الجعفري يفنّد الأكاذيب الغربية حول “الكيماوي”: عهود الهيمنة ولّت منذ زمن بعيد نيبينزيا: بعد العدوان من الصعب أن تتحمّس سورية للعودة إلى مباحثات جنيف
فنّد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، أكاذيب وتخرّصات دول العدوان، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مؤكداً أن الحكومة السورية سهّلت الإجراءات اللازمة لوصول بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما للتحقيق بمزاعم استخدام الكيميائي فيها، فيما شدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت بناء على طلب من روسيا لمناقشة الوضع الإنساني في مدينة الرقة ومخيم الركبان للاجئين على الحدود السورية مع الأردن، على أنه لا يحق للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أخلاقياً اتخاذ مبادرات حيال سورية بعد عدوانها عليها، وعلى أنه بعد العدوان الثلاثي من الصعب أن تتحمّس الحكومة السورية للعودة إلى مباحثات جنيف، وأكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، ما تشاو شيوى، أن الصين تعارض استخدام القوة في العلاقات الدولية، وأي اجراءات أحادية خارج مجلس الأمن مرفوضة لأنها تخالف ميثاق الأمم المتحدة.
وفيما جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس تأكيده على أن تصرفات مجموعة الدول الغربية التي ارتكبت عملاً عدوانياً ضد سورية شكلت انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي، وأضرت بشكل كبير بعملية التسوية، وشددا على ضرورة إجراء تحقيق موضوعي وشامل ونزيه في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في دوما. في وقت أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العدوان الثلاثي يصب في مصلحة الإرهابيين ويؤثر سلباً على نظام العلاقات الدولية في العالم بأسره، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني إدانته للعدوان، مؤكداً أنه عمل إجرامي، داعياً الجميع إلى إبداء الحساسية إزاء التدخلات غير القانونية في شؤون المنطقة.
وفي التفاصيل، أكد الجعفري أن الانجازات الحقيقية لـ “التحالف الدولي” المزعوم بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم” داعش” الإرهابي تمثّلت بإزهاق أرواح آلاف المدنيين الأبرياء باستخدام أفظع الأسلحة، بما فيها الأسلحة الحارقة وتدمير البنى التحتية السورية، وأشار إلى أن ما حصل في الرقة مثال على جرائم “التحالف”، مؤكّداً أن التحالف يهدف في الحقيقة إلى تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية ومحاولة إضعاف جيشها، وأضاف: “التحالف” دمّر كل المشافي والمستوصفات في الرقة، ولا يوجد أي مشفى عامل في المدينة، وهناك نقص كامل في الخدمات العامة، حيث لا يوجد مياه ولا كهرباء.
وأضاف الجعفري: الرقة، التي كان يقدّر عدد سكانها بنحو 300 ألف شخص قبل الأزمة أصبحت تضم نحو 7000 شخص في نهاية هجوم “التحالف”، وأشار إلى أن تقرير بعثة الأمم المتحدة التقييمية إلى مدينة الرقة مطلع الشهر الجاري أكّد أن المدينة تواجه وضعاً حرجاً يتطلّب إعادة بناء كاملة وإعادة هيكلة الإدارة والخدمات العامة بأكملها من الصفر، ووصف الرقة بأنها مدينة شهيدة بعد تدميرها بشكل كامل من ذاك “التحالف”، وتابع: الحكومة السورية وافقت على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان لكن القوات الأمريكية الموجودة في المخيم منعت ذلك ووضعت شروطاً مستحيلة لإيصال هذه المساعدات، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ترفض دخول أي وفد الى مخيم الركبان لأنها تستخدمه في تدريب فلول “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى عسكرياً، واستخدامهم في معارك أخرى ضد سورية والعراق وليبيا وغيرها.
وفنّد الجعفري أكاذيب محور العدوان، وقال: مندوب السويد طالب الحكومة السورية القيام بأشياء كثيرة لكنه لم يطالب بإنهاء الاحتلال الأمريكي والتركي والإسرائيلي لأجزاء من أرض سورية، ولم يطالب بإدانة العدوان الثلاثي عليها، مضيفاً: على مجلس الأمن الدولي الاضطلاع بولايته بموجب أحكام الميثاق، والتصدي للاحتلال الأمريكي والتركي والإسرائيلي، والتصدي كذلك للدول الداعمة للمجموعات الإرهابية.
وشدد الجعفري على أن بعض الدول، بما في ذلك فرنسا والدول التي شنت العدوان الجبان على سورية بتاريخ 14 الجاري، لم تفهم بعد أن إرادة الشعوب في التحرّر والاستقلال قد أصبحت حقيقة راسخة، وأن عهود الهيمنة قد ولّت منذ زمن بعيد، وأضاف: إن محاولات العودة إلى عهود الهيمنة لن يكتب لها النجاح مهما بلغ حجم حمم الأساطيل الحربية والطيران والصواريخ والتهديد بالقوة والإمعان في دعم الإرهاب تحت أي عنوان كان، وأضاف: إن طائرات “التحالف الدولي” غير الشرعي شنّت عدواناً جوياً ضد الجيش العربي السوري في جبل الثردة بمدينة ديرالزور عام 2016 بهدف توفير ممر آمن لعناصر تنظيم “داعش” الإرهابي بين الأراضي السورية والعراقية، مؤكداً أن “تحالف واشنطن” قدّم الدعم والحماية لبقايا تنظيم داعش الإرهابي في ديرالزور وأنقذهم من مصيرهم المحتوم على يد الجيش العربي السوري ليعيثوا فساداً على امتداد الشريط الحدودي بين سورية والعراق، ولفت إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا توجّت دعمها للمجموعات الإرهابية بعدوانها الثلاثي على سورية بمشاركة السعودية وقطر و”إسرائيل”، وجاء انتقاماً من الجيش العربي السوري بعد أن هزم أدواتهم الإرهابية في الغوطة الشرقية.
نيبينزيا: لا يحق لدول العدوان اتخاذ مبادرات
وشدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال الجلسة، على أنه لا يحق للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أخلاقياً اتخاذ مبادرات حيال سورية بعد عدوانها عليها، وعلى أنه بعد العدوان الثلاثي من الصعب أن تتحمّس الحكومة السورية للعودة إلى مباحثات جنيف، مشيراً إلى أن الحكومة السورية وروسيا اتخذتا خطوات كثيرة لتحسين الأوضاع في الغوطة الشرقية بعد طرد التنظيمات الإرهابية منها.
وقال نيبينزيا: هناك وضع كارثي في الرقة، و”التحالف الدولي” بقيادة واشنطن طرد تنظيم داعش الإرهابي منها واستولى عليها، مؤكداً أنه هناك مأساة إنسانية حقيقية يعيشها السكان في الفوعة وكفريا ومخيم الركبان والرقة، وأضاف: إن مدينة الرقة أضحت أطلالاً، مؤكداً أن بعثة الأمم المتحدة تمكّنت مؤخراً من دخولها للوقوف على الوضع فيها، ورغم أن الزيارة استمرت فقط لساعات قليلة، كانت كافية لمشاهدة أن المدينة في حالة خراب.. تحت الأنقاض أكوام من الجثث، كل يوم تنفجّر الألغام في السكان، وهناك لا مستشفيات ولا مدارس.
وأضاف نيبينزيا: إن وجود القاعدة الأمريكية قرب مخيم الركبان في منطقة التنف يعدّ انتهاكاً للسيادة الوطنية السورية، ودعا الولايات المتحدة وحلفاءها إلى الامتناع عن القيام بأعمال استفزازية في سورية، وأكد أن ما تقوم به واشنطن يهدف لتقسيم البلاد، وتابع: على المجتمع الدولي عدم التلاعب بالوضع الإنساني في سورية لأهداف وأجندات سياسية.
في الأثناء ناقش بوتين في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تصعيد الوضع في سورية وحولها وأكد من جديد أن تصرفات مجموعة الدول الغربية التي ارتكبت عملاً عدوانياً ضد سورية شكلت انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي بما فيه ميثاق الأمم المتحدة وبالتالي أضرت بشكل كبير بعملية التسوية في سورية. وقال الكرملين في بيان: إن بوتين وميركل شددا خلال الاتصال على ضرورة إجراء تحقيق موضوعي وشامل ونزيه من قبل فريق تقصي الحقائق في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الموجود حالياً في سورية في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في دوما. وأعرب الجانبان عن رغبتهما واستعدادهما للتعاون في تعزيز استئناف الجهود السياسية والدبلوماسية بشأن الأزمة في سورية بما في ذلك عبر مساري جنيف وأستانا ومواصلة الاتصالات الثنائية بشأن هذه المسألة.
كما بحث بوتين والرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف فى اتصال هاتفي الوضع فى سورية وأدان الرئيسان الضربات الصاروخية الأخيرة للولايات المتحدة وحلفائها على الأراضي السورية، وأضاف البيان إنه جرى التأكيد خلال المحادثة بشكل خاص على أن هذه الأعمال العدوانية قد تمت دون موافقة مجلس الأمن الدولي وتعتبر بمثابة انتهاك مباشر لميثاق الأمم المتحدة وقواعد ومبادئ القانون الدولي.
لافروف: يصب في مصلحة الإرهابيين
بدوره قال لافروف خلال حفل استقبال بمناسبة عيد الفصح: إن الخطوات العدوانية ضد سورية تفاقم فقط الوضع الإنساني وتصب في مصلحة الإرهابيين وتؤجل آفاق التوصل لتسوية سلمية على أراضي سورية التي عانت طويلاً، مؤكداً عزم روسيا مواصلة سياستها القائمة على مبدأ احترام سيادة الأراضي السورية والقوانين الدولية وقال: إن تصعيد الوضع في سورية يؤثر سلباً على نظام العلاقات الدولية في العالم بأسره وعليه ستواصل روسيا السعي من أجل احترام سيادة ووحدة أراضي سورية والدول في هذه المنطقة وغيرها.
من جانبه أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن بلاده غير مستعدة للتحاور مع الدول الغربية فى مجلس الأمن الدولي حول سورية بعد العدوان الثلاثي عليها يوم السبت الماضي وقال إن مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى مجلس الأمن حول سورية يأتي فى غير وقته وموسكو ليست مستعدة للتحاور مع الغرب حول سورية بعد هذا العدوان عليها.
في الأثناء قال الرئيس الإيراني خلال اتصال هاتفي تلقاه أمس من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إن قيام عدة دول كبرى متغطرسة بالهجوم على أي دولة بأي وقت تشاء هو بدعة قبيحة للغاية فى العلاقات الدولية، لافتاً إلى أن الدول الغربية تتصرف فى موضوع السلاح الكيميائي بمعايير مزدوجة، وأضاف روحاني إن الأهداف المشتركة للتعاون بين طهران وموسكو وأنقرة فى سورية هي محاربة الإرهاب وإنهاء الأزمة وإرساء الأمن فى المنطقة وهذا التعاون يجب أن يؤدي إلى خفض التوتر ويحول دون تدخل الدول الغربية فى سورية.