتم عملية إخراج الإرهابيين بدقة عالية حيث يتم تفتيش الحافلات والأمتعة المحمولة وأسماء الخارجين لضمان عدم إخراج أي مختطف كان محتجزاً لديهم من العسكريين والمدنيين وعدم تجاوز بنود الاتفاق فيما يتعلق بالسلاح الفردي المسموح حمله معهم أثناء مغادرتهم.
في الأثناء أفاد قائد ميداني بأنه أثناء استكمال عمليات تمشيط بلدة عربين التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب تم العثور على نفق عرضه 4 أمتار وارتفاعه 6 أمتار بعمق 15 متراً تم حفره بواسطة جرافات ويصل بين بلدتي عربين ومسرابا كان يستخدمه الإرهابيون لنقل الذخيرة والإرهابيين بواسطة العربات والمدرعات، مبيناً أن نفقاً آخر تم اكتشافه يتسع لمرور السيارات بطول 500 متر لافتاً إلى أن الإرهابيين حفروا الأنفاق تحت الأبنية السكنية وتمت تغطية مداخلها بواسطة الألواح المعدنية والسواتر القماشية للتمويه عن مكانها.
وبين أحد عناصر الهندسة في الجيش أن معملاً لتصنيع قذائف الهاون التي كان يستهدف بها الإرهابيون مدينة دمشق وريفها تم ضبطه خلال عمليات التمشيط في عربين إضافة إلى مستودع يحتوي عبوات ناسفة زرع منها الإرهابيون أعداداً كبيرة في مداخل الأبنية والشوارع والجادات السكنية.
ولفت قائد ميداني آخر إلى ضبط عدد من الخزانات التي تحتوي مواد كيميائية ذات رائحة كريهة في المستودع حيث تعمل الجهات المعنية على أخذ عينات والتحرير عليها ريثما يتم التعرف على ماهيتها لتحديد نوعها وكيفية التعامل معها مضيفاً إنه خلال متابعة التمشيط في عمق البلدة تم العثور على مستودع لقذائف الهاون والمدفعية وسيارة مع قاعدة لإطلاق قذائف صاروخية حيث عمد الإرهابيون على إحراقها قبيل اندحارهم من البلدة.
وفي ريف دير الزور وخلال متابعة وحدات من الجيش عمليات تمشيط قرى الصالحية والدوير والكشمة وصبيخان جنوب شرق مدينة الميادين على اتجاه البوكمال تمهيداً لإعادة الأهالي إليها عثرت وجدات من الجيش على مستودعات تحتوي كميات من الأسلحة والذخائر والمواد الكيميائية والمتفجرة والأحزمة الناسفة من مخلفات تنظيم داعش، ومن بينها ذخائر وقذائف منشؤها كيان العدو الإسرائيلي وحشوات مدفع عيار 155 صناعة حلف الناتو. وقد تم العثور في المستودع الأول في قرية الصالحية على كميات كبيرة من حشوات قذائف “ار بي جي” وعثر في الثاني في قرية الدوير على منصات لإطلاق القذائف الصاروخية وقذائف متنوعة في حين ضم المستودع الثالث أحزمة ناسفة مضادة للآليات والأشخاص واحتوى الرابع على قذائف هاون بعيارات مختلفة منها إسرائيلية الصنع وحشوات مدفع عيار 155 صناعة حلف الناتو عام 2009.
والمستودع الخامس عثر عليه في قرية صبيخان وفيه نحو 60 ألف طلقة متنوعة وبراميل تحتوي مواد كيميائية تستخدم في صناعة المتفجرات في حين احتوى المستودع السادس في قرية الكشمة على صواريخ مضادة للدروع.
وتتابع وحدات من الجيش بالتعاون مع الجهات المختصة عمليات تمشيط القرى والبلدات لرفع العبوات والألغام في ريف دير الزور التي زرعها داعش تمهيداً لإعادة الأهالي إلى منازلهم بالتوازي مع إعادة مؤسسات الدولة واستكمال تأمين البنى التحتية والخدمات الأساسية إلى مدينة دير الزور ومناطق أخرى شهدت عودة الحياة الطبيعية إليها بعد تطهيرها من الإرهاب.
وبعد تطهير قراهم من براثن الإرهاب بدأ أهالي الغوطة الشرقية العودة إلى منازلهم وبلغ عدد العائدين أكثر من 40 ألف شخص حتى يوم أمس، فيما يواصل عناصر الهندسة في الجيش عملهم في تمشيط قرى وبلدات الغوطة لضمان عودة الأهالي بشكل آمن إلى منازلهم بعد تطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة التي عمد الإرهابيون إلى زرعها بكثافة في المنازل والشوارع والساحات الرئيسية.
وبالتوازي مع تطهير عناصر الهندسة لقرى وبلدات الغوطة الشرقية من مخلفات الإرهابيين تقوم وحدات من الجيش بالتعاون مع الوحدات الشرطية بتقديم جميع التسهيلات والمساعدات اللازمة لعودة الأهالي إلى منازلهم. وقامت قيادة شرطة محافظة ريف دمشق بتفعيل الوحدات الشرطية في جسرين وعربين وحرستا وتسيير دوريات منتظمة لتعزيز الأمن والأمان فيها وحماية الممتلكات العامة والخاصة وتلقي شكاوى المواطنين والعمل على حلها بأقصى سرعة ممكنة. فيما تواصل الورشات عملها على إزالة الأنقاض وفتح الشوارع وترميم المراكز الصحية والخدمية والمدارس لاستقبال جميع الطلاب وإعادتهم إلى المدارس بعد انقطاعهم عنها خلال الفترة الماضية بسبب سطوة التنظيمات الإرهابية.
وبعد عودة الأمن والاستقرار إلى بلدة زملكا احتشد أهالي البلدة في الساحة العامة للمدينة وعلى طريقة العراضة الشامية المعروفة هتفوا مرحبين بالجيش العربي السوري الذي أعاد حالة الأمن والأمان إلى بلدتهم بعد إجباره التنظيمات الإرهابية على المغادرة بعد سنوات من سطوتهم على البلدة وسكانها. وعبر الأهالي خلال الوقفة عن فرحتهم بدحر الإرهاب عن عموم الغوطة الشرقية، مبينين أنهم كانوا بانتظار هذه اللحظة بفارغ الصبر وأنهم كانوا على يقين بأن الجيش العربي السوري لن يتركهم لحالة الفوضى والإرهاب التي جثمت على قلوب سكان الغوطة الشرقية سنوات مبينين أن ما ينتظرهم بعد دحر الإرهاب عن معظم الغوطة الشرقية هو مزيد من الانتصارات على يد جيش بلادهم وعودة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من سورية.
كما توجه المشاركون بنداء إلى المدنيين من أهالي دوما المعقل الأخير للتنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية أن يطردوا الإرهاب عن مدينتهم وألا يصدقوا كذب التنظيمات الإرهابية ودعايتها المخادعة عن الجيش العربي السوري ومعاملته للمدنيين وهي ادعاءات يكذبها أهالي زملكا بوجودهم في عهدة الجيش الذي أمن لهم كل متطلبات الحياة للبقاء في مدينتهم.