ثقافةصحيفة البعث

بوح الأدب

 

لا أحد يستطيع أن يبني لك الجسر الذي من خلاله ستعبر نهر الحياة. قد يكون هناك عدد لا يحصى من الممرات والجسور وأنصاف الآلهة الذين سيحملونك بكل سرور للعبور، لكن فقط بسعر أن ترهن وأن تتخلى عن نفسك. هناك مسار واحد في العالم لا أحد يستطيع أن يمشي فيه إلا أنت. أين يؤدي؟ لا تسأل، اجتاز!

فريدريك نيتشه

في خضم الكراهية، وجدت أن هناك، في داخلي حب لا يقهر.
في وسط الدموع، وجدت أن هناك، في داخلي، ابتسامة لا تقهر.
في خضم الفوضى، وجدت أن هناك، في داخلي، هدوءاً لا يقهر.
أدركت، من خلال كل شيء، أن…..
في خضم فصل الشتاء، وجدت أن هناك، في داخل لي، صيفاً لا يقهر، وهذا يجعلني سعيداً لأنه بغض النظر عن مدى صعوبة العالم وضغطه تجاهي، في داخلي هناك شيء أقوى، شيء أفضل، يدفعني في الاتجاه المعاكس.

ألبير كامو

“ولم يزد عمري عن ستٍ وعشرين عاماً، ولكنّني كنت مدركاً أنّ الحياة بلا هدف أو معنى، وأن كل شيء فيها هو خداع ووهم، وأن هذه هي طبيعة الحياة. فالحياة أشبه ما تكون بالعقوبة الأبدية، ولذلك فإن الحياة في “سخالين” لم تكُن بأقل من الحياة في “نييس” وأنّ الاختلاف بينَ عقل مفكّر عظيم مثل كانط وعقل ذُبابة لم يكُن كبيراً. وأنّه لا يُوجد في هذهِ الحياة أيّ إنسان صالح أو فاسد، وأن كل شيءٍ فيها تافهٌ وملعون”.

أنطون تشيخوف

كان الفيلسوف الرواقي سينيكا يؤمن بأن ما يدفعنا إلى الغضب والتألم والإحباط من الحياة، هو التفاؤل المبالغ فيه تجاه الحياة والأشياء. “بحسب الرؤية السينيكية، إن ما يدفعنا إلى الغضب هي أفكار تفاؤلية على نحو خطير بشأن ماهية العالم والناس”. والنصيحة الخطيرة اللي يسديها إلينا سينيكا تقول: “يجب أن تبقي في ذهننا احتمالية وقوع كارثة في أي لحظة! حتى إنه وصف تفاؤلنا وحسن ظننا في الواقع، بأنه “براءة خطيرة”. ويقول بوضوح: “الطبيعة لم تَخلقْ مكاناً يتّسم بالثبات لاشيء مستقر. مصائر البشر، ومصائر المدن، في دوّامة.” ويؤمن بقوة، أن الإيمان بهذا الثبات في الحياة، يقلل إحباطنا أمام الأشياء لو حصلت مثل ما نتوقع.

سينيكا

جاء في مذكرات الملياردير المكسيكي ديفيد ميشيل: لا تيأس من أي عمل تقوم به، فجمع الثروة يأتي من الأشياء البسيطة التي قد لا يهتم بها الآخرون، فأنا بدأت في جمع ثروتي عندما كنت في التاسعة من عمري، كنت في طريقي إلى المدرسة أو العودة إلى منزلي أقوم بجمع التفاح الملقى على الأرض، وأقوم بتنظيفه وبيعه للناس حينها ضحك وسخر مني الكثيرون، وبقيت على هذه الحال أبيع التفاح بكميات قليلة كنت صابراً ومتفائلاً، ثم بدأت تكبر تجارتي وأصبحت اشتري من المزارعين مباشرة، وظلت تجارتي تتطور حتى بلغت خمسة وثلاثين سنة. عندها توفى عمي الملياردير غير المتزوج في البرازيل ورثت ثروته وحدي، وأصبحت مليارديراً، أرجوا ألا تكونوا قد اعتقدتم إني أصبحت ملياردير من ذلك التفاح الفاسد.

ديفيد ميشيل

خرج الفيلسوف اليوناني “ديوجين اللانرسي” إلى الشارع يحمل في يده فانوساً في وضح النهار، وكان الناس ينظرون إليه ويضحكون، لما في الأمر من غرابة تتجلي في أن رجلاً عاقلاً وحكيماً مثله يمسك فانوساً في ضوء النهار كأن نور الشمس لا يكفيه في البحث عما يريد بعد أن توقف الناس عن ضحكهم، سألوه عن أي شيء يبحث؟ فكان جوابه لهم: إنني أبحث عن إنسان.

ديوجين اللانرسي