الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

فتاة وراية.. وطن ونصر

في مشهد فريد, ولحظة نشوة, وخيلاء فرسان,مزقوا صدر الليل برصاصهم, وطردوا كل خفافيش الظلام,أبطال تجري في عروقهم دماء صلاح الدين ويوسف العظمة وحافظ الأسد, أعادوا للمواطن أمنه وهدوءه واستقراره..وعلى وهج تصفيق ودموع وزغاريد بالفرح والنصر,في ريف الرقة المحرر..رفعا على الأكف, فتاة وراية,الفتاة من فرقة الرقة للفنون الشعبية، والراية هي علم الجمهورية العربية السورية, تمازجا, تعانقا, شمخت للقائهما السماء, وابتسمت لعناقهما الأرض  وجاءت الكلمة على وقع أقدامهم ليسقط معها المحال,مفعلة للبعد الثقافي, ولأنها مرتبطة بميراث عظيم للفرد والمجتمع,مؤكدة أن ذاكرة الجيل لا زالت تحمل القيم والرموز والمبادئ,التي ورثتها, والتي تربت عليها, وانطلقت الكلمة من التراث الشعبي, لأنها الذاكرة الحية لأية أمة, وهذا الإرث العظيم يستمد قيمه من نصاعة التاريخ, وسمو الحاضر الذي يرسمه القائد الرمز بشار الأسد.. من هنا بدأت مديرية ثقافة الرقة  تفعيل عملها في تسعة مراكز ثقافية لتعزيز العمل الجماهيري بكافة مستوياته دعما للعمل الحكومي, وتكريسا لمبدأ المقاومة الثقافية والأخلاقية,ولإحياء معالم الذاكرة التاريخية والوطنية لمجتمعنا السوري في هذه البقعة المباركة على ضفاف الفرات، لتؤكد أن اللون الأسود إلى زوال,وان الغربان راحلون, وأن أفكارهم المتطرفة لن تجد ارضا تستزرع فيها,لأن الرقة منبت للطهارة وللكلمة العفيفة, وللأخلاق الفاضلة, في أرضها عاش الرشيد, وانطلقت منها مسامحات ابن التلي أشهر الأساقفة, ومن رصافتها انطلق صقر قريش ليفتح الأندلس, وما زالت طائرات العالم تسير على مثلثات ابنها البتاني, ومنها انطلقت كلمات عبد السلام العجيلي فترجمت إلى عشرات اللغات العالمية,هذه الكلمات والأنشطة استؤنفت بعد التحرير,فكانت الندوات السياسية والمحاضرات الثقافية والفكرية ومهرجانات الأطفال ومعارض الرسوم فاستقطبت الطفل والمرأة والرجل ,في دبسي فرج ودبسي عفنان والسبخة والرحبي والمغلة والحمدانية ومعدان و6تشرين ,داعية الأهالي المهجرين بفعل الإرهاب إلى العودة إلى قراهم,وبشرت بانتصارات الجيش العربي السوري,وبتحرير باقي الأرض التي سرقها العملاء وباعوها للشيطان , باحثون وكتاب أكدوا من على هذه المنابر أن الأرض لأهلها ,وأن الحق عائد لأصحابه , وأن الرقة لن تكون عاصمة لإرهابي أو مستبد أو دخيل,لأنها عاصمة للرشيد ودرة للفرات, وكل مؤسستنا الحكومية مدعوة للعودة إلى الرقة,كي يكونوا مع أهلها,يقاسمونهم مرحلتي النصر والبناء.

محمود البعلاو – الرقة