غارديان: تصريحات جونسون نسفــــت مصداقيـــــة لنــــدن
شنت الصحف البريطانية هجوماً عنيفاً على وزير خارجية المملكة المتحدة بوريس جونسون، لتصريحاته في قضية تسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سولزبري.
فبعد صحيفة “إندبندنت”، نشرت صحيفة “غارديان” تقريراً بقلم الكاتبة غابي هينسليف، وجّهت فيه انتقادات شديدة اللهجة إلى عميد الدبلوماسية البريطانية، وذكر التقرير أن جونسون ليس “كارثة بصدد الحدوث”، بل هو كارثة حدثت مراراً وتكراراً على مدى السنوات الأخيرة، ولم يتغير شيء سوى حجمها.
وشددت الصحيفة على أنه كان على جونسون الاستقالة قبل أشهر، وأشارت إلى أن ما أتاح لجونسون البقاء في منصبه هو ضعف رئيسة الوزراء تيريزا ماي، مشيرة إلى أنه على جونسون الإدراك أن وزارة الخارجية ليست مكاناً مناسباً لاستخدام تجاوزات وشائعات لتوضيح الموقف، وأن أي انحراف من الحقائق، حتى لو كان صغيراً، يجلب تداعيات خطيرة، لا سيما فيما يتعلق بالمعطيات الاستخباراتية، وذكّرت بأن وزير الخارجية لم يستخلص هذا الدرس المهم، ما تبين بوضوح مؤخراً، حيث أصر في مقابلة أجرتها معه شبكة “دويتشه فيله” الألمانية أن “شاباً” من مختبر “بورتون داون” البريطاني أكد له أن روسيا هي مصدر مادة “نوفيتشوك” السامة التي تقول لندن إنها استخدمت في تسميم سكريبال وابنته.
وفي الأسبوع الماضي، نفى المدير التنفيذي للمختبر غاري أيتكينهيد صحة هذه التصريحات، مؤكداً أن الخبراء عاجزون عن تحديد مصدر المادة.
وقارنت “غارديان”، كما قد فعلته “إندبندنت”، تصريحات جونسون بالبراهين المزيفة التي استخدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا لاحتلال العراق عام 2003، مشيرة إلى أن حديثا يدور أيضاً عن سوء استخدام المعلومات الاستخباراتية، مشددة على ضرورة أن تستند أي اتهامات من قبل الحكومة على وقائع ومعلومات استخباراتية موثوق بها.
وشددت الصحيفة على أن الحكومة البريطانية، مهما كانت ملابسات قضية سكريبال، فقدت المصداقية لاتهام موسكو، بعد أن أعطى جونسون، إما كان ذلك عمدا أو عن طريق الصدفة، فرصة جيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتساؤل بخصوص صدقية كل ما جاء على لسان المسؤولين البريطانيين، وذكرت أن جونسون، بالرغم من اتهامه زعيم المعارضة البريطانية جيريمي كوربين بالمساس بالأمن القومي، هو نفسه سلّم “على طبق” من ذهب إلى موسكو الانتصار في الحرب الدعائية، حيث ورّط المختبر البريطاني الحيادي في الأزمة السياسية ونسف جهود الاستخبارات البريطانية عموماً.
وخلص التقرير إلى أنه على أي حكومة بريطانية مقبلة إدراك أهمية إبقاء الباب مفتوحاً للشكوك وعدم الانحراف عن الحقائق والوقائع، مضيفة: إن تساؤلات كوبرين بخصوص قضية سكريبال لا تجعل منه سياسياً غير وطني، مهما كان الطرف المسؤول عن تسميم الضابط الاستخباراتي الروسي السابق وابنته.