تونس تقترب من تحرير سعر عملتها
تعاني تونس من ارتفاع كبير في نسب التضخم وتقهقر حاد في قيمة الدينار التونسي قد يتبعه إعلان تحرير سعر الصرف في القريب العاجل – كما قال مختار بن حفصة – عضو اللجنة الإفريقية لشبكة إلغاء الديون غير الشرعية. وأضاف بن حفصة: إن المؤشرات الاقتصادية الكلية المتعلقة بالنمو والمديونية، والعجز التجاري، وعجز ميزان المدفوعات، إضافة إلى تدهور قيمة الدينار، والضغوط السياسية غير المباشرة لتفعيل حزمة الإجراءات المنصوص عليها في برنامج “الإصلاحات” أدت جميعها إلى عدم قدرة البنك المركزي على الوفاء باحتياجات البلاد من العملة الأجنبية. وكان محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي قد قال في أول مؤتمر صحفي له بعد توليه المنصب: إنه غير قادر على الدفاع عن الدينار في ظل تراجع الاحتياطي الأجنبي إلى ما دون قيمة الواردات في 80 يوماً. وأن عجز ميزان المعاملات الجارية سجل 10% للمرة الأولى وسط مؤشرات اقتصادية “مخيفة” تظهر عمق المتاعب الاقتصادية التي تعانيها البلاد.
وشدد الخبير الاقتصادي التونسي على أن المؤسسات المالية والحكومية في طريقها لتحرير سعر الصرف لأن تقليل سعر الدينار مطلوب بدعوى تشجيع الاستثمار الخارجي المباشر، وكذلك تشجيع الصادرات وهي المعادلة المعروفة وفقاً لـ بن حفصة في برامج الإصلاح الاقتصادي بغض النظر عن الظرف الاقتصادي والوضع الاجتماعي. وسبق أن حذر محافظ البنك المركزي من الوصول إلى مرحلة لا يمكن فيها السيطرة على التضخم، والتحكم فيه بعد بلوغ معدل تضخم معدل 7,1% نهاية شهر شباط الماضي، الأمر الذي دفع البنك المركزي للتدخل والرفع في معدل الفائدة الرئيسية بنحو 0,75% إلى 5,75%.