ثقافةصحيفة البعث

إرادة الحيـاة تنتصـر “من ضفاف الفرات إلى غوطة دمشق”

 

 

بعد أن سقط المحال تحت أقدامهم, وتفتحت شقائق النعمان من امتزاج الأرض بدمائهم, وسطروا ملاحم العزة والفخار, أبطال الجيش العربي السوري وبسطوا الأمن والأمان على ضفاف الفرات, وعاد كثير من الأهل المهجرين إلى بيوتهم, فكان لابد من أن تتحد الكلمة والرصاصة لتقول أن سورية باقية ورحل الغربان يجرون ذيول الخيبة والخسران, من هنا افتتح الرفيق علي العجيل أمين فرع الرقة للحزب فعاليات مهرجان السبخة الثقافي بعنوان (من ضفاف الفرات إلى غوطة دمشق إرادة الحياة تنتصر في وطن الحياة سورية) وسط حضور جماهيري من أهالي الرقة.. وقد توزعت فعاليات المهرجان على عدة محاور, بدأت بالنشيد الوطني, ثم تم افتتاح معرض للتصوير الضوئي (الرقة من الدمار إلى الأعمار) رصدت لوحاته ما تم انجازه في الرقة ضمن منجزات التصحيح في عهد القائد المؤسس حافظ الأسد, ومسيرة التحديث والتطوير بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد, ثم الدمار الذي لحق بالرقة جراء عدوان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وما رافقه من فكر تكفيري وإرهابي ضمن العدوان الكوني على سورية..
وقدمت قصائد شعرية لعدد من شعراء الرقة وسورية (رشيد الحميد, وعلي العثم, وعبد الرحمن البوعريف, وعباس حيروقة, ومصطفى صمودي) تغنت تلك القصائد بالوطن والقائد في صموده الأسطوري.. يقول الشاعر صمودي:
يا قامة الضوء مدي للمحب يدا
روحي لعينيك بأرض الشآم فدا
إذا شدوت شدوت الشام أغنية
وإن صمت سرت في مسمعي صدى
وقف عليها صباباتي وعاطفتي
من هام بالشام أضناه الهوى أبدا
أما الشاعر عباس حيروقة قال:
مازال في الشام يجلو ناظري بردى
ويخفق القلب إذ ما قاسيون بدا
وترقص الروح رقص المولوية إذا
ما كان في حضرة الأنوار متقدا
هي الشآم على أسوار قلعتها
حط الفخار ولم يبرح هنا أبدا
كما قدمت ندوة ثقافية بعنوان (ضفاف الفرات من الانتصار إلى الإعمار) تحدث في بدايتها الرفيق حسين ديوب أن هناك فريقين شاركا في الانتصار والمقاومة هم فرسان الرصاصة وفرسان الكلمة, فالرصاصة تقتل الإرهابي والكلمة تقتل الإرهاب, لأن الرصاصة مداها مئات الأمتار والكلمة مداها مئات الأجيال, ومهرجان السبخة هذا هو رسالة بمستوى الوطن, وتأكيد على أن المواطن السوري قادر على تجاوز الصعاب مهما كانت قاسية, وخلال أشهر قليلة من تحرير هذه الأرض وجدنا اللون الأخضر يشكل مساحة واسعة من هذه البقعة المحررة فقد عادت إليها الحياة.
وتحث سامي طه مدير ثقافة حماة عن أهمية إعادة إعمار الإنسان أولا لأن الحرب الإرهابية التكفيرية استهدفت الإنسان العربي السوري في أصالته وقيمه ومبادئه, وأن إعادة اعمار الحجر هي بسيطة مقابل إعادة اعمار الإنسان، وأشار إلى بلدة طيبة الإمام في حماة وما تعرضت له من دم وبعد تحريرها عاد أهلها إليها وبدؤوا بالإعمار حتى تجاوزت نسبة الاعمار اليوم 70%, وهذه دلالة مؤكدة على قدرة الإنسان على البناء في حال توفر الإرادة والإنسان السوري يملك الإرادة، كما امتلك الصبر والصمود في وجه كل القوى الظالمة التي تحاول اخضاعه ,فبسالة القائد بشار الاسد وصمود الجيش العربي السوري وما قدمه من تضحيات, وصمود الشعب السوري, هي أقانيم ثلاثة للصمود وانطلاقة نحو الحياة والنصر.
وتحدث د. حسين جعفر أمين شعبة الريف الأولى أن الهدف من الحرب الكونية على سورية هو إسقاطها ومحور المقاومة والحفاظ على أمن إسرائيل، وتمييع القضية الفلسطينية, كما تطرق إلى انتصارات جيشنا الباسل في الغوطة الشرقية وان كل رصاصة تصوب باتجاه الإرهابيين تغير خريطة المنطقة وتقلب كل الموازيين، وتطرق جعفر إلى تصدى حزبنا العظيم إلى المؤامرات عبر تاريخه النضالي وفي كل مرة يخرج أقوى مما كان لأنه حزب عقائدي جماهيري.
واختتم المهرجان بحفل فني لفرقة الرقة للفنون الشعبية بقيادة الفنان إسماعيل العجيلي تضمن مسرحية غنائية بعنوان “ليل البوادي” ومقاطع غنائية للفنان الشعبي إبراهيم الأخرس على الربابة وأغني للوطن والقائد بصوت الفنانة رنيم عساف.

محمود البعلاو