المهجرون خارج الحدود جراء الإرهاب يبدؤون رحلة العودة.. وقريباً الضمير خالية من الإرهاب
من المتوقع إعلان بلدة الضمير خالية من الإرهاب خلال الساعات القليلة القادمة بعد إخراج إرهابيي جيش الإسلام منها إلى جرابلس وتسليم أسلحتهم إلى الدولة السورية، وتسوية أوضاع من يرغب بالبقاء في البلدة.
وفيما تواصل ورشات الصيانة أعمال إيصال التيار الكهربائي إلى قرى وبلدات الغوطة الشرقية بعد تطهيرها من الإرهاب، بدأ المواطنون المهجرون خارج الحدود جراء الإرهاب بالعودة إلى قراهم حيث وصل يوم أمس إلى معبر جديدة يابوس الحدودية أكثر من 500 مهجر سوري قادمين من لبنان. في حين وقعت أضرار مادية بالممتلكات جراء سقوط قذيفتي هاون أطلقهما إرهابيو داعش على حيي الزاهرة الجديدة وبستان الدور بدمشق، كما أصيب مدنيان بجروح نتيجة استهداف إرهابيي “النصرة” برصاص القنص الأحياء السكنية في بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب.
وفي التفاصيل، واصل إرهابيو “جيش الإسلام” في بلدة الضمير في منطقة القلمون بريف دمشق الشرقي تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الدولة السورية، والقاضي بإخراج إرهابيي التنظيم من البلدة إلى منطقة جرابلس وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء وذلك بعد تسليم أسلحتهم.
وذكر أحد ضباط الجيش العربي السوري أن من بين الأسلحة التي سلمها إرهابيو تنظيم جيش الإسلام 6 آليات مثبت عليها رشاشا دوشكا ورشاشان عيار 32 مم مضادان للطائرات ورشاشان عيار 5ر14 بالإضافة إلى بعض الأسلحة الفردية والخفيفة مثل البنادق ورشاشات بي كي سي وقناصات نوع فال وبعض القطع المتوسطة مثل الدوشكا المثبت على مناصب أرضية وقواذف آر بي جي وهاون عياري 82 و 60 وقاذف بي 7 بالإضافة لأجهزة اتصال متنوعة.
ويبلغ عدد الإرهابيين المقرر إخراجهم من الضمير 1500 إرهابي إضافة إلى عائلاتهم ليبلغ العدد الإجمالي لهم نحو 5 آلاف ومن المقرر أن تدخل وحدات من الجيش إلى البلدة بعد إخراجهم لتمشيطها وتطهيرها من الألغام.
في غضون ذلك تواصل ورشات الصيانة في شركة كهرباء ريف دمشق تنفيذ خطتها الإسعافية لإيصال التيار الكهربائي إلى بلدات الغوطة الشرقية من خلال تأمين مصادر تغذية احتياطية إلى جانب العمل على تأمين تغذية دائمة.
وبيّن خالد أبو الذهب المشرف على ورشات الكهرباء في مدينة سقبا أن العمل جار وفق مسارين لتأمين التغذية الكهربائية للغوطة يضمن الأول تأمين التيار الكهربائي بشكل مؤقت من خلال مشروع مؤلف من 88 برج توتر متوسطاً يمتد من محطة تحويل جرمانا إلى محطة تحويل سقبا حيث تم تنفيذ أكثر من 65 برجاً منها ستحمل دارة مزدوجة بتوتر /20/ ك. ف متوقعاً أن تتم تغذية بعض بلدات الغوطة بالتيار الكهربائي خلال شهر تقريباً، وأشار إلى أن المسار الثاني هو تنفيذ خط باستطاعة 66 كيلو فولط أرضي من محطة تحويل باب شرقي بطول أكثر من 6 كيلومترات داعم لمشروع الأبراج كما تم تخصيص عدد من المحولات لبلدات الغوطة كفر بطنا وسقبا وحمورية وعين ترما وجسرين وحزة إضافة إلى ورشات تقوم بتأهيل التوتر المنخفض.
بدوره أوضح الفني سامر سخنين المسؤول عن العمل في بلدة جسرين أن خسائر المنظومة الكهربائية كبيرة جداً جراء الإرهاب إضافة إلى نهب الكابلات والتجهيزات، مبيناً أن ورشات الصيانة تعتمد بشكل جزئي على الكوابل الأرضية التي لم تستطع المجموعات الإرهابية العثور عليها وتخريبها.
وأشار تحسين الحلبي من أهالي سقبا إلى حجم المعاناة خلال فترة حصارهم من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة وقال: إن دخول الجيش العربي السوري إلى الغوطة وتحريرها هو حياة جديدة.
وكانت اللجنة الوزارية المشكلة لإعادة الخدمات وتتبع الأعمال في الغوطة الشرقية وضعت أول أمس مصفوفة للأعمال المطلوبة من جميع المديريات والمؤسسات لإعادة البنى التحتية وتأهيل المؤسسات في البلدات التي استعادها الجيش العربي السوري.
وفي إطار عودة المهجرين في الخارج إلى قراهم وصل أمس إلى معبر جديدة يابوس الحدودية أكثر من 500 مهجر سوري قادمين من لبنان. وأشار مراسل سانا إلى أن المهجرين السوريين الواصلين إلى المعبر سيعودون إلى منازلهم في قرية بيت جن ومزرعتها بريف دمشق بعد أن طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وعادت أكثر من 500 عائلة مهجرة إلى منازلها في مزرعة بيت جن وقرية بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي في الـ 13 من كانون الثاني الماضي بعد إعادة الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى المنطقة.
من جهة ثانية أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق بأن إرهابيي تنظيم داعش المنتشرين في مخيم اليرموك استهدفوا بقذيفتي هاون حيي الزاهرة الجديدة وبستان الدور ما تسبب بأضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة دون وقوع إصابات بين المدنيين.
وأفادت مصادر أهلية في كفريا والفوعة بأن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة المنتشرين في معرتمصرين وبنش وكفروما استهدفوا بالرصاص منازل المواطنين في البلدتين المحاصرتين ما تسبب بإصابة مدنيين اثنين بجروح.
وتعاني بلدتا كفريا والفوعة منذ 3 سنوات من وطأة حصار التنظيمات الإرهابية حيث يعيش أكثر من 8000 مدني في ظروف إنسانية في غاية المأساوية جراء منع التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالنظام التركي دخول المساعدات الإنسانية والطبية لهم ومنع كوادر الهلال الأحمر العربي السوري من الدخول إلى البلدتين لإجلاء الحالات الطبية الحرجة منهما.
“الرقة الشهيدة” شاهد حي على همجية الغرب الاستعماري
مئات الضحايا، وعشرات آلاف المهجّرين من المدنيين، وتدمير ممنهج لمدينة الرقة، هي حصيلة عمليات “التحالف الأمريكي” في المدينة. مدينة هارون الرشيد أضحت أطلالاً بعد أن دمّرها “التحالف”، و”رائحة الجثث المتحلّلة ما تزال تفوح من بين تلال الأنقاض والمباني المدمّرة على جانبي الشوارع في المدينة”، حسبما اعترفت أخيراً وكالة رويترز، فيما قالت مصادر أهلية: “إن البحث ما زال مستمراً منذ عدة أشهر بين الأنقاض لإخراج جثث الضحايا”، مشيرة إلى أن “ناقوس الخطر بدأ يدق في هذه المدينة، فالأمراض والأوبئة بدأت بالانتشار”.
“الرقة الشهيدة”، والتي كان يقدّر عدد سكانها بنحو 300 ألف شخص قبل الأزمة وأصبحت تضم نحو 7000 شخص في نهاية هجوم “التحالف”، تعاني من نقص كامل في الخدمات العامة، حيث لا مياه ولا كهرباء ولا تغطية للهاتف النقّال ولا خدمات أساسية، ولا مشاف ولا مستوصفات ولا مدارس.
الأمر الذي يدحض أكاذيب واشنطن بمحاربة إرهابيي “داعش”، ويؤكّد أن هدفها ليس القضاء عليه، وإنما تدمير البنى التحتية في المدينة وتحويلها إلى ركام، والدليل على ذلك أن واشنطن أخرجت بحمايتها أربعة آلاف من عناصر “داعش”، مع عتادهم، من الرقة باتجاه دير الزور، ونشرتهم في المنطقة الممتدة من شمال دير الزور إلى مدينة الشدادي في الشمال، كما نقلت مئات آخرين إلى مخيم الركبان لتدريبهم، مع فلول تنظيمات إرهابية أخرى، عسكرياً لاستخدامهم في معارك أخرى ضد سورية والعراق وليبيا واليمن ودول أخرى في المنطقة والعالم.
“الرقة الشهيدة”، والتي شهدت احتلالين: “داعشي” وأمريكي، تواجه وضعاً حرجاً يتطلّب إعادة بناء كاملة، وإعادة هيكلة الإدارة والخدمات العامة بأكملها من الصفر، ولا تزال في شوارعها مئات القنابل والقذائف غير المنفجرة، والتي بلغ عدد ضحاياها، في الفترة الممتدة بين شهري تشرين الأول وآذار الماضيين، أكثر من 700 شهيد وجريح.