الصفحة الاولىصحيفة البعث

تواصل الإدانات للعدوان الثلاثي: بُني على أكاذيب

تتواصل الإدانات الدولية والعربية للعدوان الثلاثي على سورية في الرابع عشر من الجاري، فيما أحيت جالياتنا في عدد من الدول عيد الجلاء، مؤكدة أن سورية على موعد قريب لجلاء الإرهاب وأدواته ورعاته، فقد أكد أبناء الجالية السورية في روسيا، خلال احتفالية، عزم الشعب السوري على تحرير كل شبر من أرض سورية من المستعمرين الحالمين بالعودة إليها، ومن الإرهابيين التكفيريين، فيما نظّمت الجالية السورية في رومانيا أمام السفارة السورية في بوخارست وقفة احتفالاً بانتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب، وتنديداً بالعدوان، ورفع المشاركون في الوقفة التضامنية لافتات تعبّر عن عمق انتمائهم لوطنهم والأعلام الوطنية وصور السيد الرئيس بشار الأسد.وأكد المشاركون في الوقفة وقوفهم خلف الجيش العربي السوري وقيادته في مواجهة الحرب الإرهابية التي تشن على بلدهم، منددين بالعدوان الثلاثي، والذي جاء دعماً للإرهابيين، فيما قال مطران الروم الأرثوذكس في رومانيا وتركيا ودول البلقان قيس صادق: “جئنا لنشارك في احتفالات عيد الجلاء ولنسمع العالم بأن سورية مهد الحضارات والديانات ولنعبر عن استنكارنا للعدوان الثلاثي الغاشم عليها”، وقال الخوري جورجي من مطرانية الروم الأرثوذكس في رومانيا: “نصلي لعودة السلام إلى سورية”.

وأشار إلى النموذج الفريد للعيش المشترك الذي يجمع السوريين.

كما أقامت الجالية السورية في ماليزيا وقفة تضامنية مع الوطن الأم في العاصمة كوالالمبور، وحمل المشاركون في الوقفة، التي نظمت بالتعاون مع السفارة السورية في كوالالمبور وفرع ماليزيا للاتحاد الوطني لطلبة سورية، أعلام الوطن واللافتات المنددة بالعدوان.

وفي بيروت، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن العدوان الثلاثي فشل في أن يحقق أياً من أهدافه، كما أنه لم يغيّر في المعادلات الميدانية أو السياسية في سورية والمنطقة، وأشار إلى أن هذا العدوان جاء كتعبير عن حالة الهزيمة التي منيت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، ومعهم النظام السعودي، نتيجة انتصارات الجيش العربي السوري على الأرض، وخصوصاً تحرير الغوطة الشرقية من الإرهابيين، ولفت إلى أن النظام السعودي هو الذي موّل العدوان الأمريكي الثلاثي على سورية، وهو الذي يسلّح الإرهابيين فيها، وينفق مئات مليارات الدولارات لتدمير اليمن وتهديد قضايا الشعوب والدول العربية والإسلامية.

إلى ذلك، أعربت جمعية الصداقة الأوكرانية السورية عن رفضها وغضبها جراء التصرفات الهمجية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وقيامهم بالعدوان الثلاثي على سورية، وقال رئيس الجمعية أناتولي دومانسكي: “نعرب عن تضامننا ودعمنا للشعب السوري في نضاله البطولي ضد التنظيمات الإرهابية القادمة من مختلف الدول”، وأشار إلى أن الإرهاب الدولي المدعوم من الغرب وبعض الدول الرجعية في منطقة الشرق الأوسط تسبب باستشهاد وجرح مئات الآلاف من الأبرياء على أيدي الإرهابيين، الذين كان هدفهم تدمير سورية كدولة وتفتيت المجتمع السوري وتدمير ثقافته وقيمه.

كما نظم ممثلو المجتمع الأوكراني وقفة احتجاجية بعنوان “لا للعدوان على سورية”، وأكدوا أن هذا العدوان يشكّل انتهاكاً فاضحاً للقوانين الدولية، وأشاروا في بيان إلى أن واشنطن وحلفاءها يضللون المجتمع ويكذبون على شعوبهم عبر الزعم باستخدام أسلحة كيميائية في سورية، لافتين إلى أن واشنطن مارست على مدى تاريخها الأعمال القذرة المبنية على الكذب والخداع، وطالبوا القوات الأمريكية بوقف أعمالها العسكرية ومغادرتها الفورية لأراضي الجمهورية العربية السورية.

من جانبه أكد الحزب الشيوعي في تشيلي رفضه للعدوان الوحشي الذي ارتكبته القوات العسكرية للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد سورية، وشدد في بيان على أن هذا العدوان ينتهك سيادة الجمهورية العربية السورية ويحتقر دور الأمم المتحدة ويؤدي إلى تفاقم الصراعات في المنطقة ويهدد السلام العالمي، معرباً عن تضامنه مع الشعب والحكومة في سورية.

كما أدانت فصائل العمل الوطني الفلسطيني في كوبا العدوان، مؤكدة دعمها ووقوفها إلى جانب سورية في مواجهة كل المخططات التي تستهدف وحدة وسلامة الأراضي السورية.

وفي بيان تمّ تسليمه إلى السفير السوري في كوبا أشارت الفصائل إلى أن هذا العدوان لا يخرج عن سياق السياسة الغربية المتواصلة والمعادية للأمة العربية، مستنكراً مواقف الأنظمة العربية التي أيدت ودعمت العدوان الغربي على سورية، فيما تلتزم الصمت على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وحذّرت من أن هذا التوجّه العدواني من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشكّل تهديداً للسلم العالمي، ويضع العالم على حافة خطر دائم.

في سياق متصل أدان العديد من النواب والسياسيين التشيك والسلوفاك العدوان الثلاثي، واعتبر نائب رئيس مجلس النواب التشيكي، فويتيخ فيليب، أن الهدف الأساسي منه إطالة معاناة الشعب السوري الذي يتعرّض للإرهاب من مجموعات تحظى بدعم الولايات المتحدة وحلفائها، فيما وصف نائب رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي، عضو مجلس النواب، ياروسلاف فولدينا، العدوان بالعمل المتهوّر، مشيراً إلى انه أصبح من الواضح تماماً الآن أنه ما من أدلة حول المزاعم والأكاذيب بحدوث هجوم كيميائي في دوما، كما أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نفسه اعترف بأن الأدلة الرئيسية التي لدى فرنسا هي أشرطة فيديو نشرتها ما تسمى جماعة “الخوذ البيضاء”.

كما أدان نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الحرية والديمقراطية المباشرة التشيكي راديك روزفورال العدوان، مشدداً على أنه مثّل خرقاً للقانون الدولي، وتمّ قبل بدء التحقيق في الادعاءات عن حدوث هجوم كيميائي في دوما، فيما أكد عضو مجلس الشيوخ التشيكي يان فاليبا أن هذا العدوان لا يمثّل فقط خرقاً للقانون الدولي وإنما احتقاراً للأمم المتحدة، داعياً إلى محاسبة من أقدموا على ارتكاب هذا العدوان ومن تسببوا قبل ذلك بوقوع كل هذه المآسي في ليبيا والعراق.

وشدد النائب التشيكي في البرلمان الأوروبي البروفيسور يان كيللر على أن ما شهدناه السبت الماضي لم يكن عدواناً ضد سورية فقط وإنما ضد جميع مبادئ القانون الدولي.

وفي سلوفاكيا لفت نائب رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان السلوفاكي، ياروسلاف باشكا، إلى زيف الادعاءات الغربية بخصوص امتلاك سورية أسلحة كيميائية.

في السياق ذاته أكد الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” فيل جيرالدي أن العدوان الثلاثي على سورية تمّ على أساس معلومات استخبارتية غير دقيقة، وقال: إن قرار ترامب بشن ضربات على سورية يحمل اعتبارات سياسية وليست عسكرية أو استراتيجية، موضحاً أن صواريخ العدوان الثلاثي لم تدمّر أي مراكز لإنتاج السلاح الكيميائي كونها غير موجودة في الأساس، وأن هذا العدوان أثار الكثير من السخرية، وأضاف: تشير الأدلة إلى عدم وجود أسلحة كيميائية أو مكوّناتها في النقاط التي تدمرت خلال القصف وقد يكون الدافع وراءه استند إلى معلومات استخباراتية خاطئة أو احتمال عدم وجود شيء لتدميره في المقام الأول، ولفت إلى أن عدم وجود أي دليل على أي أسلحة كيميائية في سورية في المواقع المستهدفة “قد يضعف من قدرة الحكومة الأمريكية بالحصول على الموافقة لشن ضربات مماثلة في المستقبل القريب”، وأضاف: إنه تمّ تحديد توقيت الهجوم بحيث لا يكون لدى المفتشين الوقت للقيام بعملهم، مؤكدا أن الولايات المتحدة تورّطت بشكل أساسي في كذبة كبيرة لجعل الحرب بصواريخ كروز أكثر قبولاً من قبل الجمهور الأمريكي.