أحزاب ومنظمات بذكرى الجلاء: سورية ستبقى قلب العروبة النابض
في الذكرى الـ 72 لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية الحبيبة تتجلى معاني وقيم الجلاء باستذكار الثورات، التي اشتعلت على مساحة الأرض السورية، من غرب سورية الى شرقها ومن شمالها الى جنوبها ضد الاحتلال الفرنسي، والتي تتكرّر اليوم بجبهات القتال، التي يحقق فيها الجيش العربي السوري النصر المؤزّر على المجاميع الارهابية المدعومة من القوى الغربية والعربية المعادية.
وفي هذه الذكرى، أكدت نقابة الفنانين، في بيان، أن الجلاء تحقق بفضل تضحيات ونضال أبناء الوطن ووحدتهم الوطنية وكفاحهم وحبهم لوطنهم ودمائهم النقية التي طهرت الأرض السورية محققة انتصاراً تاريخياً هو الأول من نوعه في المنطقة العربية، والذي أسقط المؤامرات والمشاريع الاستعمارية ضدها، راسماً طريق المقاومة لبقية دولها، ليصنع تجربة نضالية فريدة في الدفاع عن الأرض ومقاومة الاستعمار، تجربة زادت من يقين الآخرين أن طريق المقاومة بمختلف أشكالها هي السبيل الوحيد لمواجهة الاستعمار وتحقيق الاستقلال والكرامة الوطنية.
وأضافت النقابة: إن عيد الجلاء ليس كبقية الأعياد والمناسبات، فهو عيد تحقق بقوة الإرادة والصبر وحب الوطن والتشبث بالأرض وبالكفاح والنضال المستمر وبالعطاء وبذل الدم في سبيل الوطن، مؤكدة أن الشعب العربي السوري عرف عبر التاريخ أنه شعب حر أبي لا يعرف الهوان والاستسلام والرضوخ ولا يعرف المذلة، وصاحب تجربة نضالية ميّزته عن غيره، فكل الاستعمار الذي مر على أرضه قد دحر وبقيت أرضه طاهرة، مشيرة إلى ذكرى الجلاء تمرّ ووطننا الحبيب يواجه منذ ثمانية أعوام حرباً شرسة ظالمة لم يعرف التاريخ لها مثيل من حيث الإرهاب والإجرام والدعم بمختلف أنواعه، حرب رسمت وخططت من قبل أمريكا و”إسرائيل” ودول الغرب وتركيا بالتعاون مع دول الرجعية العربية، الفاقدة لسيادتها وكرامتها، ونفذت من قبل إرهابيين ومجرمين جيء بهم من مختلف أصقاع الأرض بهدف تدمير الدولة السورية بكل مقوّماتها والنيل من سيادتها الوطنية وحرية قرارها السياسي وتجربتها النضالية ودعمها للمقاومة ولحرفها عن خطها القومي، إلا أن هذه الأهداف سقطت أمام إرادة الشعب العربي السوري وقوة وحدته وتمسّكه بوطنه، وتضحيات الجيش العربي السوري، مشددة على أن هذا الشعب أثبت أن الوطن فوق كل اعتبار، وأن الغالي والثمين يرخص في سبيله، وحب الحياة أقوى من كل الإرهاب، وليضيف تجربة نضالية جديدة لمسيرته الكفاحية التي امتاز بها عبر العقود الماضية. وأكدت أن ذكرى الجلاء تمر اليوم وجيشنا البطل يسطّر المعجزات في زمن قل فيه الإعجاز، وآخرها تصديه للعدوان الثلاثي، واستطاع خلال الفترة الماضية تحرير معظم الأراضي التي دخلها الإرهاب، رغم التهديد والوعيد الذي أطلق من قبل الدول المخططة والشريكة في هذه الحرب، مضيفة: قريباً سنحتفل بعيد جلاء جديد نطرد من خلاله الإرهاب من أراضينا، عيد لن يكون للسوريين فحسب بل سيكون لكل الأصدقاء والشرفاء في العالم، الذين وقفوا معنا في مواجهة هذه الحرب.
من جهته، أكد الاتحاد العام للفلاحين أن جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية عام 1946 كان بداية لمرحلة جديدة في تاريخ السوريين لتثبيت دعائم الاستقلال وتحقيق الطموحات الوطنية والقومية لأبناء سورية الذين يترقبون اليوم إعلان النصر النهائي على الإرهاب وداعميه وإفشال مشاريعهم التآمرية، وأشار إلى صمود ونضال الشعب السوري ملتفّاً حول جيشه لملاحقة الإرهاب والقضاء عليه وتحقيق النصر المؤكد.
وأكد الاتحاد العام لنقابات العمال أن سورية، التي يحتفل شعبها بذكرى الجلاء، حملت دائماً لواء المقاومة والممانعة وأحبطت مشاريع الغرب المتصهين، وتصدّت لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وأضاف في بيان: “منذ الجلاء وحتى يومنا هذا ما زالت جذوة الانتصار باقية في وجدان وعقول ابناء الشعب العربي السوري، وهم اليوم يرسمون ملامح نصر كبير على الارهاب وداعميه ومموليه من قوى امتهنت قتل الشعوب وسرقة ثرواتها وتراثها”، وأشار البيان الى تزامن الذكرى مع العدوان الثلاثي الغادر والسافر على سورية، مضيفاً: “إن الشعب السوري وجيشه وقيادته كانوا بالمرصاد لقوى الاستعمار القديم وردّوا مرة أخرى فرنسا ومن معها من مجرمين على أعقابهم مهزومين”.
كما أشارت القيادة القطرية الفلسطينية للحزب أن ذكرى الجلاء تأتي بالتزامن مع هزيمة العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني على سورية، الذي قامت به هذه الدول دون أي مبرر قانوني وفي مخالفة صريحة وفاضحة لميثاق الأمم المتحدة، ولفتت إلى الدور الذي تقوم به فرنسا في سورية منذ 7 سنوات ضمن “التحالف الصهيوأمريكي الأوروبي الغربي” وعملائه من دول الخليج كالسعودية وقطر، إضافة إلى تركيا، هذا التحالف الذي جنّد الإرهابيين من مختلف بقاع الأرض لتدمير حضارة الشعب السوري وكان آخرها مشاركتها بالعدوان الثلاثي في محاولة منها لاستعادة نفوذها وهيمنتها بعد أن تمّت هزيمتها على الأرض السورية في الـ17 من نيسان عام 1946، وبيّنت أن سورية تتعرّض للعديد من المؤامرات والاعتداءات لثنيها عن دعم القضية الفلسطينية والحقوق العربية ومحاربة الإرهاب، لافتاً إلى أن صمود سورية جيشاً وشعباً وقيادة أفشل هذه المؤامرات التي تندرج في سياق دعم شراذم الإرهابيين.
إلى ذلك، أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن “الذكرى الثانية والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية ذكرى وطنية قومية خالدة”، وأوضحت أن فصول المؤامرة التي تستهدف سورية ستفشل في تحقيق أهدافها مهما وضع المتآمرون من خطط وسخّروا من إرهاب وأموال وأدوات رخيصة دموية ودبلوماسية، للنيل من سيادة واستقلال وإرادة السوريين وجيشهم، وختمت بيانها بتأكيد وقوفها في الخندق النضالي المقاوم والمشرّف إلى جانب الجيش العربي السوري دفاعاً عن سورية وفلسطين والعروبة، مجددة رفضها القاطع للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية والغربية.