الصفحة الاولىصحيفة البعث

الأدلة الدامغة تتكشّف تباعاً.. وشهود الحق يفضحون “مسرحية الكيماوي” قنابل غاز أوروبية الصنع في الغوطة ومختبر كيميائي جديد للإرهابيين في دوما

تتكشف يومياً أدلة جديدة دامغة تُثبت أن الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما ليس إلا مسرحية واستفزازاً إعلامياً خطيراً، حيث أكد الطبيب براء بدران، مقيم قسم الإسعاف في مشفى دوما التخصصي أو “النقطة الطبية 1″، كما كان يسميها إرهابيو “جيش الإسلام”، أنه يوم السابع من الشهر الجاري شهد عمليات قصف على مواقع الإرهابيين في دوما، الذين كانوا يتحصّنون بين الأبنية السكنية، ونتيجة اندلاع حرائق في عدد من المنازل أصيب عدد من المدنيين بحالات اختناق، بسبب الغبار والدخان، وتمّ إسعافهم إلى المشفى، حيث تمّت معاملتهم معاملة حالات الربو، وأعطيت لهم بخاخات الربو المعروفة وأبر لتخفيف الحساسية، وخلال ساعتين كان معظمهم عولج بشكل كامل، وبيّن أنه خلال معالجة المصابين دخل عدد من الغرباء وأخذوا يصيحون “هجوم كيميائي”، ما دب الذعر في جميع أرجاء المشفى، وأخذ هؤلاء الغرباء يرشون الماء على الجميع ويتحرّكون بشكل مشبوه وهستيري حتى يزيدوا من حالة الهلع، لافتاً إلى عدم وجود أي حالة تسمم أو اصابة بالمواد السامة طيلة السنوات السبع الماضية التي قضاها في قسم الإسعاف بالمشفى.

وكانت ما يسمى “منظمة الخوذ البيضاء”، والتي تأسست في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي، وعبر مقاطع فيديو مصوّرة في إحدى النقاط الطبية في دوما، زعمت أن هجوماً كيميائياً وقع ضد المدنيين في السابع من الشهر الجاري.

كما نفى الطفل حسن دياب، الذي كان في الموقع المزعوم في دوما، تسمّمه جراء هجوم كيميائي، وأوضح ابن الأحد عشر عاماً أنه ذهب برفقة والدته إلى المركز الصحي بعد سماعهما لنداءات بالتوجّه إلى أقرب النقاط الطبية، مؤكداً أن مسعفين رشوه بالماء فور وصوله وصوّروا ما جرى.

من جانبه قال عمر دياب، والد الطفل، إن ابنه حصل مقابل مشاركته في تصوير الهجوم المزعوم على التمر والبسكويت، مؤكداً أن حسن كان في حالة صحية جيدة، وأبدى، والد الطفل، الذي ظهر في الفيديو المفبرك من قبل “الخوذ البيضاء”، استعداده للإدلاء بشهادته في أية منظمة دولية للتأكيد على عدم حدوث أي هجوم كيميائي في دوما.

إلى ذلك، أكدت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وجود أدلة جديدة دامغة تثبت أن الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما ليس إلا مسرحية واستفزازاً إعلامياً خطيراً، ولفتت، في مؤتمر صحفي، إلى أن هناك أدلة جديدة متزايدة “تطفو على السطح بشكل تدريجي” تثبت عدم حدوث أي هجوم كيميائي في دوما.

وأشارت زاخاروفا إلى أنه تم العثور على قنابل غاز أوروبية الصنع في الغوطة الشرقية، ومختبر كيميائي آخر للإرهابيين في دوما، مؤكدة أن الهدف الحقيقي للعدوان الثلاثي الغربي على سورية هو إفساح المجال للإرهابيين لالتقاط أنفاسهم وإعادة تشكيل صفوفهم وإطالة أمد إراقة الدماء على الأرض السورية، وبالتالي زيادة صعوبة عملية التسوية السياسية، وبينت أن الأوضاع في الغوطة الشرقية بريف دمشق ما تزال مستقرة على الرغم من العدوان الثلاثي على سورية، وأن إعادة الحياة الى طبيعتها مستمرة في دوما، بالتزامن مع انتهاء إخراج الإرهابيين من مناطق الغوطة.

وفي تطرّقها إلى التفاصيل، ذكرت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية أن الجيش العربي السوري عثر في الأراضي المحرّرة داخل منطقة الغوطة الشرقية على حاويات بالكلور، النوع الأكثر رعباً من الأسلحة الكيميائية، نقلت من ألمانيا، وكذلك قنابل دخان صنعت، و(أرجو الانتباه!)، في مدينة سالزبوري”، وأضافت: “هذه الحقيقية يصعب التعليق عليها بأي شكل من الأشكال كونها مرعبة لدرجة تقوض الإيمان بإنسانية بعض الدول”، وتابعت: “إننا بطبع لا نقصد دولا كاملة وإنما نتحدّث عن الساسة والقادة، الذين يعطون مثل هذه الأوامر ويتخذون مثل هذه القرارات”.

يذكر أن مندوب روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين، أكّد تورّط الأجهزة الأمنية البريطانية في فبركة “فيديو الكيميائي”، وقال: “لدينا درجة عالية من الثقة وأدلة لا تقبل الشك بأنه لم يكن هناك أي حادث يوم الـ7 من نيسان في مدينة دوما، وأن كل ما جرى مجرد استفزاز مخطط من أجهزة الاستخبارات البريطانية، وربما بمشاركة خاصة من حلفائهم الكبار في واشنطن من أجل تضليل المجتمع الدولي وتبرير العدوان ضد سورية”، وأشار إلى أن روسيا تمكّنت من تحديد متورّطين في تصوير الفيديو، فيما قال قائد قوات الحماية الشعاعية والكيميائية الروسية، إيغور كريلوف، إن من شارك في فبركة أحداث استخدام السلاح الكيميائي المزعوم في خان شيخون هم أنفسهم المشاركون في عملية دوما المزعومة، وأوضح أن صور الأطفال في الهجوم المزعوم تظهر أعراضاً لا علاقة لها بالإصابة بالمواد الكيميائية السامة.

وكان وفد تقصي الحقائق التابع لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية، وبدعوة رسمية من سورية، دخل الثلاثاء الى مدينة دوما بالغوطة الشرقية للتحقيق في الادعاءات المتعلقة بالهجوم الكيميائي المزعوم، الذي روّجت له التنظيمات الارهابية ورعاتها، ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، والتي استبقت عمل خبراء الوفد وشنّت فجر السبت الماضي عدواناً ثلاثياً بالصواريخ على مناطق في دمشق وريف حمص، وتصدّت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري للصواريخ ودمّرت معظمها وحرفتها عن أهدافها.

البعث-سانا