بعد الصافرة شغب بنكهة جديدة
عاد الشغب ليطل برأسه في أحداثنا الرياضية ويفسدها، فخلال مباراة الوحدة وضيفه الاتحاد ضمن منافسات كأس الجمهورية بكرة السلة، وكعادة مباريات الفريقين خلال الفترة الماضية، تسبب تصرف غير أخلاقي من أحد اللاعبين في توتير الأجواء، ونزول الجمهور إلى أرضية الصالة، لتتوقف المباراة، ويدخل الحابل بالنابل، ولولا تدخل العقلاء لوصلت الأمور إلى الأسوأ!.
ومع تكرار هذه الحادثة نتساءل: ألم يحن الوقت لإدارتي الناديين لوضع حد لهذه المهزلة؟ ففي كل مرة يلتقي فيها الفريقان، كروياً أو سلوياً، تبدأ موشحات الإساءة والتجاوزات دون أن تجد من يوقفها، حتى إن أحد أعضاء إدارة أحد الناديين خرج على الإعلام وصرح بكرهه الصريح للنادي الآخر، وكأننا أمام تصفية حسابات، ولسنا أمام منافسة رياضية شريفة؟!.
الأنظار الآن باتت على مباراة الفريقين ضمن الدوري الكروي يوم الجمعة المقبل، كون نتيجتها ستحدد هوية حامل اللقب، وأمام كل هذا التوتر الذي ساهمت به صفحات التواصل الاجتماعي، فإن خروجها دون مشاكل يتطلب إجراءات خاصة يتقدمها الوعي، والبعد عن كل الحسابات غير الرياضية، فمن المعيب أن يكون جمهورا ناديين بحجم الوحدة والاتحاد مسببين للشغب بدلاً من أن يكونا مساندين ومشجعين لفريقيهما.
لسنا هنا في وارد تحديد مسؤولية الأخطاء التي تحصل بين جماهيرنا، لأن مسبباتها واضحة، لكننا نجد أننا انتقلنا إلى مراحل متقدمة من الشغب قائمة على أمور غير رياضية، فمنذ عودة الجماهير لحضور المنافسات الرياضية وحالات الشغب في ازدياد، وكل العقوبات السطحية التي تفرض لم تنجح في وضع حد لها، لأن المعالجة دائماً تكون للنتائج لا للأسباب التي تشعبت!.
على العموم الكل يجب أن يقف اليوم في وجه هذه الظاهرة التي تجاوزت حدودها الرياضية، وجعلت مبارياتنا الجماهيرية نقمة بدلاً من أن تكون نشاطاً رياضياً يعطي صورة حضارية عن رياضتنا وجماهيرها.
مؤيد البش