لوحة الفارس العربي لأدهم إسماعيل
واكب الفن التشكيلي السوري التحولات الاجتماعية والسياسية الكبيرة التي أحدثت تغييراً في المجتمع السوري لجهة نضال الشعب السوري وتضحياته من أجل نيل حقوقه في الاستقلال من المستعمر الفرنسي، وصولاً إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق الأهداف القومية، وقد شهدت فترة الخمسينيات وبالتحديد منذ ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي بداية نهوض معرفي جديد يلتزم بقضايا الأمة في أهدافها التي حددت بالوحدة والحرية والاشتراكية، وبالتالي رافق هذا المنهج العقائدي منتجاً أدبياً وفنياً يلتزم هذه القضايا ويدافع عن المبادئ ويدعو للوقوف في وجه أعدائها وتصليب إرادة الشعب في الدفاع عن حقوقه الوطنية والقومية. ويعتبر الفنان التشكيلي الراحل أدهم إسماعيل صاحب أول منجز عن القضية الفلسطينية في تاريخ الحركة التشكيلية المعاصرة في سورية والتي تحمل عنوان “أسرة مشردة” في عام 1950 ثم لوحة الفارس العربي التي عرضت في عام 1957 والتي تمثل فارساً يمتطي صهوة الحصان وبيده رمحاً في محاكاة للنهوض العربي الحتمي في مواجهة أعداء الأمة، هذه اللوحة للفارس التي أصبحت أيقونة تشكيلية ذات دلالة بالغة على مواكبة الفن التشكيلي والتزامه قضايا التحرر والمقاومة والنهضة.
أكسم طلاع