الصفحة الاولىصحيفة البعث

القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية تعقد مؤتمرها العاشر الهـــلال: تطويـــر العمـــل الجبهــــوي أفقيـــاً وعموديـــاً.. وتمتيـــن الثقافــة الوطنيــة والقوميــة

عقدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية مؤتمرها العاشر، أمس، تحت شعار “من أجل سورية في مواجهة الإرهاب والعدوان، وحوار وطني لتأصيل مفهوم الدولة الوطنية”، في مجمع صحاري.

ومثّل السيد الرئيس بشار الأسد في حضور المؤتمر الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب، الذي نقل لأعضاء المؤتمر ومن خلالهم لجماهير أحزاب الجبهة وجميع فئات الشعب تحيات القائد الأسد.

وقال: إن الرئيس الأسد أضحى بشجاعته وحكمته وإخلاصه لشعبه رمزاً من أهم رموز النضال الوطني والقومي والعالمي في هذا العصر الذي كادت تسيطر عليه قوى الهيمنة والاستعمار، ونوّه إلى أن المؤتمر ينعقد بالتزامن مع احتفالات جماهير شعبنا بذكرى الجلاء، الذي توّج ثورة السوريين ومقاومتهم للمستعمر الفرنسي، والفشل المدوي للعدوان الأمريكي والفرنسي والبريطاني، حيث لقن جيشنا الباسل وشعبنا العظيم مرتكبي العدوان درساً بليغاً لن ينسوه أبداً.

وشدد الرفيق الهلال على أن التجربة الجبهوية الرائدة في سورية، والتي يزيد عمرها عن خمسة وأربعين عاماً، وصلت الى مرحلة من النضوج، وهي تتطلّب المتابعة والتطوير نحو مزيد من الارتقاء النوعي، وقال: إن نضوج التجربة الجبهوية، هو بحد ذاته عامل مهم يدفعنا لتحمّل مسؤولياتنا كاملة، تجاه شعب من أعظم الشعوب، وتجاه أمة عربية لا يمكن إلا أن تستعيد مجدها مهما كبرت التحديات، مادام في صدرها قلب ينبض بالعروبة،  كما يقع على عاتقنا كممثلين للقوى الشعبية مسؤوليات ومهام نوعية تتطلّب مستوى عالياً من ثقافة المبادرة والعمل الجاد في كافة الجوانب. ونوّه الرفيق الهلال إلى أن حزب البعث العربي الاشتراكي، بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، حينما بادر بإنشاء الجبهة لم يكن يفكر بحلول مؤقتة أو استثنائية بل كان توجهه الجبهوي يستند إلى نظريته وعقيدته الوطنية والقومية، التي تعتبر التشارك مع غيره من الأحزاب والقوى عنصراً أساسياً في فهمه لتعددية الواقع ولتعددية البنى الشعبية، وليتابع الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد العمل على إنجاح هذه العملية التكاملية البنيوية.

وأشار الرفيق الهلال إلى أن الجبهة مفتوحة أمام الجميع، وهي ستبقى قابلة للتطوير أفقياً وعمودياً، من حيث عدد المؤتلفين فيها، وفي صيغ عملها وأدائها، لأن هذه الجبهة تؤمن بالوحدة الوطنية في التعدّد لا في التفرد، وتابع: إن أحزاب الجبهة جميعاً كانت مثلاً في التمسّك بأسلوب العمل الجماعي، وكان لها دور هام في رسم معالم الانتصار على أعتى قوى الاستعمار، التي أدركت فشلها في مرحلة الوكيل الإرهابي، والهستيريا السياسية والإعلامية العدوانية التي أصيبوا بها دليل على ذلك، لافتاً إلى أن الجيش العربي السوري، بقيادة الرمز الرفيق بشار الأسد، أبدع عِلماً عسكرياً جديداً لم يسبقه إليه أي جيش في العالم، فقد حوّل هذا الجيش أهم الصواريخ التي يسمونها بالذكية إلى الأكثر غباء، وأرسل رسالة للعالم أجمع بأن سورية قادرة على خوض أي صراع صاروخي كان أو بري وستنتصر فيه. وأضاف الرفيق الهلال: اليوم أمامنا عمل كبير ينتظر في اتجاهات عدة، استكمال الطريق نحو النصر، على رأس هذه الأولويات، ثم هناك المصالحات الوطنية، وإعادة الإعمار، وتعزيز الوحدة الوطنية، مؤكداً أن إعادة إعمار النفوس هو الأهم بالنسبة لنا كأحزاب ونقابات شعبية وقوى مختلفة، لأن مهمتنا إعادة بناء الوعي على أساس تمتين الثقافة الوطنية والقومية وثقافة المقاومة، وتعزيز الشعور الجمعي بالخير العام، وتحفيز الهمم للنهوض الشامل بعد النصر.

واختتم الرفيق الأمين القطري المساعد كلمته، مؤكداً أن الشعب العربي السوري اختار أن يصنع التاريخ منذ كان للإنسان تاريخ، واليوم، وبقيادة الرفيق بشار الأسد، يكمل جيلنا المشوار الطويل الذي بدأه هذا الشعب الأبي منذ فجر التاريخ، عندما أذن للحضارة الإنسانية أن تنطلق باتجاه أوسع الأفق وأرحبها، فمنذ ذلك التاريخ الموغل في القدم كانت سورية العروبة مركز إشعاع واسع يفوق حدودها الجغرافية، فهذا الشعب ما عمل لنفسه شيئاً قط إلا أراده للبشرية جمعاء، ومن الطبيعي أن يكون الكفاح اليوم في وجه الإرهاب وداعميه منبت خير للشعوب جميعها، ومنطلق أمل لغد أفضل نريده لنا ولأمتنا العربية ولكل شرفاء العالم وأحراره.

الزعبي: تأصيل مفهوم الدولة الوطنية

من جهته، لفت الرفيق عمران الزعبي، نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، إلى أهمية توقيت هذا الاجتماع بالتزامن مع عيد الجلاء وبعد تجدّد محاولة قوى الهيمنة والظلام، ممثلة بالولايات المتحدة الأميركية ومن معها، استهداف سورية وإضعافها، منوّهاً بأن انعقاد هذا الاجتماع يأتي تكريساً لمبدأ وقواعد وروح ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية ونظامها الأساسي بهدف التأكيد على دور الجبهة وصيغتها من جهة ومحتوى نضال أحزابها وحراكهم الوطني الجمعي من جهة أخرى، والذي يتطلع إلى حوار وطني مستمر لا ينقطع أبداً ويكون بذاته حاملاً لكل متغيّر سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، كما ويهدف هذا الحوار الوطني إلى تأصيل مفهوم الدولة الوطنية، الذي أسس له نضال الآباء والأجداد، وأضاف: إن أحزاب الجبهة الوطنية جاءت نتيجة لنضال طويل كي تكون منابر لكل مواطن سوري يعبّر فيها، ومن خلالها، عن أفكاره وهواجسه و تطلعاته.

وأضاف الزعبي: لذلك نالت هذه الأحزاب وبسبب من أيديولوجياتها التقدمية واليسارية والقومية والوطنية حصة كبيرة من الدعم والتأييد الشعبي، وشكّلت مع بعضها البعض، وعبر الجبهة، جداراً قوياً وصلباً في التصدي لمفردات الخطاب الرجعي والطائفي والمذهبي والإثني، ونجحت في التصدي للعدوان الصهيوني وللمشاريع التي يحلم العدو بتنفيذها على الأرض السورية، وأكد أن الجبهة كانت وستبقى مؤسسة سياسية جماهيرية شعبية، وهي ستبقى منبثقة من إرادة السوريين، وتستمد سلطتها من الأسس الشعبية، وعلى هذا الأساس فان الجبهة ستبقى رافضة لأي مشروع لتقسيم سورية أو تدخل خارجي، وتابع: إن الشعب السوري، وبعد كل هذا الصمود، يستحق من الجميع أفراداً ومؤسسات بذل المزيد من الجهود. وقال الزعبي: إن الجبهة ترفض مطلقاً أي مس بالدستور السوري النافذ إذا لم يكن مبنياً ومتمخضاً عن إرادة الشعب السوري وفي الداخل السوري وبنقاش السوريين فقط ولا أحد غيرهم، كما نرفض أي إملاء أو تدخل خارجي في الشأن الوطني السوري، وسنقف ضده بكل الوسائل المتاحة، وإننا نرفض بشكل قاطع أي دور أمريكي أو بريطاني أو فرنسي أو تركي أو خليجي في سورية، فهذه حكومات دول معادية لشعبنا، اعتدت على شعبنا وسيادتنا ووحدتنا الوطنية، وأمعنت في سعيها لتدمير سورية وتفكيكها وإسقاط الدولة الوطنية فيها، معلناً باسم الجبهة الالتزام القاطع والنهائي بقيادة الرئيس بشار الأسد باعتباره الضمانة الوطنية للبلاد، والرئيس الشرعي للبلاد، وهو بذاته، بشخصه وبمقام منصبه حامي الدستور والقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة ورئيس الجبهة وممثّل إرادة السوريين الشرفاء.

حضر الافتتاح الرفاق حمودة الصباغ رئيس مجلس الشعب وعماد خميس رئيس مجلس الوزراء وأعضاء القيادة القطرية للحزب والأمناء العامون لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وأمناء وقيادات فروع الحزب في المحافظات والجامعات.