أكد التمسّك بالثوابت الوطنية ووحدة سورية أرضاً وشعباً المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدمية: الرئيس الأسد هو الضمانة الوطنية الكبرى
دمشق-عمر المقداد:
أكدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية وقوفها خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد، الذي يشكّل الضمانة الوطنية الكبرى لقدرة سورية على إحراز النصر الكامل.
ولفتت القيادة المركزية، في بيان ختامي صدر أمس في انتهاء أعمال المؤتمر العاشر لأعضاء المكاتب والقيادات السياسية لأحزاب الجبهة وأعضاء قيادات الفروع، إلى أهمية الدور الذي تؤديه الجبهة في الحياة السورية العامة باعتبارها صيغة متقدّمة وخلّاقة للعمل السياسي، وتضم في بنيتها الأحزاب المعبّرة عن الاتجاهات الفكرية والسياسية التقدمية المؤسسة للحياة السورية، مضيفة: إن تحالفها منذ عام 1972 شكَّل متغيّراً وطنياً نوعياً ونواة فاعلة لتعددية حزبية وسياسية، وتجربة ديمقراطية منبثقة من خصوصيتنا الوطنية والقومية.
ولفت البيان الختامي إلى أن المشاركين في المؤتمر استعرضوا واقع الجبهة والإجراءات المتخذة لتعميق دورها في الحياة السياسية وتفعيل حضورها الشعبي من خلال النشاطات النوعية التي بدأت تؤسس لحالة نوعية تكون الجبهة فيها قوة حاضرة في جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر المؤتمرون أن الجبهة، التي تضم في صفوفها أحزاباً سياسية ومنظمات جماهيرية، تشكّل نموذجاً وطنياً بارزاً في التاريخ السياسي السوري الحديث، وتعمل على تطوير تجربتها في بناء سورية، وتعزيز صمودها في مواجهة الحرب الإرهابية الشاملة، وتأصيل مفهوم الدولة الوطنية، وشدوا على الدعم المطلق للدولة السورية ومؤسساتها، وعبّروا عن اعتزازهم بالدور البطولي الذي جسّده الجيش العربي السوري والتضحيات التي بذلها في مواجهة الحرب الإرهابية على سورية، التي تشنها منذ سنوات قوى دولية وإقليمية وعربية.
وأشادوا بالإنجازات الوطنية الكبرى التي حققها أبطال هذا الجيش، مع القوى الرديفة والحليفة، في تحرير الأرض السورية من البؤر الإرهابية الإجرامية، وآخرها الإنجاز الميداني الهام المتمثّل بتحرير الغوطة الشرقية وتنظيف رئة دمشق من دنس الإرهاب، ولتدخل عاصمة القرار المقاوم فسحة الأمان المطلق.
كما قرأ المؤتمرون وقائع ونتائج العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي الخائب على سورية، ورأوا أن هذا العدوان الامبريالي الرجعي جاء كمحاولة من أجل إعاقة الدولة السورية عن استكمال تحرير الأرض السورية من البؤر الإرهابية وإتمام النصر، وخدمة مباشرة للمشروع الصهيوني التوسعي والعدواني، وأكدوا مواصلة دعم الجيش والقوات المسلحة والاستمرار برفدها بالطاقات والكفاءات، وتوقّفوا عند الصمود اللافت والمميّز الذي أظهره المجتمع السوري في مواجهة الحرب الإرهابية وآثارها ملتفاً حول قيادته السياسية وجيشه الوطني.
وأكد المشاركون أن الاهتمام بملف أسر الشهداء والعناية بالجرحى من أبطال الجيش والقوات المسلحة هو قيمة عليا يجب أن تنصب من أجلها جهود الجميع، أحزاباً ومنظمات شعبية وجمعيات أهلية، في مؤازرة جهود الدولة والمؤسسات المعنية في هذا المجال.
وتناول المؤتمرون ظاهرة الإرهاب، التي شكّلت الأداة الأساسية في الحرب على سورية خلال السنوات الماضية، حيث قامت حكومات دولية وإقليمية وعربية بخلق وتغذية هذه الظاهرة وتزويدها بكل متطلبات دورها الإجرامي من موارد مالية وعوامل دعم سياسي وإعلامي وعسكري مستهدفة سورية التاريخ وسورية الجغرافيا وسورية الدور، موضحين دور أحزاب الجبهة ومنظماتها في مواجهة الفكر المتطرف والإرهابي واستئصال أي امتداد له في المجتمع، وشددوا على التمسّك بالثوابت الوطنية ووحدة سورية أرضاً وشعباً، والحفاظ على الهوية القومية الجامعة، وانتماء سورية العضوي إلى جسم المقاومة الذي يتعاظم شأنه وتزداد قوته وصلابته يوماً بعد يوم.
ودعا المؤتمرون إلى الارتقاء بالمشهد الاقتصادي السوري إلى مستوى التحديات الراهنة، ووضع الأسس لبناء اقتصاد وطني قادر على تحمّل مسؤوليات الإسهام في تعزيز مقوّمات الدولة السورية في مرحلة ما بعد الحرب، ويلبي مصالح الإنتاج والمنتجين وحاجات الشعب، ولفتوا إلى العلاقات المتنامية مع الدول الصديقة، التي أثبتت بالدليل القاطع وقوفها إلى جانب سورية على أكثر من مستوى، السياسي منها والعسكري، وفي المقدّمة الاتحاد الروسي والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأشادوا بدور المقاومة الوطنية اللبنانية، التي وقف إلى جانب الجيش العربي السوري في المواجهة المصيرية المشتركة، وأوضحوا أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي الصهيوني، وأن النضال العربي يجب أن تبقى بوصلته فلسطين وتحرير كامل ترابها المحتل وضمان حق العودة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
واختتمت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية بيانها بالقول: إذ ينجز المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدمية أعماله في غمرة احتفالاتنا بعيد الجلاء وطرد المستعمر الفرنسي من أرضنا، فإنه يؤكد أن السوريين اليوم يواصلون انجاز معركتهم الوطنية الكبرى في سبيل تحرير أرضهم من جميع أشكال الاحتلال والإرهاب من الجولان وحتى لواء إسكندرون.
وفي كلمة له افتتح بها الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر أكد عمران الزعبي نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية أن أحزاب الجبهة مدعوة اليوم لأن تقوم بمراجعات نقدية لدورها الوطني، إلى جانب تحمّل مسؤولياتها في تنقية الوعي الوطني السوري مما أصابه خلال سنوات الحرب، وبما يعزز حضورها الجماهيري، وأضاف: إن التوجّه اليوم هو تفعيل دور الجبهة على مستوى القيادات القاعدية، وأن تكون لجان المناطق الجبهوية على تماس مباشر مع الناس، وأن تتعرّف على همومهم وتعمل على نقل مشكلاتهم إلى السلطات التشريعية والتنفيذية لمعالجتها، موضحاً أهمية العمل الجماعي بين قوى الجبهة ومن خلال الحوار والتفاعل مع أصدقاء الأحزاب ومؤيديه، واعتبر أن مهمة أحزاب الجبهة تزداد مع اليوم مع قرب انتهاء العدوان، بحيث يتوجب على قياداتها القاعدية أن تعمل بشكل واسع على المستوى الاجتماعي وبين العمال والفلاحين، مبيناً أن قيادة الجبهة منفتحة للاستماع إلى كافة الآراء النقدية، التي تريد أن تقيّم عمل الجبهة ومؤسساتها القيادية ومؤتمرها العاشر.
وكان المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدّمية قد انعقد على مدى يومين، تحت شعار “من أجل سورية في مواجهة الإرهاب والعدوان، وحوار وطني لتأصيل مفهوم الدولة الوطنية”.