المؤتمرات الطلابية ومحاولة الخروج من القوالب الجامدة.. معاناة وآلام مزمنة وآمال تنتظر عجلة التفعيل بعد عقود من الانتظار!
دمشق– غسان فطوم
انطلقت منذ أيام المؤتمرات الطلابية لفروع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد التقانية، البداية كانت بمؤتمرات وانتخاب اللجان الصفية ثم مؤتمرات الهيئات الإدارية ومن ثم المؤتمر السنوي لكل جامعة أو معهد.
ما يميّز تلك المؤتمرات أنها كسرت القوالب الجامدة أو الشكل التقليدي المعتاد لها، والذي ينتهي بالتصويت على التقرير المعدّ سلفاً!. لم يكتفِ أعضاء المؤتمر من الطلبة فقط بطرح مشكلاتهم والبوح بمعاناتهم وتقديم أفكارهم لتطوير العملية التعليمية، وإنما أظهروا وعياً كبيراً بأهمية العمل النقابي الطلابي في خدمة تطلعاتهم والدفاع عن مصالحهم العلمية، وهذا ما كان واضحاً من خلال الانتخابات التي أفرزت كوادر قيادية قادرة على أن تكون حلقة وصل بين الطالب والمعنيين في الجامعات والمعاهد.
اليوم نحتاج جيلاً طلابياً قيادياً قادراً على تحمّل المسؤولية، ويمتلك القدرة على التواصل الفعّال، وتعزيز روح الانتماء للوطن وتشجيع الحوار البنّاء، فنحن مقبلون على مرحلة صعبة نحتاج فيها لكل جهد مخلص وخاصة في القطاع الطلابي والشبابي.
بالعودة إلى المداخلات التي قدّمها الطلبة، كان الملاحظ أن هناك قاسماً مشتركاً فيما بينها تمثّل بانخفاض نسب النجاح لدرجة الصفر في بعض المقررات، ورغم الاعتراضات التي يقدّمها الطلبة لكن حدّها كان السماح للطالب بإعادة جمع الدرجات فقط!. وبرأي أحمد محمد الطالب في كلية الآداب بجامعة دمشق أنها ظلمٌ وتجنٍّ على الطالب، متسائلاً: هل يعقل أن تكون نسبة النجاح صفراً في بعض المقررات؟!.
وطالب زميله علي يونس بتشكيل لجنة للاعتراضات والسماح بإعادة تصحيح الورقة الامتحانية مادام الطالب مقتنعاً بنجاحه، ومطالباً أيضاً بمحاسبة ومساءلة كل من يبتزّ الطلبة ويتعامل معهم بمزاجية في التصحيح!.
ولوحظ من خلال الطروحات أن هناك نقصاً كبيراً ليس فقط في عدد الأساتذة في الكليات الطبية، وأيضاً في الكادر الإداري كما في فرعي جامعة دمشق بالسويداء ودرعا، الأمر الذي سبّب الكثير من المتاعب للطلبة أقلّها تأخر إنجاز معاملاتهم بخصوص مصدقات التأجيل والتأخر لأشهر حتى إصدار النتائج، نظراً لعدم وجود مصحح إلكتروني بأعداد كافية!.
واشتكى الطلبة من عدم جاهزية الكثير من المخابر في الكليات العلمية وضيق الأمكنة، ووجود العديد من طلبات الشراء الخاصة بمستلزمات الطلاب لم يُستجاب لها أيضاً، كما هي الحال مع طلبة الكليات الموجودة في درعا.
ولم يخفِ طلبة جامعة البعث معاناتهم من المعاملة السيئة من قبل بعض أعضاء الهيئة التدريسية والموظفين، واستغربوا استمرار الوضع السيئ في المدينة الجامعية من حيث الصرف الصحي وانقطاع المياه والكهرباء رغم عشرات الوعود بحلّ المشكلات!.
وفي جامعة تشرين شدّدت المداخلات على ضرورة تأمين مبنى لكلية الفنون الجميلة وقاعات دراسية في كلية (الهمك)، وتأمين المواصلات من الريف للجامعة وإلى بعض الكليات داخل الجامعة. أما الجيران في جامعة طرطوس الحديثة العهد فكانت أزمة المواصلات من الريف إلى المدينة هي المشكلة الأبرز، إضافة لمشكلة عدم وجود سكن جامعي.
وكان لطلبة المعاهد في دمشق واللاذقية وحلب وباقي المعاهد الأخرى التابعة لأكثر من وزارة همومهم وشجونهم، التي اختصرت بعبارة “ردوا الاعتبار لخريجي المعاهد التقانية ولا تجعلوها مأوى للفاشلين دراسياً”!.
هذا غيض من فيض سيل المؤتمرات الطلابية التي لا تزال مستمرة في الانعقاد على أمل أن يصل الصوت وتتحرك عجلة التنفيذ ولو بالحدود الدنيا، علماً أن هناك مطالب عمرها عقود من الزمن لكنها لا تزال عالقة وكأنها مستحيلات!.