تحقيقاتصحيفة البعث

رسائل مؤثرة في سلوكيات الطفل

وسائل الإعلام بشكلها القديم والحديث، كان لها تأثيراتها السلبية والإيجابية على الكبار والصغار معاً، ولذلك لا بد من تحصين المجتمع، وخاصة الأطفال من خطر التدفق الإعلامي لتجنّب الآثار السلبية التي تؤدي إلى الانحراف والتمرد على القيم النبيلة والسامية، واحترام القوانين الاجتماعية والأخلاقية، فالوعي الإعلامي للكبار يجعل الطفل محصناً من القنوات المعادية التي تستهدف شرائح المجتمع ككل، وخاصة الأطفال من خلال برامج مدبلجة، أو دراما موجهة لهذه الغاية، فالمواد الإعلامية السيئة تحد من خيال الطفل، ومن تحصيله العلمي، فالجميع من المنزل إلى المدرسة، والجهات المعنية كافة مطالبة بمتابعة تعرّض الطفل إلى المواد الإعلامية السيئة من وسائل الإعلام كافة “المتلفزة أو المسموعة أو المقروءة” في ظل تطور التقنيات الحديثة مثل الهاتف النقال الذي له التأثير السحري على السلوك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فالإعلام الجيد ينمّي حب المعرفة، والاكتشاف لدى الطفل، ويجعل أفقه وخياله واسعاً ومعافى صحياً وعقلياً، وبناء شخصية سليمة منسجمة مع تطور المجتمع ونهوضه نحو الأفضل والأحسن.

الدكتور أحمد الأصفر، اختصاص علم الاجتماع من كلية الآداب والعلوم الإنسانية “جامعة دمشق”، قال: وسائل الإعلام تؤدي دوراً سلبياً تجاه جمهور الأطفال إذا لم يحسن استخدامها بالشكل الأمثل، لذلك لابد لوسائل الإعلام أن تمتلك كادراً جيداً يتمتع بمهارات وكفاءات عالية من أجل إرسال المواد الإعلامية التي تساهم بشكل إيجابي في تنشئة الأطفال تنشئة صحيحة وطنياً وأخلاقياً وسياسياً، مؤكداً أنه لابد من التوافق بين الرسالة الإعلامية والمهارة والكفاءة لكي تؤدي دورها الإيجابي في منع الطفل من الانحراف، مع ضرورة خضوع الطفل للمراقبة والمتابعة من قبل الأسرة كي لا يذهب إلى مواقع ضارة تدفعه إلى سلوكيات خاطئة، لاسيما من خلال مواقع الأنترنت، والمحمول.

الدكتور محمد العمر، عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق، قال: وسائل الإعلام لها تأثيرها حالياً على الكبار قبل الصغار، وعندما نتعامل مع أية وسيلة إعلامية في أي موضوع إعلامي، يجب أن نكون دقيقين حيال ذلك، لاسيما المادة الإعلامية الموجهة للأطفال، فالطفل مادة خام بيضاء نقية نظيفة يجب التعامل معه على حذر، على مبدأ العلم في الصغر كالنقش على الحجر، فالكلمة التي تقال سوف تترسّخ في ذهنه مدى الحياة، وإذا كانت سلبية فإن لها أبعاداً خطيرة سياسياً وأخلاقياً، وتترك أثراً مخيفاً انطلاقاً من هذه الخطورة، ومن هذه الأهمية لابد من التعامل مع وسائل الإعلام بحرفية عالية في الرسائل الإعلامية التي تبث لجمهورها، وخاصة جمهور الأطفال الذين هم دون سن الشباب، ويتعاملون مع المعلومة، والخبر، والنسخ، واللصق مع تقنيات حديثة تؤثر تأثيراً كبيراً على سلوك الطفل، وخاصة من خلال “الموبايل” المتواجد مع الطفل داخل المنزل أو خارجه، فالمتابعة ضرورية جداً للأطفال خلال تعرّضهم لوسائل الإعلام، لاسيما برامج الأطفال، والدراما الموجهة شكلاً ومضموناً من القنوات المعادية التي تضع السم في هذه المواد الإعلامية بهدف انحطاط سلوكيات الأطفال أخلاقياً، وانحرافهم بما يضر بالمجتمع وسلامته، وأضاف: لابد من تضافر كافة الجهود في المجتمع المحلي كالأسرة، والمدرسة، والجهات المعنية كافة لجعل وسائل الإعلام بتطورها الهائل والمتسارع تؤثر بشكل فعال وجيد على جمهور الأطفال بما يضمن بناء جيل قوي ومتماسك أخلاقياً واجتماعياً.

محمد الجمال