للجمعة الثانية.. 8 شهداء وأكثر من ألف جريح في قمع الاحتلال مسيرات العودة
استشهد 8 فلسطينيين بينهم طفل وأصيب أكثر من ألف آخرين بجروح وحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في مسيرات العودة في قطاع غزة، وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشهداء هم الطفل محمد ماضي 14 عاماً شرق مدينة غزة وأسامة قديح 37 عاماً شرق مدينة خان يونس ومجدي شبات 38 عاماً شرق مدينة غزة وصبحي أبو عطيوي 20 عاماً وابراهيم العر 20 عاما شرق مخيم البريج وسط القطاع، مشيرة إلى أن جميعهم استشهدوا جراء إصابتهم برصاص قوات الاحتلال.
وكان الشاب ثائر رابعة 30 عاماً استشهد صباح أمس متأثراً بجراح أصيب بها الجمعة الماضي شرق مخيم جباليا ليرتفع عدد الشهداء منذ الجمعة الماضي في مسيرة العودة الأولى إلى 25 شهيداً.
ودعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كيان الاحتلال إلى عدم استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين الفلسطينيين، وقالت المتحدثة باسم المكتب إليزابيث ثروسل: “ينبغي عدم استخدام الأسلحة النارية لأن اللجوء غير المبرر لاستخدامها قد يصل الى مستوى قتل المدنيين عمدا وانتهاك خطير لمعاهدة جنيف الرابعة”.
ويواصل الشعب الفلسطيني إحياء فعاليات مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية للتعبير عن تمسكهم المطلق بحق العودة إلى أرضهم وبيوتهم التي هجرهم منها الاحتلال الإسرائيلي، وللتنديد بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال وعزمه نقل سفارة بلاده إليها في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.
ففي قطاع غزة توافد الآلاف الى المناطق الشرقية للقطاع للمشاركة في المسيرات، وسارعت قوات الاحتلال إلى إطلاق النار على المتظاهرين، كما أطلقت قنابل الغاز السامة بكثافة، بينما بدأ عدد من الشبان بإشعال الاطارات المطاطية لحجب الرؤية وتقليل حجم الاصابات في صفوف المتظاهرين.
واستهدفت قوات الاحتلال للنقاط الطبية والإسعاف شرق رفح بقنابل الغاز، وذكرت مصادر محلية أنّ الاحتلال استخدم قنابل الغاز بعيدة المدى في محاولة لتفرقة المتظاهرين شرق القطاع، واستخدمت طائرتان عسكريتان إسرائيليتان في إطلاق هذه القنابل على المتظاهرين المدنيين.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن عدداً من الفلسطينيين أحرقوا صور ملك النظام السعودي وولي عهده خلال مسيرات العودة احتجاجاً على خطواتهما التطبيعية مع كيان الاحتلال.
وفي الضفة الغربية أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص الحي إلى جانب العشرات بحالات اختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال قمع قوات الاحتلال مسيرات عدة خرجت في رام الله والبيرة ونابلس وبيت لحم وقلقيلية والخليل وأريحا، وأعرب المشاركون في المسيرات عن تضامنهم مع قطاع غزة المحاصر، مطالبين برفع الحصار عنه، ومنددين بسياسة الاحتلال الاستيطانية.
إلى ذلك، قال عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: “إنّ الكيان الصهيوني حاول بكل الطرق وقف المسيرات”، مضيفاً: “إنّ هذا الحراك الجماهيري أعاد للقضية الفلسطينية موقعها وهذا ما يزعج أمريكا والاحتلال”، مؤكداً استمرار الفلسطينيين في مسيرتهم مهما كانت التضحيات وأنّ الاحتلال إلى زوال.
وكان قد خرج الجمعة الماضي عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرة العودة الكبرى في عموم فلسطين، وقام الاحتلال بقمعها بالرصاص الحي وقنابل الغاز، ما أدى إلى سقوط شهداء ومئات الجرحى في أكثر من منطقة في قطاع غزة، إضافة إلى عشرات الإصابات بالضفة الغربية، وبحسب المصادر الطبية، فإنّ عدد الشهداء منذ الجمعة الماضية بلغ 20 شهيداً وأكثر من 1500 إصابة.
في الأثناء، جدّدت زوارق الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصيادين الفلسطينيين ومراكبهم في عرض بحر شمال قطاع غزة، ما اضطر الصيادين لمغادرة مواقع عملهم.
ويفرض الاحتلال على قطاع غزة حصاراً جائراً منذ 2006 كما تواصل سلطات الاحتلال استهداف الصيادين ومراكبهم في محاولة للتضييق على الأهالي وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد.