الأسر المهجرة الوافدة إلى السويداء: أملنا في العودة لم ينقطع يوماً
السويداء- رفعت الديك
احتفالات يومية يشهدها معسكر الطلائع في السويداء حيث تقيم مئات الأسر الوافدة من مختلف المحافظات السورية…الأهازيج الشعبية والأغاني الوطنية، وزغاريد النساء لا تهدأ ابتهاجاً بالانتصارات اليومية التي يحققها الجيش العربي السوري في الغوطة الغربية بعد تخلصه من إرهابيي الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
“شام وجان ومحمد وشيلان” أطفال ولدوا بعيداً عن يوميات الحرب، ففي معسكر الطلائع بالسويداء حيث تقيم مئات الأسر التي هربت من الحرب كان مكان الولادة أما التاريخ فهو بعد ثلاث سنوات من بدء تلك الحرب.. اليوم الأطفال الأربعة هتفوا وصفقوا مع أهاليهم لانتصارات الجيش العربي السوري في الغوطة حيث من المفترض مكان ولادتهم وسجلات نفوسهم.
وتقف سوزان حسن حاملة ابنتها شام منتظرة لحظة العودة إلى بيتها في دير العصافير وإن كانت تعلم جيداً أنها لن تجد منه إلا الركام فالإرهابيون في تلك المنطقة دمروا وخربوا كل شيء ومع ذلك فهي سعيدة بانتصار الجيش الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.
بالغرفة المجاورة تجلس هالة يوسف المرأة الأربعينية ذات الوجه البشوش وسر ذلك أملها الذي لم ينقطع يوماً بانتصار الجيش على الإرهاب أما اليوم فأملها تحقق وغليلها شفي من الإرهابيين الذي دمروا كل شيء.
ويقول أبو حسن القادم من دير العصافير مستذكراً 11 شهيداً شيعتهم عائلته منهم العسكريين والمدنيين والشباب والفتيات وأجبره الإرهابيون على النزوح إلى السويداء: “إن احتفالاتنا اليوم بانتصارات الجيش لنثبت مع كل السوريين المهجرين إصرارنا على البقاء، ومتابعة حياتنا بعزة وكرامة، وقهر الإرهاب وداعميه ومموليه حتى يتحقق النصر على كل أعداء الوطن، ويعود كل سوري مهجر إلى منزله وبلدته، ويرى أن انتصارات الجيش في الغوطة وضعت حداً للمآسي الكثيرة، والجرائم المروعة التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية بحق آلاف الأسر السورية، والتي لم يسجل التاريخ مثيلاً لها.. ووجدت سوزان حسن التي انتقلت مع أسرتها من الغوطة إلى السويداء، أن انتصارات الجيش في الغوطة خطوة مهمة على طريق إنهاء الأزمة، ووضع حد لمعاناة السوريين المهجرين الذين اختبروا أقسى التجارب جرّاء إرهاب المجموعات المسلحة وأن تشكل السبيل نحو إعادة الأمن والأمان إلى الوطن.
ثامر الحسن وهو وافد من عين ترما رافقنا إلى الضفة الثانية من مركز الإيواء حيث يقطن عبد الرحمن وإسراء. قال قبل أن يعرفنا على العريسين إن لكل أسرة قصة وحكاية مختلفة ولكن ما يجمعهم اليوم هي فرحة الانتصار” انتصارات الجيش أعادت لنا الأمن والطمأنينة، وحققت تطلعاتنا في العودة إلى ديارنا التي هُجّرنا منها، وخلصتنا من شرور الإرهابيين، وأفعالهم الإجرامية الوحشية” وقبل أن يكمل حديثة يخرج إلينا عبد الرحمن الحسن ابن القامشلي وعروسه إسراء ومراسم عرسها مازالت موجودة وتدل عليها بعض الشموع الحمراء التي تزين غرفتها المتواضعة. تقول إسراء: إن ما جمعها بزوجها هو حب الوطن والتضحية وليس لديها مشكلة كونه سيغادرها بعد يومين ليتابع مع رفاقه تحرير ما تبقى من أرض الوطن من رجس الإرهاب كيف لا وهو ابن الجيش العربي السوري الخادم في صفوفه منذ ثمان سنوات لذلك اختصرا شهر العسل بثلاثة أيام فقط” يكفينا عزة وفخار أن يوم عرسنا كان يوم تحرير الغوطة وفرحة أهلنا السوريين بالانتصار”.
أكثر من 1500 سوري من مختلف المحافظات السورية يجمعهم اليوم مركز الإيواء في السويداء، والأمل أيضا بالعودة القريبة إلى ديارهم بفضل انتصارات الجيش العربي السوري المتلاحقة لذلك عقدوا العزم أن تبقى الافراح قائمة في كل ليلة وكذلك ” شام وجان ومحمد وشيلان”.