هل تقي الأقنعة الطبية من الأمراض
كثر في الآونة الأخيرة ارتداء الأقنعة الطبيّة بعد أن كانت مشاهدتها حكراً على ممرات وأقبية المستشفيات، مما يستدعي طرح التساؤل التالي! ما مدى فعالية “الأقنعة الطبيّة” المضادة للميكروبات في منع انتشار الأمراض المعدية المنقولة بالهواء؟
تم إدخال الأقنعة الطبية أو ما يعرف بـ” أقنعة الجراحة” إلى غرفة العمليات في أواخر القرن التاسع عشر وسرعان ما أصبحت شعبية عام 1918 بين جمهور حريص على حماية نفسه من جائحة الأنفلونزا. وبعد ذلك بقرن، أكد ظهور التقنيات الجزيئية الحديثة أن الأقنعة الجراحية يمكن أن توفر بالفعل حماية جيدة ضد الأنفلونزا. وفي دراسة أجريت عام 2013، أحصى الباحثون عدد جزيئات الفيروس في الهواء حول المرضى الذين يعانون من الأنفلونزا، ووجدوا أن الأقنعة الجراحية تقلل بنسبة 25% من الفيروسات الخارجة في زفير المريض، ولكنها أقل فعالية ضد الفيروسات الدقيقة التي يمكن أن تبقى معلقة في الهواء لفترة أطول وبالتالي فهي أكثر قابلية للانتشار. ويقدر الباحثون أن ارتداء قناع طبي في محيط المنزل يقلل من خطر إصابتنا بالفيروسات الهوائية بنسبة 60 – 80% لكن للأسف، لا يستطيع معظم الناس ارتداء القناع الطبي لفترة كافية تحقق درجة الحماية المطلوبة، وبحسب الوكالة العالمية للسيطرة على الأمراض السارية “لا يمكن تقديم توصية في هذا الوقت لاستخدام القناع الطبي في مجتمع لا يعاني أفراده من أعراض مرض ما، وحتى لو كانوا معرضين لخطر المضاعفات”. ونحن هنا لا نريد أن نخيف أحداً ولكن إذا لم يكن لديك قناع طبي أو لا تريد ارتداء واحد، فإن الوقوف على بعد ستة أقدام على الأقل من شخص مريض سيزيد من فرص بقائك بصحة جيدة.
سامر الخيّر