ثقافةصحيفة البعث

بعد عرض فيلم “ليليت” علا باشا: البطولة مسؤولية كبيرة

خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2009 وتجلت أهم إطلالاتها في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل “تخت شرقي” مع المخرجة رشا شربتجي و”لعنة الطين” و”سوق الورق” مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد و”المصابيح الزرق” مع المخرج فهد ميري و”القربان” مع علاء الدين كوكش، وغيرها من الأعمال التي استطاعت من خلالها الفنانة علا باشا حجز مكان لها كممثلة، وكان أبرز ما يميز مسيرتها عدم التسرع أو استعجال الشهرة من خلال خطوات مدروسة تخطوها.. ومؤخراً تابعها محبّو الفن السابع في فيلم “ليليت السورية” للمخرج غسان شميط في بطولة أول تجربة سينمائية لها.

فيلم “ليليت السورية” تجربتك السينمائية الأولى.. حدثينا عن هذه التجربة وخصوصيتها بالنسبة لك وكيف تعاملت معها، خاصة وأن المخرج أسند إليك دور البطولة.

“ليليت السورية” أول فيلم سينمائي طويل من بطولتي، وهذا الأمر حمَّلني مسؤولية كبيرة، وكان تحدياً كبيراً أمام نفسي مما جعلني أبذل جهداً كبيراً أثناء التحضير له وفترة التصوير، وفيه جسدتُ شخصية سناء التي تعبِّر عن المرأة السورية، وقد حاول الفيلم تسليط الضوء على جوانب عديدة من الوجع السوري.

أديتِ شخصية أكبر منك عمراً في الفيلم، فهل كان ذلك مغامرة بالنسبة لك؟ وكيف تجاوزتِ هذه الصعوبة؟ ومن ساعدك؟.

بالطبع كان مغامرة، ولكن أنا بالنهاية ممثلة، وكل شخصية تمسّني، وبغضِّ النظر عن عمر الشخصية فإن هذا يشجعني على القيام بأدائها، لذلك لم يكن عندي مشكلة في أن أخوض دور أم أكبر مني عمراً، دون أن ننسى أن ما مررنا به قد كبَّرنا جميعاً وصرنا نحسُّ بالألم الذي تشعر به الأم، ولا أنكر أنني خفتُ في البداية، إلا أن تشجيع المخرج غسان شميط وثقته الكبيرة بي جعلني أغامر، وكانت مغامرة ممتعة جعلتني أفكر أكثر بالأمومة التي لم أجربها، وقد تجاوزتُ صعوبة الدور بمساعدة صديقاتي سارة ورهام اللاتي كنَّ بناتي في الفيلم، واللواتي أصبحنَ ينادينني ماما في الحياة العادية، ولطالما كنتُ أشعر أنني مسؤولة عنهن، وكثيراً ما تدخلتُ بتفاصيل حياتهن اليومية أثناء تصويري للفيلم، وحتى الآن أشعر بمحبة خاصة لهن.

هل يمكن القول أن الفنانة علا باشا قبل “ليليت السورية” ليست كما بعده؟.

**أعترف أن هذا الفيلم وضعني أمام صعوبة الخيارات فيما بعد، إذ أنني أصبحتُ أبحث عن الدور الذي يتطلب مني جهداً أكبر ومساحة بحث أوسع، حيث أصبح التراجع بالنسبة لي أمراً مرفوضاً.

عُرِض الفيلم مؤخراً بعد سنوات من إنتاجه.. اليوم هل تغيرت نظرتك لما قدمتِه فيه؟.

بالتأكيد تغيرت نظرتي، وهذا أمر طبيعي، فالفيلم عُرِض بعد 3 سنوات من تصويره، وخلال هذه السنوات نضجت وازدادت خبرتي، وهذا جعلني أنقد نفسي في العديد من المَشاهد، ولا أنكر أنني لو صورتُ الفيلم اليوم فسيختلف أدائي في الكثير من مَشاهده، وفي الوقت ذاته سيظلّ شعوري في بعض المشاهد نفسه لأنه كان شعوراً صادقاً ونابعاً من داخلي في اللحظات الإنسانية.

لاقى الفيلم ترحيباً من قبل النقاد، فأية أسباب وراء ذلك برأيك؟.

أعتقد لأنه فيلم إنساني يعرض صوراً من الواقع خلال فترة الحرب، فاستطاع أن يلامس الجمهور كثيراً.

اُنتِجت أفلام عديدة عن الحرب على سورية، فما أبرز ما تميز به “ليليت السورية” برأيك؟.

أبرز ما تميز به هذا الفيلم أنه يحكي عن المرأة في الحرب والصعوبات التي واجهتها كأم وأخت وابنة.

حدثينا عن طبيعة وشكل العلاقة التي كانت تربطك بالمخرج غسان شميط أثناء تنفيذ الفيلم وما أبرز ما يتميز به المخرج شميط؟.

كانت علاقة ثقة متبادلة، حيث أن ثقته بي جعلتني أقدم أفضل ما عندي في كثير من المَشاهد، وأفضل ما يميز الأستاذ غسان أنه يستمع لآراء الممثلين ويأخذ بها، وهو هادئ، وانفعالاته منضبطة وقليل الغضب.

يمر الفنان بمراحل متعددة في مسيرته الفنية، فكيف تصفين المرحلة الفنية الحالية بالنسبة لك؟ وما أبرز ملامحها؟.

أعتبر نفسي في مرحلة وسطى، ولذلك فإن الطريق أمامي طويل، وأبرز ملامحه كثرة المنافسين في الوسط الفني وقلة الأدوار الهامة مما يجعلني أمام خيارات صعبة.

بين مسلسل “لعنة الطين” وهو أول عمل تلفزيوني لك واليوم، ما الذي تغير فيكِ كممثلة؟.

أصبحتُ أكثر ثقة بنفسي وأكثر ثباتاً أمام الكاميرا، بالإضافة إلى أنني أصبحتُ أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات والمشكلات التي تعترضني في مهنتي.

يسعى الممثل إلى تجسيد كل أنواع الشخصيات، فهل تسنى لك ذلك حتى الآن؟ وكيف تفسرين ابتعادك عن الكوميديا؟.

جسدتُ كثيراً من الشخصيات، ولكن توجد شخصيات لم أجسّدها وأرغب بتجسيدها، أما الكوميديا فلم أبتعد عنها، حيث أنني شاركت في مسلسلات “بقعة ضوء” و”مرايا” و”سوبر فاميلي” و”غيوم عائلية” وهي مسلسلات تقدم أنواعاً مختلفة من الكوميديا.

من يتابع مسيرتك يجد أنك لم تقعي في مطب الرغبة في الانتشار فكيف استطعتِ تحقيق هذه المعادلة؟.

لأني بشكل عام لم أكن على عجلة من أمري، بالإضافة إلى اعتذاري عن الدور الذي لا يضيف لي شيئاً.

تعاملتِ مع مخرجين من أجيال مختلفة في مشاركاتك التلفزيونية، فأي فارق وجدتِه بين جيل الشباب من المخرجين والجيل القديم؟.

لكل جيل صفاته الخاصة وميزاته، فالجيل القديم الذي لديه الخبرة لا غنى عنه، والجيل الجديد يضيف أفكاراً ومواضيع جديدة نحن بحاجة لها لمواكبة الزمن، فالكل يكمل الكل.

وماذا عن المطبات التي يقع فيها بعض مخرجينا اليوم؟.

ربما بسبب اعتمادهم على ممثلين محددين باستمرار وعدم المغامرة في التجربة مع ممثلين جدد.

كانت بداياتك من خلال المسرح، فأية أسباب وراء ابتعادك عنه اليوم؟.

شاركتُ بعد التخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في ثلاث مسرحيات هي “الأرامل” و”منحنى خطر” و”ليلة القتلة” وبعد هذه العروض لم يأتِني ما هو مناسب وكما أريد، وأنا الآن أعمل كأستاذة مساعدة للأستاذ حسن عويتي في مشروع تخرّج السنة الرابعة من المعهد لهذا العام.

ما هو جديدك؟.

انتهيتُ من تصوير مسلسل “رائحة الروح” مع المخرجة سهير سرميني، كما شاركتُ في الفيلم السينمائي “حنين الذاكرة” الذي شارك في إخراجه يزن أنزور وكوثر معراوي وعلي الماغوط وسيمون صافية، وأواصل حالياً تصوير مشاهدي في مسلسل “عطر الشام” الجزء الثالث من إخراج محمد زهير رجب.

أمينة عباس

Comments are closed.